حفل افتتاح المونديال ليس حفلاً ترفيهياً أو غنائياً كما توقع كثيرون، ولم يكن موعظة ومحاضرة كما ادّعى الحاقدون، بل كان رسالة سهلة بسيطة مفعمة بالمعاني من قطر إلى العالم أجمع، عنوانها (إحنا الأصل) لكننا لا نتعالى على أحد ونفتح أبوابنا للجميع.
يفخر مواطنو الأسكندرية بمدينتهم العريقة بين إخوانهم المصريين بكلمتين (إحنا الأصل) أي (نحن الأصل) وهي عبارة تعني أنهم محتفظون بتقاليدهم ومبادئهم دون أدنى محاولة للتشبه بالمهاجرين من الأوروبيين الذين قدموا إلى الأسكندرية عبر خمسة قرون متتالية بين 1500 و1950 بحثاً عن الرزق الواسع والحياة الكريمة، وللأسف صار التشبه بالأوروبيين والأمريكيين أكبر الآفات التي أصابت العرب في العقود الأخيرة.
"إحنا الأصل" هي أكبر رسالة قدمتها قطر للعالم في حفل الافتتاح الأسطوري لكأس العالم في ملعب البيت.
لنا لغتنا العربية (لغة القرآن) وهي اللغة الأكثر ثراء بالمفردات بين كل لغات العالم، وحرص الأمير تميم على إلقاء كلمته كاملة باللغة العربية.
لنا تقاليدنا السمحة والمحترمة القائمة على تعاليم الرسالات السماوية الثلاث التي نزلت كلها في منطقتنا العربية، احترام الكبير وبر الوالدين، ولم يكن غريباً علينا أن يقبل تميم يد والده حمد في المنصة الرئيسية أمام مليار شخص في الملعب وعبر الشاشات.
لنا مبادئنا العربية التي تنص على الخير والمحبة والكرم والعطاء والتسامح دون النظر للونٍ أو عرقٍ أو دينٍ.
لنا قوانين ولوائح ترتبط بالأرض والعرض والدين والوطن، ولا نجبر أحداً على اتباعها؛ ولكننا لا نقبل أبداً أن يكسرها أحد على أرضنا.
رسالة قطر إلى العالم كانت بسيطة جداً وواضحة تماماً.. وهو ما جعل فهمها يسيراً وقبولها مضموناً.