رالي باريس-داكار.. موعد مع الموت

بواسطة messaoud.allel , 31 مارس 2020

الكاتب: مسعود علّال

حجزت منافسة "رالي باريس-داكار" لسباقات السيارات والدراجات النارية لنفسها مكانا مرموقا وسط مختلف المسابقات والبطولات الرياضية العالمية، بصفتها أحد أكبر وأهم البطولات من خلال جذبها لاهتمام الجماهير ووسائل الإعلام عبر العالم، وذلك منذ إطلاق أول نسخة في العام 1979.

 لكن "رالي داكار" تحوّل بمرور الوقت إلى مصدر قلق لدى المنظمين والمتابعين والمشاركين، بسبب الحوادث الخطيرة التي تحدث خلال المنافسات، والتي خلفت عشرات الضحايا، وأخرها مصرع متسابقين اثنين خلال النسخة التي احتضنتها المملكة العربية السعودية مطلع العام الحالي.

وانطلقت هذه البطولة العالمية التي تنظّم سنويا عام 1979 تحت اسم "رالي باريس-داكار"، وكانت تجرى انطلاقا من فرنسا مرورا بالعديد من الدول الإفريقية، وصولا إلى العاصمة السنغالية داكار. ومنذ العام 2009 تم تحويل مسار هذه المنافسة إلى أمريكا الجنوبية إلى غاية العام الماضي، قبل أن يتم نقلها في النسخة الـ42 الأخيرة مطلع العام الحالي إلى السعودية لتجرى للمرة الأولى في الشرق الأوسط، حيث سيبقى تنظيمها هناك على مدار السنوات الخمس القادمة.

وحفلت سباقات "رالي داكار" التي تجرى في مختلف صحاري العالم بالكثير من الحوادث المميتة، حيث تسببت في مقتل أكثر من 70 مشاركا من بينهم أطفال، وكان آخرهم متسابقين، هما الهولندي إيدوين سترافر الذي تعرض لإصابات بليغة خلال آخر مرحلة من الرالي، وكذلك البرتغالي باولو غونسالفيش الذي قضى هو الآخر في حادث على متن دراجته النارية خلال المرحلة السابعة.

Image removed.
تييري سابين مؤسس الرالي توفي خلال أحد السباقات(Getty)

ومنذ نسخة العام 2005، ظلت سباقات رالي داكار تخلّف ضحيّة على الأقل في كل دورة، وبحسب تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية فإن معدل ضحيتين يتم تسجيله خلال كل نسخة من سباقات "رالي داكار"، مشيرا إلى أن 73 شخصا بين متسابقين ومتفرجين لقوا حتفهم على مدار 37 طبعة.

وكان الفرنسي باتريك دودين الذي توفي على متن دراجته النارية في أول نسخة جرت عام 1979، أول ضحايا سباقات الرالي، بينما كانت الفترة ما بين 1986 و1988، الأكثر سوادا  في تاريخ الرالي حيث تم تسجيل الكثير من الحوادث المميتة خلفت وفاة 7 أشخاص، أبرزهم على الإطلاق تييري سابين مؤسس "رالي داكار" والمغني دانيال بالافوان.

 

وبحسب نفس التقرير، فقد تصدّر الفرنسيون قائمة الضحايا بواقع 23 ضحية، ثم الأرجنتينيون بثمانية ضحايا وأغلبهم من الصحفيين والمتفرجين، وأما بالنسبة لأخطر الأماكن التي شهدت أبرز الحوادث المميتة فجاءت موريتانيا في المركز الأول التي شهدت وفاة 14 شخصا، ثم مالي والأرجنتين التي سجلت وقوع 12 ضحية، ومن الناحية الإجمالية فقد حصد رالي داكار طيلة السنوات العشر التي قضاها في أمريكا الجنوبية 18 ضحية.

ووسط التصاعد المخيف في عدد الضحايا التي يخلفها الرالي خاصة من الأطفال، بادر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى إنشاء موقع خاص للمطالبة بتوقيف هذه المنافسة وأطلقوا عليه اسم "ستوب رالي داكارا.كوم" http://stop-rallyedakar.com/، حيث وضعوا عريضة أمام زوار هذا الموقع قصد توقيعها للمساهمة ضمن مساعيهم لإلغاء رالي داكار من برنامج البطولات الرياضية، رافعين شعار "قتل الأطفال ليس رياضة"، في إشارة لوفاة الكثير منهم خلال السباقات.

 

Image
paris dakar.png

Tags

Caption
شهد رالي باريس-داكار الكثير من الحوادث المميتة