بات المنتخب الفرنسي في حاجة ماسة إلى خدمات المدافع رافاييل فاران الذي تعرض لإصابة في الفخذ نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، من أجل النجاح في الثأر من الدنمارك خلال المواجهة التي ستجمع الفريقين في مونديال قطر 2022.
ولا شك أنّ السياق الذي واجه المنتخب الفرنسي قبل انطلاق كأس العالم على خلفية سلسلة الإصابات التي عانى منها في الأسابيع الممهدة للمونديال القطري، ما يكفي لجعل الطاقم الطبي لبطل العالم يرتجف!
ولكن بعد شهر من الرعاية وإعادة التأهيل والاستئناف التدريجي للتدريبات، يبدو أن الظروف مهيأة لعودة فاران إلى استاد 974 في الدوحة، قبيل مباراة القمة للتأهل إلى ثمن النهائي ضمن المجموعة الرابعة.
ويأمل لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي خرج باكيا في 22 من تشرين الأول/أكتوبر بعد تعرّضه لإصابة في عضلة الفخذ الأيمن، في أن يخوض مباراته الدولية الـ 88 في قلب دفاع منتخب الديوك بعد أن أريح أمام أستراليا الثلاثاء (4-1).
وقال مدرّب فرنسا ديدييه ديشامب الجمعة أن : "لديه الخبرة. وأن أهم شيء هو أنه يشعر بالاستعداد الذهني والجسدي. وأعرف أنه كذلك"،بعد أن صرح في نهاية الشهر الماضي بقوله: "الشيء الوحيد المؤكد هو أنني لن أستقبل لاعبًا غير قادر على اللعب في بداية البطولة".
وقطع لاعب ريال مدريد السابق شوطاً طويلاً في عملية إعادة التأهيل، إذ أنّ إصابته في أوتار الركبة (مؤخرة الفخذ)، وهي منطقة حساسة بالنسبة له في الأشهر الأخيرة، أجبرته على الدخول في سباق مرير مع الزمن للوصول بجاهزية عالية إلى قطر، مع تقسيم برنامج العلاج بين مانشستر والمركز الطبي الفيدرالي في كليرفونتين.
فرنسا افتقدته كثيرا أمام الدنمارك
بعد الهزيمة مرّتين هذا العام على يد الدنماركيين في دوري الأمم الأوروبي (2-1 في حزيران/ يونيو و2-0 في أيلول/سبتمبر)، يُدرك حينها الفرنسيون حجم تأثير غياب "صخرة دفاعهم" في هذه المواجهة المرتقبة.
وأكد دايو أوباميكانو الذي شارك كقلب دفاع إلى جانب إبراهيما كوناتيه بمواجهة أستراليا: "آمل في أن يتمكن من الاندماج في المجموعة لأنه لاعب مهم"، وأوضح ماركوس تورام الخميس قائلاً: "من الواضح أنه ركيزة في الفريق. ووجوده معنا أمر مطمئن".
قوة هادئة
وبعد خروج لوكاس هرنانديز مصاباً والأداء المتوسط لبنجامين بافارد ضد أستراليا، لا شك أنّ حملة المنتخب الفرنسي للدفاع عن لقبه في كأس العالم 2022 لن تكون مفروشة بالورود.
ولهذا السبب، يمكن لفاران أن يجلب راحة البال، بالنظر إلى الخبرة المحدودة للمدافعين الآخرين الذين تم استدعاؤهم، وجميعهم خاضوا أقل من 10 مباريات دولية.
وقال لاعب الوسط ماتيو غندوزي الخميس: "إنه جزء من الفريق، وهو مصدر إلهام كبير للثقة. وإنه لاعب مهم لما تبقى من المسابقة، وسوف يساعدنا بخبرته".
وأضاف: "إنه يتحدث إلينا كثيرًا، وإنه موجود لمساعدة الشباب. وعودته ستفيدنا كثيرًا ، ولكن يجب أن نسلط الضوء أيضًا على المباراة الجيدة لأوباميكاو وكوناتيه اللذين كانا صلبين في الخلف".
ومع ذلك، فإنّ العودة المحتملة لفاران السبت ستجبر ديشامب على اتخاذ قرار تكتيكي، حول مَن سيكون بين كوناتيه أو أوباميكانو في التشكيلة الأساسية؟ وهل من الأفضل وضع لاعب مانشستر يونايتد كقلب دفاع أيمن، وهو موقعه المفضل؟ أم نقله إلى المحور الأيسر، لحماية أحد شركائه الشبان، لكون الجهة اليمنى أكثر أمانا؟
النقاش كان طويلا بين ديشامب وفاران كما شوهد في تمارين الخميس في الدوحة، وربما حصل اللاعب على الإجابات الشافية.