مئة يوم يتبقى على الحلم العربي الكروي الكبير باستضافة قطر لنهائيات كأس العالم 2022 لأول مرة على أرض عربية، وفي تاريخ المونديال الذي انطلق عام 1930، نجوم عرب كتبوا أسماءهم بحروف من ذهب في كتاب البطولة الأهم واللعبة الأشهر على مستوى العالم.
في هذا المقال سنستعرض قصة الأسطورة الجزائري، رابح ماجر، أول من سجل هدفاً لمحاربي الصحراء في المونديال وصاحب "الكعب الذهبي" الذي جعله أول لاعب عربي يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا.
صُنِّف ماجر في العديد من الاستفتاءات كأفضل من لمس الساحرة المستديرة في الوطن العربي وفي القارة السمراء.
كان "ماجر" محظوظاً باللعب ضمن الجيل الذهبي للكرة الجزائرية، تمكن من تحقيق أغلى الأحلام الكروية للخضر بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ، لكنه في ذات الوقت كان سيء الحظ بالتعرض لأكبر مؤامرة كروية ربما عبر التاريخ، وقد أطلق عليها "فضيحة خيخون"، ففي مدينة خيخون التي كانت إحدى المدن الإسبانية التي استضافت مونديال 1982 جرت وقائع المؤامرة الشهيرة على منتخب الجزائر.
ماجر كان شاهداً على تلك "الفضيحة" لكنه قبل أن يحكي تفاصيلها، يتذكر أجمل اللحظات والأيام التي عاشها هو وجيله الذهبي في تلك الفترة.
يتذكر "ماجر" قائلاً: كانت المرة الأولى التي يتأهل فيها منتخبنا إلى نهائيات كأس العالم، بعد تصفيات قوية وصعبة جداً، تغلبنا في آخر مبارياتها على نسور نيجيريا (2-1)، وأحرزت هدفاً حاسماً في تلك المباراة، وخضنا بعدها فترة إعداد رائعة للمونديال، ولعبنا ضد منتخبات وأندية عالمية، حتى وصلنا إلى قمة مستوانا، وكنا جيلاً رائعاً من اللاعبين الأفذاذ بكل صدق".
وتابع: "طموحاتنا كانت كبيرة في الذهاب بعيداً في نهائيات كأس العالم التى استضافتها إسبانيا آنذاك، وبالفعل حققنا في مجموعتنا الثانية فوزاً تاريخياً على ألمانيا الغربية 2-1، وشرفت بتسجيل الهدف الأول، كما فزنا على تشيلي 3-2، وخسرنا من النمسا 0-2، لكن للأسف تآمر علينا منتخبا ألمانيا والنمسا في المباراة الأخيرة بينهما، نظراً للعلاقات التاريخية القوية بين البلدين، وتسببا في إقصائنا من الدور الأول أمام أنظار العالم كله، حتى إن هذه الواقعة كانت سبباً في تغيير الاتحاد الدولى لكرة القدم لقوانين ولوائح المسابقة، ونظام لعب آخر مباراتين بكل مجموعة في توقيت واحد لمنع التلاعب، لكن يبقى ما حدث وما قدمه منتخبنا في التاريخ، وكل شيء نصيب، وخبرتنا في اللعب مع الكبار كانت محدودة".
ما قاله "ماجر" لا يحمل أية مبالغة، فكل التقارير وقتها أشارت إلى اتفاق المنتخبين النمساوي والألماني على فوز الأخير بهدفين دون رد، وهي النتيجة التي كانت تضمن تأهلهما معاً إلى الدور الثاني، والإطاحة بالمنتخب الجزائري، وهو ما ظهر واضحاً من أدائهما خلال المباراة.
وتعرض لاعبو المنتخبين إلى العديد من الانتقادات، حتى من جانب صحف ألمانيا والنمسا نفسها، وكانت المباراة سبباً في تدخل الاتحاد الدولي "فيفا"، لإقامة مباريات الجولة الأخيرة من كل مجموعة في توقيت واحد.
ماجر ورفاقه خرجوا من الدور الأول للمونديال في أولى مشاركاتهم؛ لكنهم نالوا احترام العالم وكانوا سبباً رئيسياً في تغيير نظام البطولة بعد ذلك.
كان ماجر حاضراً كذلك مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم بالمكسيك 1986، لكن مردود المنتخب الجزائري لم يكن جيداً فخرج من الدور الأول بنتائج هزيلة بعد تعادل إيجابي بهدف لمثله مع منتخب أيرلندا الشمالية، والخسارة بهدف نظيف من المنتخب البرازيلي، ثم السقوط بثلاثية نظيفة أمام الماتادور الإسباني.
يذكر أن ماجر ولد في 15 ديسمبر/ كانون الأول 1958، بمدينة حسين داي، بمحافظة الجزائر العاصمة، قبل أربعة أعوام من نيل بلاده الاستقلال، وبدأ مسيرته الاحترافية بنادي نصر حسين داي الجزائري، قبل أن يبدأ مسيرته الاحترافية في الملاعب الأوروبية، وكانت أبرز محطاته مع بورتو البرتغالي، وفالنسيا الإسباني، وكان أول عربي يفوز بذات الأذنين كأس دوري أبطال أوروبا عام 1987، وأول عربي كذلك يسجل هدفاً في نهائي دوري أبطال أوروبا، وقد كان هدفاً شهيراً بالكعب لبورتو البرتغالي في مرمى بايرن ميونيخ الألماني في مباراة تاريخية انتهت بنتيجة 2-1 لماجر ورفاقه.
رابح صُنِّف في عام 2004 أفضل لاعب عربي في القرن العشرين، كما اُختير خامس أفضل لاعب في تاريخ قارة أفريقيا بعد الليبيري جورج ويا، والكاميروني روجيه ميلا، والغاني عبيدي بيليه، والجزائري لخضر بلومي.