يملك المهاجم الجديد لباريس سان جيرمان، الفرنسي عثمان ديمبيلي، فرصةً مثاليةً الثلاثاء لإسكات أصوات الانتقادات ومن ثم التخلص من عقدته التي لازمته في فترات عديدة من مسيرته أمام الشباك، عندما يواجه فريقه الأسبق بوروسيا دورتموند الألماني في الجولة الأولى من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم.
لعل ديمبيلي (26 عامًا) ليس هدافًا بالفطرة، كما يواجه انتقادات عديدة بسبب إهداره العديد من الفرص السهلة بغرابة شديدة، والمباراة الأخيرة ضد نيس في مسابقة الدوري الفرنسي خير دليل على ذلك، عندما خسر باريس سان جيرمان مباراته الأولى في الموسم 2-3 في الوقت الذي أهدر فيه جناح برشلونة الإسباني السابق فرصتين سانحتين.
بعد مشاركته في الجولات الأربعة الأولى في الدوري الفرنسي، أمام تولوز ولانس وليون ونيس، لم يسجّل ديمبيلي أو يصنع أي كرة حاسمة، رغم أن إحدى عرضياته التي ارتدت من الحارس أسهمت بهدف المغربي أشرف حكيمي ضد ليون (4-1).
منذ مروره مع دورتموند في موسم 2017 والانتقادات تلاحق "ديمبوز" فيما يخص نجاعته التهديفية، على الأقل عندما تكون الكرة تحت قدميه الماهرتين.. وبعد بزوغ نجمه في صفوف رين المحلي، نجح ابن النورماندي بالفعل خلال مشواره القصير في البوندسليغا؛ لكن في 2017، قال صاحب المراوغات المتمايلة: "أريد تحسين نجاعتي أمام المرمى، في اللمسات الأخيرة وألّا أفقد الكرة بسذاجة".
آنذاك، كان عثمان بعمر الـ19؛ لكنه اكتسب خبرة 7 سنوات إضافية غاب عن جزء كبير منها بسبب الإصابات المتلاحقة التي بلغت 15 آخرها في شباط/ فبراير الماضي في عضلات فخذه. وخلال تلك الفترة، أحرز كأس العالم 2018 مع فرنسا، والدوري الإسباني 3 مرات مع برشلونة، قبل أن يخوض تحديًا جديدًا مع باريس سان جيرمان، ضمن سعي الفريق المملوك قطريًا لحصد دوري أبطال أوروبا.
دوليًّا، لم يسجّل سوى 4 أهداف في 39 مباراة، وفي برشلونة هزّ الشباك 40 مرة في 185 مباراة ضمن مختلف المسابقات، وخلالها قدّم 43 تمريرة حاسمة. وسواء أكان على الجهة اليسرى أم اليمنى، يشكّل ابن السادسة والعشرين حالة رعب لدفاع الخصوم. يمكن لمراوغاته المدمّرة التسبّب في حالة دوار مزعجة لمراقبيه المدافعين. بيد أنه مع وصوله إلى مشارف منطقة الجزاء، تتراجع فاعليته بشكل ملحوظ.
مؤازرة مبابي
مع رحيل النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار، سيكون باريس سان جيرمان بأمس الحاجة إلى ديمبيلي وباقي القادمين في فترة الانتقالات الصيفية، على غرار راندال كولو مواني، وغونزالو راموس وماركو أسينسيو، للدفاع عن لقب الدوري.
وإذا كان سان جيرمان يضمّ أحد أفضل المهاجمين في العالم حاليًا، فإن مبابي، صاحب السبعة أهداف، لا يمكنه القيام بكل شيء بمفرده.
عن الارتهان لمبابي، يقول المدرب الإسباني لويس إنريكي مبتسمًا: "سيستمر كيليان في تسجيل الكثير من الأهداف، لأن ذلك في حمضه النووي"، علمًا أن هداف مونديال قطر 2022 سجّل هدفي فريقه خلال الخسارة الأخيرة ضد نيس. ويتابع إنريكي: "لست قلقًا البتة، لديَّ فريق وأملك لاعبين هجوميين من المستوى الرفيع. باقي الفريق والمهاجمين خصوصًا سيسجلون أيضًا".
بالإضافة إلى مبابي، سجّل حتى الآن حكيمي وأسينسيو، فالأول مدافع والثاني يغيب بسبب الإصابة على الأقل حتى نهاية الشهر. لتكون الفرصة سانحة للآخرين، وخصوصًا ديمبيلي لإثبات أنفسهم بدءًا من مباراة الثلاثاء.