بات ديدييه ديشامب أحد أبرز أبطال فرنسا في العصر الحديث، بعد نجاحه في حصد لقب مونديال 2018 مع الديوك، ووصوله إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022، عن جدارة واستحقاق.
ويسعى مدرب الديوك لأن يكون أول مدرب ينجح منذ 84 عاما، في الدفاع عن لقبه المونديالي، منذ المدرّب الإيطالي الداهية فيتوريو بوتسو في الثلاثينيات من القرن الماضي.
وعُيِّن ديشامب مدرباً للمنتخب خلفا للمدرب السابق لوران بلان الذي أمضى عامين مع "الديوك"، ليقود الديوك إلى قمة الكرة المستديرة بحصد اللقب العالمي الثاني في مونديال روسيا 2018، عقب خسارة نهائي كأس أمم أوروبا 2016 على أرضه أمام البرتغال 0-1.
لكن منذ التتويج الروسي تراجعت نتائج فرنسا، مع إقصاء فجائي من ثمن نهائي كأس أمم أوروبا 2021 أمام سويسرا (5-4) بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي، رغم عودة كريم بنزيما من العزلة الدولية.
ومع توفر زين الدين زيدان الذي يبدو أنه جاهز ليصبح مدرب فرنسا المقبل، يمكن القول إن كأس العالم في قطر كانت التحدي الأكبر لديشامب حتى الآن.
وتساءل كثيرون عما إذا كانت فرنسا ستمضي إلى مصير الأبطال الثلاثة السابقين، إيطاليا وإسبانيا وألمانيا، الذين خرجوا جميعاً من دور المجموعات التالي بعد حصد اللقب، خاصة أن الديوك حاملي اللقب بدوا متأثرين من عدد كبير من الإصابات، فحُرموا من لاعبي خط الوسط الأساسيين بول بوغبا ونغولو كانتي، ثم من بنزيما في تدريبات ما قبل المباراة الأولى.
ظل زيدان
قرر ديشامب قبل البطولة أن يتخلى عن تجربته مع دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، ويعود إلى طريقة 4-3-3، لكن الأهم من ذلك أنه حلّ معضلة خط وسطه من خلال تحويل المهاجم أنطوان غريزمان إلى أحد أفضل صانعي الألعاب في البطولة.
واستفاد ديشامب كثيراً من تألق أوليفيه جيرو بشكل مذهل في ظل غياب بنزيما؛ إذ سجل المهاجم المخضرم 4 أهداف في قطر، بما في ذلك هدف الفوز ضد إنجلترا، ليخرج المدرب الفرنسي من ظل زيدان الذي لاحقه مؤخراً وسط تهديدات بالإقالة.
وكان ديشامب قائداً للمنتخب الفرنسي في أول لقب مونديالي في العام 1998، وحصد بطولة كأس أوروبا في العام 2000، قبل أن يظفر بالمونديال كمدرّب في روسيا قبل أربع سنوات.