واصل حامل اللقب إس سي ميلان نتائجه الكارثية مؤخّرًا، وخسر هذه المرّة "ديربي ميلانو" أمام إنتر ميلان بهدف نظيف 0-1 سهرة الأحد، ضمن مباريات الجولة 21 من الدوري الإيطالي لكرة القدم "Serie A" للموسم الحالي 2022-2023.
ودخل ميلان في نفق مظلم قد يطيح به خارج المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا، بعد أن حصد نقطتين من آخر 5 جولات، حيث خسر 3 مرات وتعادل مرتين، ولم يعرف طعم الانتصار منذ الجولة الـ16 أمام ساليرنيتانا.
تراجع ميلان بعد خسارة الديربي إلى الترتيب السادس على لائحة ترتيب الكالتشيو بواقع 38 نقطة، فيما يتصدّر نابولي بـ56 نقطة.
| التاريخ | الجولة | المباراة |
| 8 يناير | 17 | ميلان 2-2 روما |
| 14 يناير | 18 | ميلان 2-2 ليتشي |
| 24 يناير | 19 | ميلان 0-4 لاتسيو |
| 29 يناير | 20 | ميلان 2-5 ساسولو |
| 5 فبراير | 21 | ميلان 0-1 إنتر ميلان |
تكتيك جديد من بيولي أربك الحسابات
بدأ ميلان المباراة برسم تكتيكي جديد يعتمد عليه للمرة الأولى في الموسم الحالي، وهو (3-5-2) بالاعتماد على 3 مدافعين في الخلف، لكن الأكثر غرابة أن المدرب ستيفانو بيولي أجلس نجم الفريق، البرتغالي رافاييل لياو على مقاعد البدلاء.
ربما أخطأ المدرب بيولي في اختيار الرسم التكتيكي وإجلاس لياو احتياطيًا فيما يبدو أنها فلسفة مفرطة، لكن اللوم الأكبر يقع على لاعبي ميلان أنفسهم؛ فقد تفوّق الإنتر في كل شيء تقريبًا، في المواجهات الثنائية وربح الكرة والصراعات الثنائية الأرضية والهوائية.
أظهر لاعبو ميلان عقلية هزيلة في الملعب، وافتقدوا إلى القائد الحقيقي الذي يلتف الفريق حوله. وكانت أغلب تمريرات "الروسونيري" إلى الوراء أو الأطراف، وهذه النقطة تحديدًا تنم عن قلة الحيلة لدى لاعبي بيولي.
توضّح الخريطة الحرارية من منصة "WhoScored" أن مجريات اللقاء ارتكزت في نصف ملعب ميلان، حيث مارس لاعبو الإنتر الضغط المنظم الذي منع خصمه من عملية بناء اللعب وتناقل الكرات بأريحية، ما جعل أداء ميلان عشوائيًا.
| إنتر ميلان | الإحصائية | ميلان |
| 0.95 | الأهداف المتوقعة | 0.30 |
| 4 | تصويبات على المرمى | 0 |
| 11 | صناعة الفرص التهديفية | 2 |
| 64٪ | الاستحواذ على الكرة | 36٪ |
| 8 | الركلات الركنية المتحسبة | 0 |
| 572 | التمريرات | 328 |
| 84٪ | دقة التمريرات | 74٪ |
عشوائية ميلان أهدت إنتر الفوز
لم يُظهر لاعبي ميلان أي شخصية في الميدان أمام الإنتر، واختفت مظاهر اللعب الجماعي المنظّم المعهود عن "الروسونيري" منذ الموسم الماضي.. أول تصويبة حقيقة على مرمى الإنتر كانت في الدقيقة 58 عن طريق الفرنسي أوليفيه جيرو وابتعدت كثيرًا عن المرمى.
طيلة 90 دقيقة لم يصوّب ميلان تسديدة واحدة بين القائمين والعارضة، ولم يصنع لاعبوه أي فرص حقيقية للتهديف، وتحطمت معظم المحاولات الهجومية لميلان في وسط الملعب، حيث التفوّق الواضح لعناصر فريق الإنتر.
شاهد هدف المباراة
محاولة على استحياء من بيولي
بعد الاستراحة عدّل بيولي رسمه التكتيكي من (3-5-2) إلى الرسم المعتاد (4-2-3-1) وأقحم الثلاثي لياو وساليميكرس وبراهيم دياز، كصُنّاع لعب خلف المهاجم جيرو. وقد أفاد ذلك ميلان كثيرًا في عملية الاستحواذ وتناقل الكرات.
لم تفلح محاولات بيولي في تعديل الخطة إلا في الاستحواذ فقط. وفشل لاعبو ميلان في صنع الفرص الهجومية من العمق أو الأطراف. التفوق الفردي والبدني والمهاري كان لصالح لاعبي الإنتر بكل وضوح.
لماذا ظهر ميلان بهذا الشكل؟
يمكن أن نفسر انهيار ميلان في النصف الثاني من الموسم ونرجعها إلى العامل البدني في المقام الأول، فأبرز نجوم الفريق وهما الفرنسيان جيرو وثيو هيرنانديز لعبا 7 مباريات في كأس العالم قطر 2022، ولم يحصلا على الراحة الكاملة.
العنصر الثاني هو غياب التدعيمات في الميركاتو الشتوي، فالناظر إلى مقاعد بدلاء الفريق اللومباردي لن يجد اسمًا ذا ثقل يمكنه إحداث الفارق في حالة المشاركة.
الإصابات أيضًا عصفت بموسم ميلان، والأبرز هو الحارس الفرنسي مايك ماينان الغائب عن المشاركة منذ 4 أشهر، إضافة إلى إسماعيل بن ناصر الذي غاب عن الديربي، والمدافع الإنجليزي الأفضل في الفريق فيكايو توموري.