يدخل ميلان حامل اللقب لمواجهة ديربي "الغضب" أمام الجار إنتر ميلان في منافسات الجولة الـ21 من الدوري الإيطالي، مساء اليوم الأحد، بهدف الاستفاقة من كبوته بعد الخسائر التي تلقاها في المباريات الأخيرة، والتي جعلته يتأخر بفارق كبير في خضم معركة الحفاظ على لقبه، ليظل حتى اللحظة خارج المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وبات "الروسونيري" يتأخر بفارق 15 نقطة كاملة عن نابولي متصدر الترتيب، كما يحتل مركزًا خارج الأندية الأربعة الأوائل، وهو موقف غير مسبوق في حقبة مدربه الحالي ستيفانو بيولي.
وسيكون ملعب "سان سيرو" الشهير مسرحًا للمواجهة بين قطبي ميلانو، حيث يستضيف إنتر المواجهة الثالثة والأخيرة على الأرجح هذا الموسم، بعدما بات هو الأقرب إلى نابولي في معركة الـ"سكوديتو"، وتنطلق المباراة في تمام الساعة 10:45 بتوقيت مكة المُكرمة، مساء اليوم الأحد.
ورغم نكسة ميلان (38 نقطة)، ما يزال إنتر يتقدم عليه بفارق نقطتين فقط (40 نقطة)، وسط تقارب شديد بين خمسة فرق لا يفصل بينها سوى ثلاث نقاط؛ مما يؤشر على سباق مثير للغاية على المقاعد الثلاثة الأخرى المؤهلة للمسابقة الأوروبية الأم بعتبار أن نابولي حسم أحد المقاعد نظريًا.
وفي التقرير التالي نستعرض أبرز الأسباب التي جعلت ديربي ميلانو الأكثر شراسة، والعوامل التي جعلته الأكثر متابعة واشتعالا:
عداوة تاريخية
من المعروف أن العداوة بين ميلان وإنتر ميلان تعود أسبابها إلى أكثر من قرن، واشتعلت المنافسة بينهما محليًا وقاريًا على مدار عقود متتالية، جعلت ديربي ميلانو واحدًا من أشرس المباريات المحلية الكروية حول العالم.
وتمتد العداوة بين قطبي مدينة ميلانو لعقود متتالية، وتحديدًا منذ تأسيس نادي إنتر في عام 1908، وهو الحدث الذي تسبب في انقسام جماهير المدينة بين الفريقين.
وكان نادي ميلان هو فريق كرة القدم الرئيسي في المدينة الإيطالية منذ تأسيسه في عام 1899، وفي عام 1908 رفض عدد من الأندية ومن بينها ميلان، مشاركة اللاعبين الأجانب في صفوف الفرق الإيطالية.
وفي مواجهة هذا التيار، كانت هناك مجموعة داخل إدارة نادي ميلان ترفض هذا القرار الذي اعتبرته نوعًا من العنصرية والتمييز ضد الأجانب، حيث كانت تطلب السماح لهم بالمشاركة مع الفرق الإيطالية بشكل طبيعي، وانشقت هذه المجموعة عن ميلان وقررت تأسيس نادٍ جديدٍ.
وفي يوم التاسع من مارس عام 1908، اجتمع هؤلاء الأعضاء وقرروا تأسيس النادي الجديد وعندما تم تحديد النظام الداخلي وألوان زيّ الفريق في الاجتماع التأسيسي، تمت إضافة كلمة "إنترناسيونالي" التي تعني "العالمي" إلى اسم الفريق الناشئ.
ومنذ تأسيس نادي إنتر ميلان بدأ تاريخ العداء والمنافسة مع فريق المدينة الرئيسي "إيه سي ميلان"، لتصبح مواجهات الفريقين بمثابة معركة حقيقية في المدينة الإيطالية.
الصراع على التأهل لدوري الأبطال
يُعد ديربي ميلان من الأقوى حاليًا من بين الدوريات في القارة الأوروبية؛ نظرًا لحاجة الفريقين لنقاط المباراة في صراعهما على المراكز الأوروبية، كون إنتر يحتل المركز الثاني على سلم ترتيب الدوري الإيطالي بـ 40 نقطة، ويأتي ميلان في المركز الخامس برصيد 38 نقطة.
وفي حسابات اللقب يبدو أن الفريقين بعيدان كل البعد عن اللحاق بنابولي إلى الصدارة؛ كون الأخير ينفرد بها بـ53 نقطة بعد مضي 20 جولة من البطولة، وفي حال أراد الفريقان منافسة نابولي على اللقب عليهما أن يقوما بانتفاضة حقيقية وانتظار الانهيار في نتائج نابولي في المراحل القادمة.
الأجواء الجماهيرية الخاصة
تنتظر جماهير الفريقين بشغف مثل هذه المواجهة مهما كان مركزهما وتُجهز له بطريقة خاصة؛ حيث إن صراع المدرجات بين المشجعين يكون أكثر ضراوة من الصراع بين اللاعبين في الملعب، خصوصًا أن الجماهير تعتبر أن الفوز بمباراة ديربي تعني هزيمة "أعدائك التاريخيين".
ودومًا تشهد مدرجات سان سيرو الذي يتسع إلى 80 ألف متفرج الهتافات بين الجماهير وصراعها على تقديم "تيفو" يبرز علو كعب أحدهما على الآخر حيث يسعى المشجعون لاستفزاز بعضهم، فضلًا عن أن مباريات الديربي تشهد دائمًا بيع جميع تذاكرها.
ديربي الأبطال
تشهد الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى ديربيات كثيرة، وفي إيطاليا وبالإضافة إلى ديربي ميلان، يعرف "الكالتشيو" عدة مباريات محلية قوية منها ديربي "العاصمة" بين لاتسيو وروما، و"تورينو" بين يوفنتوس وتورينو، وفي إسبانيا ديربي "مدريد" بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وديربي "كتالونيا" بين برشلونة وإسبانيول، و"الكلاسيكو" بين برشلونة وريال مدريد، بالإضافة إلى ديربي "الأندلس" بين ريال بيتيس ضد إشبيلية.
وفي إنجلترا ديربي الميرسيسايد بين ليفربول وإيفرتون وديربي "مانشستر" بين سيتي ويونايتد، وديربي "لندن" بين تشيلسي وأرسنال وأيضًا بين أرسنال وتوتنهام؛ لكن ديربي الغضب بين ميلان وإنتر ميلان هو الديربي الوحيد الذي يجمع فريقين فازا بدوري أبطال أوروبا، بواقع 7 ألقاب لميلان و3 لإنتر ميلان.
روح الانتقام
وتأتي المباراة في وقت شهد تراجعًا غير مسبوق في نتائج ميلان بالموسم الحالي؛ ولكنه يسعى للانتقام بعد خسارته في آخر لقاء بين الفريقين نهائي كأس السوبر الإيطالي حين فاز "النيراتزوري" في المباراة التي أقيمت على الأراضي السعودية بثلاثية نظيفة.
تلك الخسارة كانت الأولى في سلسلة من ثلاث هزائم قاسية؛ إذ تلتها هزيمتان مدويتان من لاتسيو 4-0 في العاصمة وساسولو 5-2 الأسبوع الماضي في "سان سيرو"، لذلك يأمل ميلان ضرب عدة عصافير بحجر واحد، أولهما الثأر من خسارة كأس السوبر والعودة إلى سكة الانتصارات واسترجاع الثقة للاعبيه.