دوري مغربي مجنون هيتشكوكي.. وانطلاق صراع الانتقالات!

بواسطة Salwa.Alkheir , 26 يونيو 2023

عند الحديث عن فريق الجيش الملكي  المغربي تتبعثر الكلمات والأحرف، هو الرقم الصعب والعنوان والإبداع للكرة المغربية والأفريقية منذ زمان، شاء من شاء وأبى من أبى، وهو الممثل الجميل للكرة المغربية منذ سنوات، من حق الجماهير العسكرية أن تتغنى في فريقها بالفوز باللقب رقم 13.

وضع أنصار الجيش الملكي المغربي والوداد البيضاوي أياديهم على قلوبهم التي تحولت إلى دقات طبول، خوفًا ورهبة من أن يضيع موسم كروي هباءً منثورًا في دقائق حاسمة ومفصلية، في دوري مغربي شائق وهتشكوكي ودراماتيكي، دورة أخيرة مجنونة، وسباق ظل محتدمًا حتى آخر صافرة وكان اللقب معلقًا بين مدينتي فاس وطنجة إلى أن أشرقت شمس الجيش الملكي وأضاءت مدينة طنجة بهدف في الوقت البدل الضائع، ليلحق بها في أجواء الفرحة، وامتزجت معها دموع اللاعبين والجمهور بعد غياب دام أزيد من 15 سنة للتربع على عرش الكرة المغربية، حينها استرجع الجميع ذكريات جميلة ورائعة للفريق العسكري والتي ظلت منقوشة في أذهان كل المغاربة، يتباهون باليسرى الساحرة للنجم المغربي محمد التيمومي، وتسربات المدافع الزئبق نمريس واحسينة المدافع الصخرة الذي كان يكسر كل الأمواج العاتية حفاظًا على شباك الحارس العنكبوت أحمييد، الجيل القديم ومهما قلنا عنهم فإنهم يمثلون عهداً جميلاً ليته يعود مع التغييرات والمستجدات التي صاحبت مسيرتنا الرياضية عامة والكروية خاصة!!

واليوم التاريخ يعيد نفسه بعناصر أبت إلا أن تعزف طوال الموسم سمفونيات عسكرية رائعة هزت كل فصائل الجماهير العسكرية التي كانت سنداً ودعماً وورقة رابحة في كل المواجهات التي خاضها الجيش الملكي داخل قلاعه أو خارجها.

صحوة الجيش الملكي لم تأتي من فراغ، بل مردها لجهود إدارييها وأطقمها الفنية المضنية والرشاقة، طوال عدة سنوات للعودة لواجهة وريادة الكرة المغربية، عملوا في صمت وبدون بهرجة، وبدون مساحيق، من أجل إعادة قاطرة الفريق للسكة الصحيحة وهذا ما حدث.

فوز الجيش الملكي وصحوته تصاحبها صحوة للكرة المغربية، كما كان الشأن في الثمانينيات حينما تعملق مدربه الراحل المهدي فاريا الذي كان يجمع بين وظيفتين مدربًا للجيش وللمنتخب المغربي، وحصد مع الجيش ألقابًا محلية وأفريقية وكانت جل عناصر المنتخب المغربي تهيمن عليها عناصر الجيش المغربي، بفضل عطائهم وتوهجهم، فمن ينسى إنجاز المنتخب المغربي ومروره لدور الثمن سنة 1986 ذكريات رائعة ستظل محفورة ومنقوشة في الذاكرة الكروية المغربية.

ومع آخر صافرة والإعلان عن الفائز باللقب، بدأت الصراعات تطفو في دوري آخر للظفر بعقود جديدة، فالموسم الكروي لا ينتهي، وبدأت الأندية تستعد للموسم الجديد مبكراً في صيف ساخن، حيث التحركات والاتصالات والسفريات السرية، واللقاءات بين إدارات الأندية وبعض السماسرة ووكلاء اللاعبين، بهدف التعاقد مع الطاقم الجديد بعد تجارب ناجحة للبعض وفاشلة للآخرين، والظاهرة العجيبة تتكرر سنوياً، فقد ضربت أنديتنا الموقرة حالات كثيرة من «إقالات» المدربين، وكلفت هذه الظاهرة الهاوية الملايين من الدراهم وتعرضت الأندية لضائقة مالية جسيمة من جراء هذه التغييرات العشوائية.

 إن بعض الأندية بدأت التعاقدات قبل ختام الموسم الحالي بعدة أسابيع، كما أن الأجواء داخل جدران الأندية لا تساعد على العمل بروح عالية؛ نظراً لسيطرة فئة معينة، نجحت في طرد الكثير من أبناء النادي وحتى المدربين في كل الفئات السنية يحاربون باستمرار، وهي أزمة حقيقية تعاني منها كرة القدم داخل القاعدة الأساسية للعبة ودون أن ندري، وفي النهاية ندفع الثمن غالياً ولا يوجد من يحاسب ويقيم العمل، وتترك الأمور نهبًا للفوضى فتتقوض الأندية بسبب قرارات انفعالية على الورق وبطريقة تنم عن غياب الخبرة الاحترافية في التسيير.

عندما نلج السوق بلا أولويات ولا قائمة طلبات، فإننا نخرج دون اقتناء المواد الأساسية. هذا ما تفعله أنديتنا، تدخل سوق الانتقالات بكل حماس، تدخل بمعنويات مرتفعة وشهية مفتوحة، بغض النظر عن الحاجة والقدرة الشرائية. تشتري كل شيء إلا ما تحتاجه، والنتيجة: ديون متراكمة ولاعبون لا يمكن التخلص منهم بالإعارة ولا بالانتقال.. ولا يبقى إلا إنهاء العقود ودفع الأموال بطريقة عشوائية.

الواضح ليس هناك من يحاسب؛ لكننا نؤكد أنها أموال عامة لا تسيب فيها، ويجب محاسبة كل من أخطأ، فالقضية الأهم الآن هي التعاقدات، إذ ليس المدرب وحده من يأتي بالبطولات وإنما هناك عوامل أخرى كثيرة يتطلب وجودها في الأندية قبل التعاقد مع مدرب جديد يحضر ويتم تجهيز كل الأسس، فهو مرتبط بالنادي خلال ساعات العمل اليومية فقط.

المدربون غالباً لا يأتون إلى الأندية إلا مساء وقت التدريبات، وتلك مشكلة، على الرغم من أننا في عصر الاحتراف، لا بد أن تكون هناك برامج مختلفة للاعبين والجهاز الفني.

ففي الأندية الأوربية المدرب له توقيت الموظف له ساعات عمل يوزعها بين مراقبة أدق التفاصيل، تخيلوا معي أن مدربين كبار يجتمعون مع البستاني الساهر على أرضية الملعب إلى المكلف بالأمتعة إلى الطبيب، وإلى أدق التفاصيل.

نتوخى ونتوق ونرجو أن تمر فترة الانتقالات بسلام؛ لأن الذي يهم هو الحوكمة في التسيير حتى تكون فعلًا رافعة حقيقية وقيمة مضافة للأندية المغربية بدل تدخل المسيرين حتى فيما هو تقني، لأن أهل الاختصاص تتمثل بالإدارة التقنية؛ إذ ليست ديكورًا نزين بها الأندية، ونترك الأمور لهم ونحاسبهم، ولا أن نجعلهم شماعة نعلق عليها كلما وقع إخفاق، اللهم إني قد بلغت.

Image
فرحة هستيرية لفريق الجيش الملكي بعد الفوز باللقب ( Annoukhba)
Live updates
Off
Opinion article
On
Source
Show in tags
Off
Caption
فرحة هستيرية لفريق الجيش الملكي بعد الفوز باللقب ( Annoukhba)
Show Video
Off