بات ديدييه ديشامب مدرب المنتخب الفرنسي، على بُعد مباراة واحدة في نهائي مونديال قطر 2022، من كتابة تاريخ جديد للكرة الفرنسية التي اعتادت في عهده على الانتصارات.
عُيِّن ديشامب مدرباً للمنتخب على أنقاض فشل مونديال جنوب أفريقيا 2010 وبعد الاستغناء عن خدمات لوران بلان الذي أمضى عامين مع "الديوك"، حيث قادهم إلى قمة الكرة المستديرة بالتكريس العالمي الثاني في مونديال روسيا 2018، عقب خسارة نهائي كأس أمم أوروبا 2016 على أرضه أمام البرتغال صفر-1.
لكن ومنذ التتويج الروسي، تراجعت نتائج فرنسا، مع إقصاء فجائي من ثمن نهائي كأس أمم أوروبا 2021 أمام سويسرا (5-4بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي)، رغم عودة كريم بنزيما من العزلة الدولية.
المفارقة في موضوع بنزيما غريبة بعض الشيء. فالبطولتان الوحيدتان اللتان لم يصل فيهما ديشامب إلى النهائي كمدرّب هما (مونديال 2014 ويورو 2020)، وكانتا مع حضور نجم ريال مدريد الإسباني في التشكيلة.
أما في مونديال قطر، الذي غاب عنه بنزيما جسدياً قسراً بسبب الإصابة في تدريبات ما قبل الانطلاقة، فلا يزال اسم أفضل لاعب في العالم موجوداً على الورق، ففي غيابه، برز أوليفييه جيرو بشكل مذهل، حيث سجل المهاجم المخضرم 4 أهداف في قطر، بما في ذلك هدف الفوز ضد إنجلترا.
نصائح بدلاً من العمل الشاق
قرر ديشامب قبل البطولة أن يتخلى عن تجربته مع دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، ويعود إلى طريقة 4-3-3، والأهم من ذلك، أنه حلّ معضلة خط وسطه من خلال تحويل المهاجم أنطوان غريزمان إلى أحد أفضل صانعي الألعاب في البطولة.
وكان لاعب أتلتيكو مدريد الإسباني متألقاً مرة أخرى ضد إنجلترا والمغرب، رغم تراجع لياقته مع انطلاقة كأس العالم ومن دون أي هدف دولي منذ أكثر من عام.
وسِجل المنتخب الفرنسي في البطولات الكبرى مؤخراً يبدو هائلاً، فقد فاز مرتين في النسخ الست الماضية من كأس العالم، وبلغوا نهائياً آخر من دون الفوز في مونديال 2006، وبعد تعيين ديشامب، وبعد بلوغهم نهائي كأس أوروبا 2016، باتت فرنسا الآن على بعد مباراة واحدة فقط من لقب ثان توالياً سيدخلها التاريخ.
وكان ديشامب قائداً للمنتخب الفرنسي في أول لقب مونديالي في عام 1998، وحصد بطولة كأس أوروبا في عام 2000، قبل أن يظفر بالمونديال كمدرّب في روسيا قبل أربع سنوات، ليكتب بذلك حكاية لاعب ومدرب لن ينساه التاريخ الفرنسي على الإطلاق.