أبدى خبراء التحكيم إعجابهم بالدور الإيجابي للتقنيات الحديثة المستخدمة في كأس العالم قطر 2022، لمساعدة الحكام على الوصول إلى دقة أكبر في اتخاذ القرارات، ومنها تقنية كشف التسلل "شبه الآلية".
وكان لتقنية كشف التسلل دور مهم في مباراة منتخبَي الأرجنتين والسعودية؛ إذ تم إلغاء ثلاثة أهداف للمنتخب الأرجنتيني في الشوط الأول بداعي التسلل بعد تدخل تقنية الفيديو، كما أُلغي هدف سجله البرتغالي كريستيانو رونالدو في مباراة منتخب بلاده أمام منتخب غانا؛ لوجود تسلل أكدته تقنية الفيديو أيضاً.
لا فائدة من إضاعة الوقت
على الصعيد ذاته، أصبحت إضاعة الوقت بلا فائدة في كأس العالم 2022، وقد شددت لجنة الحكام على هذا الأمر، وكان السبب في أن الوقت المحتسب بدل الضائع بلغ أرقاماً مزدوجة، حيث استمرت بعض المباريات لأكثر من 100 دقيقة.
الإيطالي بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم، كان قد أكد خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق صافرة انطلاق المونديال أن "اللوائح والآليات الجديدة للحكام هي لمكافحة إضاعة الوقت في المباريات".
وشدد كولينا على أنه أصدر تعليمات، ويتابعها بدقة من خلال مجموعة منتقاة من مراقبي ومقيمي الحكام؛ لمعالجة هذه الظواهر.
وأشاد حكام سابقون من قطر وسوريا، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا" بمستوى التحكيم في المونديال، مشددين في الوقت ذاته على أن المباريات المقبلة ستكون حاسمة أمام طواقم التحكيم، وعندها يمكن الحكم على المستوى الحقيقي للحكام.
وأشاروا إلى أن زيادة الوقت بدل الضائع مرتبط بالعديد من العوامل؛ منها زيادة عدد التغييرات المسموح بها في كل مباراة لتصبح 10 تغييرات مقابل 6 في السابق، والإصابات، وعمليات الرجوع إلى غرفة تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، ناهيك عن الوقت الضائع عند الاحتفال بالأهداف، فينبغي للحكام أخذ هذه الحوادث كلها في الحسبان عند تمديد مدة اللعب الفعلي وتعويض الوقت الضائع فيها.
وأكد هؤلاء الحكام أن حالات التسلل بكأس العالم لا تحتمل الأخطاء لكونها تعتمد على الذكاء الاصطناعي ولا يتدخل فيها العنصر البشري، وأشاد العديد منهم بأداء الحكم الإنجليزي مايكل أوليفر الذي أدار مباراتي (اليابان وكوستاريكا) و(السعودية والمكسيك)، إلى جانب الحكم الإنجليزي أنتوني تايلور والأمريكي إسماعيل الفتح.
وكانت لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم قد اختارت، في شهر مايو/ حزيران الماضي، 129 حكماً، بينهم 36 حكماً و69 حكماً مساعداً و24 حكم فيديو، بالتعاون مع الاتحادات القارية الـ6، لإدارة 64 مواجهة مونديالية، وتم اختيار هؤلاء الحكام بناء على مهاراتهم وأدائهم في البطولات والمنافسات الدولية والمحلية في السنوات الماضية.
وضمت القائمة 13 حكماً عربياً في مختلف المراكز؛ أبرزهم القطري عبد الرحمن الجاسم، والجزائري مصطفى غربال، والإماراتي محمد عبد الله. وشهدت البطولة وجود العنصر النسائي في تحكيم المباريات للمرة الأولى في تاريخ البطولة؛ إذ شاركت الفرنسية ستيفاني فرابارت، واليابانية يوشيمي ياماشيتا، والرواندية ساليما موكاسانغا في إدارة المباريات كحكام للساحة.