حصيلة مرعبة لـ ديمبيلي "الزجاجي"..صفقة خاسرة لبرشلونة

بواسطة messaoud.allel , 26 مارس 2020

الكاتب: مسعود علّال

تعاقد نادي برشلونة الإسباني مع النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي في صيف العام 2017 من نادي بوروسيا دورتموند الألماني، وكان كله أمل في الاستفادة من قدراته ومهاراته في خط الهجوم، والإسهام في قيادة الفريق نحو الألقاب، كي يكون أفضل خليفة للنجم البرازيلي نيمار الذي غادر إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، لكن الحصيلة كانت صادمة بالنسبة إلى اللاعب الفرنسي الشاب وإلى "البارسا"، بعد أن أثخنت الإصابات جسده وحوّلته إلى لاعب "زجاجي" بامتياز، وتسببت في فقدان ثقة الجهازين الفني والإداري وحتى الجماهير بقدراته.

إن حصيلة ديمبيلي مع الإصابات "مرعبة" للغاية؛ إذ أُصيب تسع مرات منذ انضمامه إلى النادي الكتالوني في "الميركاتو" الصيفي للعام 2017، وفي الثلاث سنوات التي قضاها بين جدران النادي الإسباني ضيّع اللاعب الفرنسي أكثر من 60 مباراة في مختلف المسابقات.

 بينما كان العام 2018 أكثر حظاً بالنسبة إليه؛ إذ تلقى إصابة واحدة فقط في شهر يناير من نفس العام، إلا أن العام التالي يعد بمثابة "كابوس" حقيقي؛ إذ كان عرضة للإصابة في 6 مرات كاملة. وبحساب عدد الأيام التي غاب فيها ديمبيلي عن الملاعب بسبب توالي الإصابات فإن الرقم كان رهيباً، فاللاعب غاب لفترة تتجاوز الـ350 يوماً؛ أي ما يقارب السّنة.

وتلقى ديمبيلي البالغ من العمر 23 سنة، أول إصاباته مع برشلونة على مستوى الركبة في موسمه الأول (2017- 2018)، وتسبب ذلك في غيابه 106 أيام، وضيّع فرصة المشاركة في 20 مباراة في مختلف المسابقات في الفترة ما بين 17 أيلول/سبتمبر 2017 وحتى مطلع يناير 2018، الذي شهد تلقيه إصابة أخرى وهي تمزّق عضلي، ليتواصل غيابه عن الفريق لمدة 26 يوماً كاملة، وضيّع خلالها فرصة اللعب في 7 مباريات.

تخلص ديمبيلي بعدها من "شبح" الإصابات الذي ظل يطارده طيلة العام 2018، قبل أن تعاوده في شهر يناير من العام 2019، ففي الـ21 من نفس الشهر أُصيب على مستوى الكاحل، وغاب على إثرها لمدة 18 يوماً، وغاب في 5 مباريات كاملة، وبعد أقل من شهرين وبالضبط يوم 14 مارس/أذار من ذات العام، أُصيب بتمزق بالعضلات تسبب في غيابه عن الملاعب لمدة 26 يوماً، وخسره برشلونة في أربع مباريات.

Image removed.
ميسي يوازي زميله ديمبيلي بعد تعرضه للإصابة(Getty)

ولم تتوقف معاناة النجم الفرنسي الشاب عند هذا الحد، فقد تلقى الإصابة الثالثة في 2019 يوم الخامس من مايو/أيار، وتسببت في غيابه عن الملاعب لفترة 42 يوماً، وضيّع خلالها أربع مباريات أيضاً، وأنهى ديمبيلي الموسم مصاباً قبل أن يتعافى في منتصف شهر يونيو/حزيران.

 وخاض ديمبيلي فترة الإعداد الصيفي مع الفريق، لكنه أُصيب مرة أخرى في مطلع الموسم الكروي 2019/2020، وفي 19 أغسطس/آب أُصيب على مستوى أوتار الركبة وغاب لمدة 34 يوماً، وخسره النادي الكتالوني في 5 مباريات، ثم عاودته الإصابة العضلية في الـ27 سبتمبر/أيلول واضطر للخضوع للراحة 3 أيام وضيع مباراة واحدة، قبل أن ينتكس مجدداً يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني ليبتعد لفترة 67 يوماً ضيّع خلالها فرصة المشاركة في 17 مباراة، وبعد عودته للتمارين في الثالث من شهر فبراير/شباط من العام الحالي، تعرّض ديمبيلي لانتكاسة جديدة، بعدما أحسّ بآلام شديدة، وأُجبر على الخضوع للراحة لمدة أسبوعين إضافيين، قبل أن يعلن نادي برشلونة غيابه إلى غاية نهاية الموسم.

حصيلة متواضعة و125 مليون يورو في مهب الريح

حاولت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية في تقرير لها أن تشرح أسباب الكم الهائل من الإصابات التي يتعرض لها عثمان ديمبيلي الذي يغيب عن منتخب فرنسا منذ يوم 16 نوفمبر من العام 2018، وكتبت بشكل ساخر:"لو يحصل ديمبيلي على مكافأة مالية في كل مرة يقوم فيها أحد زملائه ببرشلونة أو المنتخب الفرنسي بتوجيه ملاحظة له بخصوص نمط حياته اليومية، سيتحوّل من دون شك إلى ملياردير".

وأضافت الصحيفة بأن الجميع في برشلونة أو منتخب فرنسا يحاولون أن يشرحوا له بأن جسده هو مصدر رزقه وأداة مهنته، وبالتالي يجب المحافظة عليه، لكن اللاعب الشاب يتفنّن في إيذاء جسده من خلال السهر الطويل ليلاً وقضاء الوقت في لعب "البلاي ستايشن" بدلاً من النوم. وتابع التقرير: "يسهم السهر الطويل وعدم النّوم كفاية بشكل كبير في الإصابات العضلية التي يتعرض لها اللاعب في كل مرة، والتي تسببت في تقديمه حصيلة متواضعة مع النادي الكتالوني".

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.
الحياة الخاصة لديمبيلي انعكست سلبا على صحّته(Getty)

      وكشف تقرير آخر نشرته صحيفة "آس" الإسبانية أسباباً عدة للإصابات المتكررة التي يتلقّاها ديمبيلي وعلى رأسها اندفاعه وتصرفاته داخل المستطيل الأخضر وخارجه، ما جعله يفتقد الخبرة في التعامل مع جسده وقدرته على التحمل، فضلاً عن عدم استعداده جيداً من الناحية البدنية للالتحاق بفريق كبير مثل برشلونة، بعدما ابتعد طويلاً عن صفوف فريقه السابق دورتموند الألماني، وخاض حرباً ضروساً معه كي ينتقل إلى برشلونة في شتاء العام 2017، لكن انضمامه للبارسا تأجل إلى الصيف.

وبحسب التقرير فإن طريقة لعب برشلونة وتغيّر أدوار اللاعب في أثناء المباريات مقارنة بوضعه في فريق دورتموند، والضغط النفسي الكبير الذي نتج عن انضمامه لأحد أكبر النوادي في العالم وجلوسه على دكة الاحتياط وتأثره نفسيًا وتخوّفه من التعرض للإصابات، كل ذلك انعكس على أدائه وعلى جسده بشكل مباشر.

وإلى غاية مطلع العام الحالي لم يخض ديمبيلي سوى 74 مباراة مع برشلونة في مختلف المسابقات خلال 3 مواسم، وسجل 19 هدفاً، وقدم 17 تمريرة حاسمة، ولعب 4125 دقيقة، وهي حصيلة ضعيفة جداً بالنسبة إلى لاعب دفع فيه النادي الكتالوني 125 مليون يورو، وينتهي عقده صيف العام 2022، قبل أن يتحول إلى صفقة خسارة بكل المقاييس.

 

 

 

Image
dembele2.jpg
Caption
تلقى ديمبيلي 9 إصابات في أقل من 3 سنوات(Getty)