لم يعرف الأرجنتيني سانتياغو كوتايا (34 عاما) مطلقا طعم فوز منتخب بلاده بكأس العالم لكرة القدم؛ إذ ولد بعد عامين من رفع الأسطورة دييغو مارادونا اللقب في 1986، لكنه اختبر هذا الشعور الآن.
وشهد جيله، الذي نشأ بعد أن ولت أزهى عصور مارادونا، فوز المنتخب الأرجنتيني بلقب كأس العالم 2022 للمرة الأولى، يوم الأحد، بعد التغلب على فرنسا بركلات الترجيح، عقب مباراة مثيرة، لترفع الأرجنتين اللقب للمرة الثالثة منذ انطلاق البطولة، لكنها الأولى منذ 36 عاما.
وقال كوتايا، بعدما خرج مع مئات الآلاف من الأرجنتينيين إلى وسط العاصمة بوينس آيرس، مرتديا قميص المنتخب ونظارة شمس: "أبلغ من العمر 34 عاما، ولم يسبق لي أن شهدت الأرجنتين تتوج بطلة للعالم".
كما أن هذا اللقب هو الأول للنجم ليونيل ميسي في كأس العالم، وهو ما يجعله في رأي البعض الأفضل على مر العصور. ولوقت طويل، عاش ميسي في ظل مارادونا في الأرجنتين.
وأضاف كوتايا: "الاحتفال هنا مع الجميع مع حصول ليونيل ميسي على اللقب، سعادة لا توصف"، مشيرا إلى أن عودة فرنسا في النتيجة كادت أن تقلب المباراة رأسا على عقب في الدقائق الأخيرة، التي كانت عصيبة على الجماهير الأرجنتينية.
وفي شوارع العاصمة، امتدت احتفالات الجماهير حتى صباح اليوم الإثنين. وتسلقت الجماهير أعمدة الإنارة، وأطلقوا الأبواق، ودقوا الطبول، وأطلقوا الألعاب النارية التي أضاءت ليل العاصمة، حتى أن البعض تسلق نصب أوبيليسكو.
وقال المشجع فالنتين، الذي احتفل في المدينة بعدما رسم علم الأرجنتين على وجهه: "الوضع جنوني، انظر إلى هذا. إنها المرة الأولى التي أشهد هذا".
وأضاف: "ما زلت غير مصدق. أنا سعيد جدا. استحق ميسي الفوز بالبطولة منذ وقت طويل. أشكر الفريق على ما قدمه".
وكان كأس العالم اللقب الوحيد الغائب عن خزائن ميسي (35 عاما)، الذي حطم أرقاما قياسية على مستوى الأندية مع برشلونة وباريس سان جيرمان. كما فاز بكأس كوبا أمريكا مع الأرجنتين 2021. وعلى الأرجح كانت مباراة الأحد هي الأخيرة له في كأس العالم.
وقال ماتياس كاردينلي، إنه بدأ متابعة مباريات كأس العالم في 1998 عندما فازت فرنسا. ومنذ ذلك الحين وصلت الأرجنتين إلى النهائي مرة واحدة لتخسر في 2014 أمام ألمانيا.
وأبلغ رويترز وسط احتفالات ضخمة في الشارع: "اليوم كنت أشاهد المباراة مع أصدقائي. الوضع جنوني، إنها سعادة كبيرة، لا أصدق الأمر بعد. لن أنسى مشاركة هذه اللحظة مع الأصدقاء والأسرة. وأضاف: "هذا يجمع الناس سويا، وأنا سعيد جدا. لا تسعفني الكلمات".