يشارك جول كوندي مع منتخب فرنسا في مونديال قطر 2022، رفقة جيل جديد من المواهب الفرنسية الصاعدة، على غرار ثنائي ريال مدريد أوريليان تشواميني وإدواردو كامافينغا، بعدما خاض تجارب كثيرة، قبل التحول إلى نجمٍ مذهل في عالم كرة القدم، بامتلاك مسيرة رائعة قادته في النهاية إلى تمثيل منتخب الديوك.
وُلد كوندي في باريس، لكنه ترعرع في منطقة لانديراس التي تبعد حوالي 40 كيلومتراً عن مدينة بوردو، حيث انتقلت والدته للعمل كساعية بريد عام 2000، وعقب المدرسة، كان كوندي يمارس التسديد نحو الحائط، ليتطور مستواه بشكل لفت الأنظار إلى موهبته الكبيرة.
وبعد خمسة مواسم قضاها مع لانديراس وآخر مع سيرون، لفت كوندي عيون أحد الكشافين في الأندية المعروفة بتخريج اللاعبين بالقرب من بوردو، بعمر الحادية عشرة، حيث يسترجع رئيس النادي توني غوميز ذكريات جلب كوندي بالقول: "كان هادئاً من دون أن يثير أي ضجة، لكن عندما تراه يلعب تشعر بأنه مختلف".
العودة إلى الجذور
ومن أجل تحاشي مصير الذين سبقوه ورحلوا عن الفريق، قام "لا بريد" بالاتصال بنادي بوردو ليتابعوا تطوّر مستوى كوندي، الذي سرعان ما انتقل إلى بوردو ليلفت الأنظار في الفئة العمرية تحت 19 عاماً، عندما كان قائداً لجيل ذهبي يضم إلى جانبه كلاً من أوريليان تشواميني (ريال مدريد حالياً) وغايتان بوسان، حيث قاده إلى لقب بطل فرنسا عام 2017.
ومنح مدرب بوردو حينها، الأوروغوياني غوستافو بويت، الفرصة الأولى له في الفريق الأوّل في كانون الثاني/ يناير عام 2018، مشيداً به بالقول: "ظهور جول مدهش. نحن نملك لاعباً لسنوات عدة مقبلة".
كوندي تعرض للطرد في مسيرته والمثير للجدل أن الحادثة وقعت أمام فريقه الحالي برشلونة
وعلى الرغم من انتقاله إلى إشبيلية عام 2019، ثم إلى برشلونة الصيف الماضي، ما يزال كوندي يعود إلى الجذور كلما سنحت له الفرصة.
يقول عنه مدير أعماله، جوناثان كيبي، لصحيفة "ليكيب": "إنه ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي. يراقب كل ما يجري حول العالم ويقوم بإبداء رأيه دون أن يكترث بالردود"، وأضاف: "لو لم يكن لاعب كرة قدم محترفاً، لكان أبدع في العلوم السياسية".
هذه حكاية كوندي الذي يؤكد دوماً أن فرنسا تستعد للسيطرة على كرة القدم العالمية، ربما لسنوات قادمة بفعل امتلاكها العديد من المواهب الشابة المتألقين في العديد من الأندية الأوروبية العملاقة.