أفادت مصادر "Sky Sports Italia" اليوم الإثنين، بأن مدرب بولونيا الإيطالي الشاب، تياغو موتا (40 عامًا)، بات المرشّح الأبرز لتدريب فريق باريس سان جيرمان حامل لقب الدوري الفرنسي، الذي يستعد للإطاحة بالمدرب الحالي كريستوف غالتييه (56 عامًا).
خسر "بي إس جي" 5 مرّات من آخر 9 مباريات في كل البطولات، بما فيها الهزيمة ذهابًا وإيابًا أمام بايرن ميونخ الألماني بثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وودّع كأس فرنسا بالهزيمة من أولمبيك مارسيليا 1-2، فيما خسر آخر جولة في الدوري الفرنسي أمام رين 0-2.
وقال المصدر المذكور إن الباريسي يلتفت إلى المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي المقال من توتنهام الإنجليزي للتو، لكن النادي سيختار موتا في نهاية المطاف لارتباط المدرب الشاب بباريس ومعرفته خبايا الفريق جيدًا، حيث نشط معه بوصفه لاعبًا محترفًا بين 2012 و2018.
في حين أجرى موتا لقاءات أولية مع ممثلين من نادي باريس سان جيرمان في العاصمة باريس بالأيام الأخيرة، وما يزيد من احتمالية توليه تدريب النادي أنه درّب فريق شباب سان جيرمان بين 2018 و2020، وله علاقات مميزة داخل جنبات ملعب "حديقة الأمراء".
من تياغو موتا؟
وُلد موتا في البرازيل، وانتقل في صباه -تحديدًا عام 1999- إلى كتالونيا؛ حيث أكاديمية برشلونة "لا ماسيا" التي ظل بها حتّى 2007، وبعد أن نضج كلاعب محترف، اختار تمثيل إيطاليا في 2011، بعد أن لعب عدّة مباريات مع منتخب شباب البرازيل.
يمكن للفقرة السابقة إخبارنا كيف أن عقلية موتا الكروية امتزجت بمدارس مختلفة، البرازيل من حيث المهارة وكتالونيا في التكتيك وبناء الكرة من الخلف، وإيطاليا في فنون الدفاع والخطط المحكمة؛ لذلك تنبأ محللون بأن موتا -على الأقل- سيصبح مدربًا جيدًا في المستقبل.
في مسيرته بصفته لاعبًا، نشط موتا في مركز الوسط الدفاعي بأقمصة برشلونة وباريس سان جيرمان وإنتر ميلان في 147 و231 و82 مباراة تواليًا. في حين حصد عشرات الألقاب أبرزها دوري أبطال أوروبا مرتين مع برشلونة 2006 وإنتر ميلان 2010.
موتا وخطة (2-7-2)
على إثر مقابلة مع يومية "La Gazzetta dello Sport" الإيطالية عام 2018، بات موتا مجالًا للسخرية بعد أن تحدث عن ثورة تكتيكية في كرة القدم، وقال: "لماذا لا نلعب بخطط مثل 2-7-2؟ وبعد انتشار موجة السخرية، أعاد موتا تفنيد تصريحاته.
أوضح موتا أن الرسم التكتيكي سواء (4-4-2) أو (4-3-3) ما هو إلا كتابة رمزية على الورق، لكن في الملعب يختلف المشهد ويمكن للمهاجم أن يدافع وللمدافع أن يهاجم، حيث الحركية والديناميكية التي تحكم اللاعبين وفق مجريات اللقاء.
موتا مع بولونيا
بعد إقالة الراحل سينسا ميهايلوفيتش، تسلّم موتا -الذي يعتمد على الرسم (4-2-3-1)- المسؤولية مع بولونيا في سبتمبر/ أيلول 2022، بعد أن حصد الفريق 6 نقاط من أول 6 جولات بالدوري الإيطالي، وابتعد في مؤخرة الجدول بالتحديد في المركز الـ17.
سرعان ما انتشل موتا بولونيا من كبوته، وقفز إلى المركز العاشر حاليًا، بعد أن حقق انتصارات متتالية، أبرزها ضد إنتر ميلان 1-0 وضد ساسولو 3-0 وضد سامبدوريا 2-1. يتأخر موتا عن المركز السادس المؤهل إلى دوري المؤتمر الأوروبي بفارق 8 نقاط فقط.
تاريخيًا، بولونيا هو خامس أنجح فريق في إيطاليا بـ7 ألقاب للدوري، وهو أكثر مما حصده (روما ولاتسيو وسامبدوريا وفيرونا) مجتمعين. وكاد مالكه، رجل الأعمال الكندي جوي سابوتو، أن يبيعه لأقرب مستثمر لسوء أحوال الفريق؛ إذ وجد لافتة ضخمة خارج مقر التدريبات كُتب عليها "أين أنت سيدي الرئيس بحق الجحيم؟". لكن مع قدوم موتا تغيرت المعطيات وألغى سابوتو فكرة بيع بولونيا ولو مؤقتًا.
عمل موتا على جلب العقل المدبّر لنجاحات أتالانتا مؤخّرًا، السيد جيوفاني ساتوري، للعمل مديرا رياضيا في بولونيا، حيث بدأ في التنقيب عن مواهب "Serie A" و"Serie B" المدفونة، بمباركة من السيد سابوتو الذي أسرع بالتوقيع معه، لمحاولة محاكاة نموذج أتالانتا الناجح الذي يشارك في دوري أبطال أوروبا للعام الثالث تواليًا مع كبير مدربي بيرغامو، جيان بييرو غاسبريني.
أولى ثمار النجاح
عطفًا على أداء بولونيا القوي مؤخّرًا، نال موتا جائزة مدرب شهر فبراير/ شباط في الدوري الإيطالي؛ إذ أمسى أول مدرب يفوز بالجائزة مع فريقين مختلفين منذ تدشينها، وكان قد حصدها للمرة الأولى في موسم 2020-21 مع فريق سبيزيا عن شهر يناير/ كانون الثاني.
حقق بولونيا 3 انتصارات في شهر فبراير/ شباط بالدوري الإيطالي، ومُني بهزيمة واحدة كانت في ميدانه أمام الصاعد حديثًا فريق مونزا.
| التاريخ | الجولة | المباراة | الملعب | 
| 5 فبراير | 21 | بولونيا 2-1 فيورنتينا | أرتيميو فرانكي | 
| 12 فبراير | 22 | بولونيا 0-1 مونزا | ريناتو ديلارا | 
| 18 فبراير | 23 | بولونيا 2-1 سامبدوريا | لويجي فيراريس | 
| 26 فبراير | 24 | بولونيا 1-0 إنتر ميلان | ريناتو ديلارا | 
موتا والضغط المضاد
وفقًا لبيانات منصة "StatsBomb" تحتل أرقام بولونيا صدارة فرق إيطاليا التي تتبنّى الضغط المضاد منذ تعيين موتا مع "الروسبلو". حيث منحه الضغط الفوز التاريخي في ملعبه "ريناتو ديلارا" على إنتر ميلان 1-0 في الجولة الـ24 يوم 26 فبراير الماضي.
الضغط الشرس الذي مارسه نيكولاس دومينيغيز على قلب دفاع الإنتر دانيلو دامبريزيو، مكّن بولونيا من هدف الانتصار الذي أحرزه الجناح ريكاردو أورسيليني، وهو لاعب وُلد من جديد تحت قيادة موتا، حيث أحرز 7 أهداف وقدّم 3 تمريرات حاسمة هذا الموسم.
يتمتّع لاعبو بولونيا بميزة الضغط المضاد واستخلاص الكرة جيدًا، يحتلون المركز الخامس من حيث معدّل استخلاص الكرة هذا الموسم بالكالتشيو، بواقع 9.7 كرات مقطوعة للمباراة الواحدة، بنسبة نجاح 59٪. كما قطع لاعبوه الكرة 678 مرّة في الثلث الأخير من الملعب.