مسعود علّال
ترتبط بطولة دوري كرة القدم في الجزائر وتونس ارتباطاً وثيقاً منذ سنوات كثيرة، لكن العلاقة بين الدوريين الجزائري والتونسي خلال الموسم الكروي 2019/2020 شهدت ظاهرة جديدة مثيرة للانتباه، وهي نزوح العشرات من اللاعبين الجزائريين نحو مختلف الأندية التونسية، وبالمقابل جذب الدوري الجزائري العديد من المدربين التوانسة الذين ما فتئوا يصنعون لأنفسهم مكاناً هناك، وأبرزهم معز بوعكاز الذي أشرف على أكثر من فريق منذ قرابة أربع سنوات، وحقق نتائج مميزة بالرغم من المشكلات الكثيرة التي اعترضته.
واستقطب الدوري التونسي في الموسم 2019/2020 خلال فترتي انتقالات الصيف والشتاء قرابة 30 لاعباً جزائرياً، انضموا إلى مختلف أندية النخبة، وتصدّر الترجي الرياضي التونسي بطل إفريقيا، الواجهة بعد أن ضم 7 لاعبين؛ وهم: عبد القادر بدران وإلياس شتّي وبلال بن ساحة وعبد الرؤوف بن غيث والطيب مزياني، بالإضافة إلى محمد أمين توغاي وعبد الرحمن مزيان اللذين انضما إلى صفوفه في الشتاء الماضي، وبالمقابل تخلى الترجي في الصيف الماضي عن أيقونته الجزائرية يوسف بلايلي الذي انضم لـأهلي جدة السعودي.
وأقرّ الاتحاد التونسي لكرة القدم خلال جمعيته العمومية التي جرت في شهر ديسمبر/كانون الأول 2018 السماح للاعبين من المغرب ومصر والجزائر وليبيا وموريتانيا بالتعاقد مع الأندية التونسية بصفة لاعبين محليين، وهذا حفّز أندية الدوري الممتاز على التوجه نحو لاعبي شمال إفريقيا لتعزيز صفوفها، واستغلت الأندية التونسية القانون الجديد لتضم هذا الكم من اللاعبين الجزائريين.
وبدوره ضم النجم الساحلي ثلاثة لاعبين جزائريين؛ وهم: يانيس طافر وسليم بوخنشوش وكريم عريبي، قبل أن يتخلى عن الأول في الشتاء الماضي ويضم مواطنه دادي مواقي في نفس الفترة أيضاً. كما تعاقد الصفاقسي مع 3 جزائريين؛ وهم: المدافع محمد أصفان وعبد الكريم خشمار ومحمد إسلام بكير، واستعاد النادي الإفريقي لاعبه الجزائري السابق مختار بلخيثر في ظل عدم قدرته على انتداب لاعبين جدد بسبب عقوبات الاتحاد الدولي للعبة "فيفا".
وبالنسبة إلى بقية الأندية فقد ضم نادي مستقبل سليمان الوافد الجديد على دوري الدرجة الأولى، اللاعب الجزائري الشاب محمد عطية، وتعاقد نجم المتلوي مع اللاعب عبد الرحمن بن جامع، ويضم اتحاد تطاوين أيضاً 4 لاعبين جزائريين؛ وهم: مولاي عبد العزيز عبد القادر، وهيثم غريب، ويوسف عيدودي، والجيلالي بن شنان، وضم النادي البنزرتي اللاعب جمال الدين شتال، بينما دعم اتحاد بن قردان صفوفه بالمدافع سفيان خليلي.
الترجي 🇹🇳 2020 برعاية جزائرية 🇩🇿
— ăłwªHbï_ĞúēŕŅiŦ#ķĭņģ (@ALWAHBI19) January 21, 2020
🔸 عبدالقادر بدران (مدافع)
🔸امين توقاي (مدافع)
🔸الياس شتي (ظهير أيسر)
🔸بن غيث (متوسط ميدان)
🔸طيب مزياني (جناح ايمن)
🔸بلال بن ساحة (جناح ايمن/ايسر)
🔸عبدالرحمن مزيان(جناح ايسر/ايمن) pic.twitter.com/svNVHjAouW
وأسهم التقارب الحاصل في العلاقات بين الجزائر وتونس، وسهولة الاندماج في بروز العديد من اللاعبين الجزائريين في الدوري التونسي في صورة بغداد بونجاح الذي قضى فترة رائعة مع النجم الساحلي، وعبد المؤمن جابو مع الإفريقي، وكذلك يوسف بلايلي الذي أهدى الترجي ألقاب عدة؛ أبرزها على الإطلاق لقبا دوري أبطال إفريقيا في العامين الماضيين.
وفيما لم يترك اللاعب التونسي بصمته في الدوري الجزائري بسبب قلة حضور اللاعبين التوانسة في هذا الدوري، إلا أنه ومنذ تسعينيات القرن الماضي، شهدت الملاعب التونسية حضوراً لافتاً للاعبين الجزائريين على غرار حميد رحموني وعبد الرزاق جحنيط ومليك زرقان ورزقي عمروش وطارق لعزيزي وكريم غازي وفريد غازي وفؤاد بوقرة وعبد المالك شراد وخالد لموشية، لكن أبرزهم على الإطلاق كان فضيل مغارية الذي خاض فترة أربع سنوات مع النادي الإفريقي، وحصل معه على لقبي الدوري والكأس وكأس الأندية الإفريقية البطلة والكأس الأفرو-آسيوية عام 1991، وكذلك بلال دزيري الذي تُوِّج مع النجم الساحلي بكأس الكؤوس الإفريقية والكأس الممتازة عام 1998.
هجرة المدربين التوانسة للدوري الجزائري
وامتداداً للظاهرة الجديدة التي ألقت بظلالها على الدوريين التونسي والجزائري، وبعكس اللاعبين الجزائريين الذين اختاروا الهجرة إلى تونس، أصبح الدوري الجزائري مصدر اهتمام للمدربين التوانسة، الذين سجلوا حضوراً قوياً في السنوات الأخيرة، وكان أبرزهم المدرب معز بوعكاز الذي أشرف على 7 نوادي جزائرية في فترات متقطعة، وأول تجاربه كانت مع وفاق سطيف عام 2007، وبعد تجربة قصيرة في سويسرا عاد إلى الجزائر عام 2014 وأشرف على فريق اتحاد بلعباس لموسمين، ثم انتقل لتدريب فريق سريغ غليزان، وبعده مولودية وهران، ثم عاد مرة أخرى لاتحاد بلعباس، قبل أن يغادره إلى شبيبة بجاية، ثم شبيبة الساورة، وانتهى به المطاف في فريق أهلي البرج.
وانتقل نبيل الكوكي في منتصف الموسم 2019/2020، إلى الجزائر لتدريب فريق وفاق سطيف الذي حقق معه نتائج طيبة، وقبل هذه التجربة خاض الكوكي مغامرة فاشلة مع فريق أهلي البرج عام 2013.
وجذب الدوري الجزائري أيضاً المدرب التونسي حمادي الدّو الذي أشرف على فريقي اتحاد الحراش وجمعية الخروب، بينما خاض قيس اليعقوبي تجربة قصيرة جداً في الصيف الماضي مع فريق اتحاد العاصمة، وقد أشرف على فريق اتحاد الشاوية التونسي فاروق الجنحاوي خلال الموسم 2019/2020، خلفاً لمواطنه حميد رمضانة.
وبعد آخر تجربة خاضها مع نادي ظفار العماني، حط التونسي يامن الزلفاني الرحال في فريق شبيبة القبائل، ليعوّض الفرنسي هوبيرت فيلود الذي غادر منصبه بسبب خروج الفريق من دوري أبطال إفريقيا.
وخلافاً لسنوات سابقة، تراجع حضور المدرب الجزائري في الدوري التونسي في الفترة الأخيرة، بعد أن كان هذا الدوري الوجهة المفضلة لديه، وكان أبرزهم على الإطلاق علي فرقاني الذي أشرف على خمسة أندية تونسية؛ وهي: الاتحاد المنستيري والأولمبي الباجي والترجي ومستقبل المرسى والنادي البنزرتي، إضافة إلى رابح سعدان ورشيد بلحوت وعبد الحق بن شيخة وعزالدين آيت جودي.