بات تشيلسي الإنجليزي ضمن قائمة مصغّرة تحتوي على 3 أندية فقط، هي من استطاعت التغلب على المدرب الإسباني بيب غوارديولا في 3 مباريات متتالية طيلة مسيرته التدريبية، إلى جانب ريال مدريد وليفربول، وكلمة السر بالتأكيد للمدرب الألماني توماس توخيل الذي حصد اللقب الثاني لدوري أبطال أوروبا للنادي اللندني بعد الإطاحة بمانشستر سيتي سهرة السبت 29 مايو/ أيار من ملعب دراغاو بالبرتغال.
توخيل وقبل أن يتولّى تدريب تشيلسي طليعة العام الحالي 2021. كان قد واجه بايرن ميونيخ بقيادة بيب غوارديولا 5 مرات عندما كان مدربًا لماينز وبوروسيا دورتموند، واستطاع الخروج بنقطة واحدة فقط من أصل 15 أمام المدرب الكاتالوني. لكن مع تحوّل الدفّة من ألمانيا إلى إنجلترا، انقلبت الأمور رأسًا على عقب.
تمكّن توخيل من أن يهزم غوارديولا مرتين في فترة وجيزة لم تتعد 20 يومًا. الأولى عندما طرده من نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي منتصف أبريل ثم هزمه في البريميرليغ أوائل مايو. والآن جاء الدور على مسابقة جديدة وهي دوري أبطال أوروبا عبر البوابة النهائية، يمكن القول إن العقدة التي مثّلها غوارديولا لتوخيل، أمست عكسية الآن.
استغل توماس توخيل التخبط الفني لخصمه الإسباني الذي بدأ المباراة من دون لاعب وسط دفاعي صريح، فأجلس فيرناندينيو ورودري في الاحتياط، ثم وضع ثقته في اللاعب البعيد عن المشاركة والتألق منذ شهور، رحيم ستيرلينغ، ليلعب منذ البداية. فكانت النتيجة أنه فقد السيطرة على وسط الملعب لعدم وجود لاعب مستخلص للكرات، وفقد خطورته في جهة ستيرلنغ أيضًا.
يمكن القول إن توخيل استغل فقط سوء اختيار غوارديولا للأسماء، ونجح في الفوز بأقل مجهود هجومي ممكن، فقد راقب خصمًا مرتبكًا، ثم أجهز عليه عند أول خطأ. في لقطة الهدف كان من الواضح أن عمق وسط ملعب سيتي الدفاعي منهار تمامًا.
كان توخيل ذكيًا عندما اختار أن يضغط بكثافة في الثلث الأوسط من الملعب وأن يقابل لاعبي سيتي ويزعجهم أثناء بناء اللعب، ولم يركن لاعبيه في الخلف. نجح بالفعل في عزل أطراف سيتي عن وسط ملعبهم، وعزل كل الخطوط تقريبًا، وبات استحواذ غوارديولا استحوذًا سلبيًا بامتياز.
في ربع الساعة الأخير، سقطت كل الحلول عن غوارديولا وترك المجال للقدرات الفردية للاعبيه الذين فقدوا الكرة في أكثر من 3 مناسبات بعد أن وجدوا أنفسهم تائهين أمام دفاعات وضغط تشيلسي الصعب.