حرص أمير قطر تميم بن حمد والأمير الوالد وأغلب أفراد الأسرة الحاكمة على الحضور في الملاعب المختلفة لمعظم مباريات كأس العالم 2022، دليل دامغ على قيمة تلك البطولة الكبرى والفريدة التي حققت إبهارًا لم يتوقعه أحد.. لكن حرصهم جميعًا وحضورهم المكثف هو جزء أساسي من واجباتهم السياسية والاجتماعية التي يضطلع بها المسؤولون الكبار في كل بلاد العالم؛ ولذلك فهو أمر خارج دائرة الإشادة أو الإعجاب.
ولكن ما يستحق الإشادة والإعجاب هو ما يفعله الأمير ووالده في مباريات المنتخبات العربية من اليوم الأول وحتى الأمس، ورغم ازدحام جدول المباريات وتقاربها أحيانًا إلا أنهم لم يتركوا أي مباراة لأي منتخب عربي دون دعم، وكانت لقطات الأمير الوالد حزينًا متأثرًا بخروج السعودية حديث الجميع.
الأمير ووالده والأسرة كانوا حريصين على الالتزام بأعلى درجات الدبلوماسية في التشجيع حتى كانت مباراة المغرب الأخيرة ضد إسبانيا، وما إن أحرز أشرف حكيمي ركلة الجزاء الترجيحية الحاسمة معلنًا فوز المغرب 3-0 وتأهلها التاريخي لربع نهائي كأس العالم حتى تخلى الجميع عن ثوب الدبلوماسية.. وارتدوا ثوب الأخوة الفضفاض أو ثوب العروبة الواسع واحتفلوا بتلقائية كما احتفل إخوتهم المغاربة في الرباط والدار البيضاء وطنجه وتطوان.
الأمير تميم قفز في الهواء عاليًا ملوحًا بذراعه مفتوحًا مفرودًا إلى أعلى وقبضة يده تضرب في الهواء والابتسامة تملأ وجهه مشيرًا بسعادة بعلامات النصر إلى جماهير المغرب التي احتلت أغلب المدرجات، بينما كانت سمو الشيخة موزه زوجة الأمير الوالد تصفق في بهجة ثم ارتفع ذراعاها إلى الأعلى في موجات متتالية من الإشارات للجماهير المغربية.
رسالة الأمير تميم ووالده وأسرته في دعم المنتخبات العربية كانت واحدة من أهم رسائل قطر في كأس العالم.. ولعلها تكون فاتحة خير لإعادة لم الشمل العربي الذي تبعثر خلال القرون الثلاثة الماضية.