تعرّف إلى قصة الهدف رقم 1000 لبيليه

بواسطة Hatem.Zaza , 29 ديسمبر 2022

في التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 1969، وفيما كان تركيز العالم منصباً على رحلة أبولو 12 لهبوط الإنسان على القمر، عاش البرازيليون لحظة تاريخية غير مسبوقة، عندما نجح أسطورة كرة القدم بيليه في تسجيله لهدفه رقم ألف.

بالنسبة للبرازيل وملكها الكروي، كانت اللحظة المثالية لحدث مماثل، إذ كانت تحتفل بيوم العلم الذي صُمّم واعتُمد عام 1889، فيما كان بيليه يحتفل بعيد ميلاد والدته.

كان الهدف بمثابة هدية منحها نجم نادي سانتوس للجماهير المحلية الفخورة بأفضل لاعب وهدّاف عالمي، أما الوالدة ماريا سيليستي أرانتيس، فشاهدت ابنها الموهوب البالغ 29 عاماً يدخل تاريخ كرة القدم، ولعب القدر دوره، فقبل ثلاثة أيام، أخفق بيليه في بلوغ هذا الحاجز الرمزي في سالفادور، وارتدت ركلة جزاء سدّدها اللاعب رقم 10 في صفوف سانتوس من عارضة باهيا، ثم خطفها من أمامه زميله جايير بالا لتسجيل الهدف المنتظر.

ولحسن حظ  بيليه، كان ملعب ماراكانا مسرحاً لمواجهة سانتوس مع مضيفه فاسكو دي غاما، وذلك قبل عام من إحراز بيليه لقب كأس العالم للمرة الثالثة مع منتخب بلاده في إنجاز غير مسبوق.

 فرحة عارمة 

وثّقت كاميرات التصوير باللونين الأسود والأبيض لحظة تاريخية أمام ثمانين ألف متفرج متحمّسين، رغم هطول للأمطار إلا أنها لم تحرمهم من الاستعداد للاحتفال المهيب، ولم يستغرق "الملك" الكثير ليهدّد شباك خصمه في الشوط الأول، لكن الحارس الأرجنتيني إدغاردو أندرادا الذي اتهم بعد سنوات بتنفيذ اغتيالات نيابة عن الحكم العسكري في بلاده (1976-1983)، أبعد أول كرة لعبها "أو ري" بالجزء الخارجي من حذائه. ثم تدخّلت العارضة لحرمانه من التسجيل.

سمع بيليه خصومه يقولون "لن تسجّل اليوم"، ومن بينهم رينيه الذي سجّل في مرمى فريقه، واقتربت نهاية المباراة عندما حصل بيليه على خطإ داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 78، وكتب لاحقاً في سيرته الذاتية أن "ركلة الجزاء طريقة جبانة للتسجيل".

حاول لاعبو فاسكو تأخير الاستحقاق، وتحدّثوا مع المسدّد محاولين تشتيت تركيزه، فيما واسى بيليه اللاعب الذي ارتكب الخطأ عليه واضعاً يده على كتفه.

 الرقم ألف على ظهره 

اليدان على الخصر، مع تباطؤ في اللحظة الأخيرة (بارادينيا) وبعدها أطلق بيمناه كرة المجد، ولم تكن ترجمتها صعبة هذه المرة برغم ارتماء أندرادي عليها، ووصلت الإثارة إلى ذروتها عندما عانقت الكرة الشباك "غوووووووووول"، وفي الوقت الذي دخل فيه بيليه إلى المرمى لإمساك الكرة من قلب الشباك، تهافت عشرات المصورين، والصحفيين والمشجعين مجتاحين العشب الأخضر للاحتفال مع بطلهم.

انتهى به الأمر محمولاً على الأكتاف والكرة دائماً بين يديه، وحاولت مجموعة ميكروفونات خطف أول ردّ فعل بعد إنجازه، راقب زملاؤه المذهولون ما يحدث من خط منتصف الملعب، إلى أن أفلت بيليه من الجماهير وارتمى بأحضانهم لاعباً، حيث حمله حارس المرمى مجدداً، فيما صرّح بكلمات مقتضبة مهدياً هدفه "إلى أطفال البرازيل الفقراء".

في ذلك الوقت، استلم قميصاً طُبع على ظهره الرقم 1000 وارتداه مستهلاً لفتة شرفية دامت نحو ثلث ساعة، على وقع هتافات ماراكانا المتواصلة، وتعيّن على الحكم إكمال المباراة، ولكن الدقائق الأخيرة لم تكن لها أهمية كبرى، حيث ترك المشجعون المدرجات، بعدما شاهدوا بأعينهم تاريخاً يُكتب، وحيث ارتقى بيليه إلى ذروة المجد.

Image
أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه (Getty)
Opinion article
Off
Source
Show in tags
Off

Tags

Caption
أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه (Getty)
Show Video
Off