تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم، الثلاثاء 19 أبريل/ نيسان، إلى ملعب "أنفليد" لمتابعة قمة نارية، بين فريقي ليفربول ومانشستر يونايتد الإنجليزيين، في لقاء مؤجل من الجولة 30 من منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويحتل الفريق المضيف ليفربول المركز الثاني في جدول ترتيب "البريميرليغ" برصيد 73 نقطة، فيما يحتل اليونايتد المركز الخامس برصيد 54 نقطة.
ويُطلق اسم "ديربي الشمال الغربي" على مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد، كما أنه يُعتبر من أقوى الصدامات في إنجلترا، بالنظر إلى العداوة التاريخية بين الفريقين.
كراهية كبيرة وعَدَاء تاريخي بين مدينتي ليفربول ومانشستر، نقلها سكان المدينتين إلى ملاعب كرة القدم، ليصبح هذا الديربي الأكثر صِداماً وعداوةً في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.
ما قصة العداوة بين ليفربول ومانشستر قبل كرة القدم؟
بدأت الحكاية منذ انطلاق الثورة الصناعية في القرن الـ 19 (1800-1899)، عندما دخلت المدينتان في منافسة على لقب أهم مركز اقتصادي وصناعي في غرب إنجلترا.
وكانت ليفربول مدينة تشتهر بمينائها التجاري، والذي اُعتُمِد عليه بشكل أساسي في استيراد المواد الخام، ما يكلف تجار مانشستر مبالغ طائلة، قبل أن يَصدر قرارٌ بشق قناة بحرية في مانشستر لاستقبال السفن وتسهيل حركة التجارة.
هذا القرار، أدّى إلى خسائر اقتصادية فادحة على الجانب الآخَر، أي مدينة ليفربول، وارتفاع معدل الفقر والبطالة بين سكانها، وهو ما تسبب في نشوء الكراهية والبغضاء بين سكان المدينتين منذ ذلك الحين.
من التجارة إلى الرياضة.. هكذا انتقلت العداوة بين ليفربول ومانشستر يونايتد
الأزمة الاقتصادية والعداوة الناشئة بين سكان ليفربول ومانشستر، انتقلت فعلياً إلى ملاعب كرة القدم، وتحديداً في أول مواجهة جمعت بينهما، في تلك المباراة الفاصلة التي شهدت هبوط اليونايتد إلى دوري الدرجة الثانية.
حالياً، جماهير الفريقين ينعتان بعضهما بعضاً بـ "العدو"، ويحاول كل منهما إثبات أن فريقه هو الأعظم في تاريخ الكرة الإنجليزية، مع بزوغ حقيقة كونهما من أعظم الفرق فِعلياً، إذ حصد المان يونايتد 20 لقباً، بينما في حصيلة "الريدز" 18 لقباً، كأكثر الأندية تتويجاً في تاريخ إنجلترا.
مواجهة خاصة بين ليفربول ومانشستر يونايتد
50 عاماً من الصراع بين الغريمين التقليديين، الذي يمتد إلى الآن، بين مَن يُهيمن ويُسيطر على الكرة في بريطانيا، خصوصاً وأن المنافسة بينهما متقاربة على مستوى الألقاب، إلّا أن السنوات الأخيرة عرفت عودة اليونايتد إلى الواجهة على المستوى المحلي، بعد التتويج بلقب الدوري في منافسات عدة، مقابل فشل ليفربول في ذلك منذ سنوات طويلة.
في ظل المنافسة الشرسة بين الفريقين على المستوى المحلي، ازدادت الكراهية بين مشجعي مانشستر يونايتد وليفربول، وبات "ديربي الشمال الغربي" من بين المواجهات الكُبرى في إنجلترا، التي تشهد حضوراً جماهيرياً طاغياً في الملعب، ومتابعة إعلامية ضخمة حول العالم.
مايكل أوين أشهر "خائن" في تاريخ الأعداء
وصف مشجعو ليفربول، لاعبهم السابق مايكل أوين بـ"الخائن"، بعدما انتقل للعب في صفوف الغريم التقليدي مانشستر يونايتد قادماً من نيوكاسل عام 2009، وذلك بعد أعوام طويلة قضاها مع الريدز بين عامي 1996 و2004.
وعلى الرغم من محاولة أوين مراراً وتكراراً شرح وتفسير قرار الانتقال إلى المان يونايتد؛ إلا أن جماهير الريدز رفضت أي تبرير لما أسمته بـ"الخيانة العُظمى"، التي ستلاحق أوين طيلة حياته.
تاريخ المواجهات المباشرة بين ليفربول ومانشستر يونايتد
تَواجَهَ فريقا ليفربول ومانشستر يونايتد في (208) مباريات في مختلف البطولات، منذ أول مواجهة بين الفريقين يوم 28 أبريل/نيسان عام 1894 والتي انتهت بفوز ليفربول بنتيجة 2-0.
خلال 208 مباراة التي لُعبت بين الفريقين، فاز خلالها مانشستر يونايتد بـ 81 مباراة، مقابل 69 مباراة لصالح فريق ليفربول، بينما انتهت 58 مباراة بالتعادل.