بلغ تشيلسي الإنجليزي، الأربعاء 16 مارس/ آذار، الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا على حساب نادي ليل الفرنسي، بعد فوزه عليه بنتيجة 2-1 في مباراة إياب ثمن النهائي، لينجز المهمة بنجاح ويصمد في وجه العقوبات المفروضة عليه بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.
وجاءت ثنائية البلوز عبر الأمريكي كريستيان بوليسيتش في الدقيقة 45+3 والإسباني سيزار أزبيلكويتا في الدقيقة 71، فيما سجل التركي بوراك يلماز هدف ليل في الدقيقة 38 من ركلة جزاء.
وتفوق النادي اللندني في مباراة الذهاب على ملعبه بنتيجة 2-0 بفضل هدفي الألماني كاي هافرتز وبوليسيتش، ليبلغ الدور القادم متفوقاً بنتيجة (4-1) في مجموع المباراتين.
ويأتي هذا التأهل في وقت يعاني الفريق على المستويين الإداري والاقتصادي بعد العقوبات الأخيرة التي فرضتها الحكومة البريطانية على مالكه الروسي رومان أبراموفيتش؛ بسبب علاقته مع رئيس بلاده فلاديمير بوتين الذي أعلن الحرب على أوكرانيا في الـ24 من شهر فبراير/شباط الماضي.
وقامت الحكومة بتجميد كل الحسابات المالية للهيئات والمؤسسات المملوكة لأبراموفيتش، ليحرم تشيلسي من كل موارده المرتبطة ببيع تذاكر المباريات والتسويق وبيع اللاعبين.
وانحصرت مداخيل تشيلسي فقط في عائدات البث التلفزيوني محلياً وقارياً، إضافة إلى العائدات التي يجنيها النادي من مشاركاته في البطولات على غرار دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي.
عقوبات الحكومة البريطانية على تشيلسي الإنجليزي
- منع بيع التذاكر التجارية للنادي قبل المباريات؛
- منع جماهير الفرق الزائرة حضور المباريات في ملعب تشيلسي؛
- يقتصر الحضور الجماهيري لنادي تشيلسي على حاملي التذاكر الموسمية فقط؛
- لن يُسمح لتشيلسي بالتعاقد مع لاعبين جدد؛
- يُمنع تشيلسي من إبرام أي صفقات تجارية جديدة؛
- يستمر تشيلسي في المشاركة بالمنافسات بناء على استثناء خاص.
تشيلسي يرد على العقوبات بانتصارات متتالية
وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه النادي، والذي جعله غير قادر على صرف منح اللاعبين ورواتبهم، فضلا عن وجود صعوبات في تأمين تنقل الفريق داخل وخارج إنجلترا، فإن البلوز بقيادة مدربه الألماني توماس توخيل حقق نتائج جيدة منذ بدء الأزمة.
وحقق البلوز 5 انتصارات متتالية منذ خسارة نهائي كأس الرابطة أمام ليفربول، حيث بلغ الدور ربع النهائي من مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي بفوزه على نادي لوتن 3-2، وتجاوز بيرنلي 4-0 ثم نورويتش سيتي 3-1 خارج ملعبه، وانتصر على العنيد نيوكاسل 1-0 في "ستامفورد بريدج"، وعاد بورقة التأهل لربع نهائي الأبطال بالفوز على ليل 2-1.
تشيلسي هو الفريق الوحيد الذي فاز ذهابا وإيابا في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا
بلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب ليل؛ سيمنح النادي جرعة معنوية قوية ودفعة مالية ضخمة؛ حيث سيحصل بموجب هذا الإنجاز على 10.6 ملايين يورو إضافية، بحسب وسائل إعلام أوروبية.
هل سيستمر صمود تشيلسي أمام العقوبات؟
تدرس الحكومة البريطانية في الوقت الحالي، العروض التي وصلتها من المستثمرين الراغبين في شراء النادي اللندني، آخرها من شركة السعودية للإعلام، والتي عرضت مبلغ 3.5 مليارات يورو لإتمام عملية الشراء، بحسب الصحفي الإنجليزي بن جاكوبس.
وإلى حين التوصل لاتفاق من أجل بيع النادي لمستثمر جديد، ستستمر معاناة لاعبي البلوز من حالة الغموض التي تحيط بمستقبلهم، حيث بدأ الحديث عن هجرة جماعية لنجوم الفريق في سوق الانتقالات الصيفية المقبل.
وفي الوقت الحالي، أظهر الجميع في تشيلسي ولاءهم للفريق من خلال التصريحات الأخيرة التي أطلقها توخيل، والذي قال بشأن الرحلة لمواجهة نادي ليل: "سنحاول السفر عبر الطائرة، وإذا لم تسعفنا الإمكانات سنسافر عبر القطار أو الحافلة أو نستقل سياراتنا، ونذهب لخوض المباراة، سنفعل ما بوسعنا".
كما عرض المهاجم الألماني للفريق، كاي هافرتز، التكفل بمصاريف رحلة النادي إلى فرنسا لمواجهة ليل، وهو تصرف يظهر مدى تشبث اللاعبين بناديهم ورغبتهم في مساعدته على تجاوز المحنة.
ولاء كبير من اللاعبين والمدرب تجاه ناديهم، لكن الوضع معقد جدا؛ بسبب الغياب شبه التام للعائدات المالية، فإلى أي مدى سيصمد توخيل ولاعبوه في وجه الأزمة العاصفة التي يعيشها تشيلسي؟