تشافي: حياتي في قطر وقصتي مع مونديال 2022

بواسطة mohammad.hussien , 18 ديسمبر 2020

بقلم: تشافي هيرنانديز
سفير اللجنة العليا للمشاريع والإرث

 

يفصلنا أقل من عامين على انطلاق أول نسخة من بطولة كأس العالم التي تقام في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي. وكلما اقتربنا من انطلاق صافرة المونديال، تنامت أجواء الحماس وزادت حدة الإثارة في قطر.

 

وعدت قطر الجماهيرَ العاشقة لكرة القدم بمهرجان كروي لا مثيل له. ومنذ أن انتقلت إلى قطر عام 2015، وأنا ألمس تطورات على جميع المستويات، بداية من الاستادات وأماكن الإقامة والبنية التحتية إلى الطرق والسكك الحديدية، وهو ما يجعلني أؤكد بكل ثقة أن اللاعبينَ والجماهير تنتظرهم بطولة مبهرة. 

 

 قدمتُ إلى قطر لأنضم إلى صفوف نادي السد ومواصلة مسيرتي الكروية في الملاعب. لم يكن قراراً سهلاً لي ولا لأسرتي أن أغادر مدينة برشلونة، موطن رأسي، وأن أترك النادي الذي أكنُّ له حباً شديداً؛ لكي أبدأ رحلة جديدة في بقعة أخرى من العالم جديدة تماماً بالنسبة إلي.

 

حينها، كنت متحمساً بشدة للاستمرار في الملاعب كعهدي دائماً، ولكن من داخلي، كنت أعلم أن عطائي داخل الملعب قد لا يكون بالقدر الذي أتمناه كما كان الحال في برشلونة، حيث لا بديل لك عن الفوز في كل مباراة. تحدثت إلى بعض الأصدقاء، ومن بينهم راؤول غونزاليس الذي لعبَ في الدوري القطري، وأخبروني كثيراً عن كأس العالم الذي ستستضيفه قطر، فأعجبت إعجاباً شديداً بما تريد قطر تحقيقه في المونديال داخل الملعب وخارجه.    

 

كانت فرصة رائعة لمواصلة مشوراي في الملاعب، وكذلك خارج ميدان المنافسات من خلال المشاركة في البرامج التي أطلقتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث لإحداث تغيير مجتمعي إيجابي يمتد أثره لما بعد مونديال 2022. ومع انتقالي إلى قطر، أتيحت لي الفرصة أيضاً للمشاركة في بعض المبادرات الخيرية الرائعة، ومن بينها برنامج الجيل المبهر الذي يعد أحبُّ المبادرات إلى قلبي، وهو برنامج المسؤولية المجتمعية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث.

عزمت أن أظل في قطر حتى نهاية مشواري الكرويّ، ولكن حينما عُرِض عليَّ تدريب فريق السد، رحبت بهذا العرض. لقد نما في قلبي وقلب أسرتي حب قطر ونمط الحياة فيها، لذا كان هذا العرض رائعاً لأخطو من خلاله الخطوة الأولى في حياتي المهنية بوصفي مدربا، وأشرف على فريق يضم لاعبين واعدين سيشاركون على الأرجح ضمن صفوف المنتخب القطري في مونديال 2022. ولأنني كنت لاعباً ضمن صفوف نادي السد، أدركت أنه سيكون مكاناً مثالياً لبدء حياتي بوصفي مدربا، والمساعدة في تطوير مستوى بعض لاعبي الفريق.

 

استغرقت بعض الوقت لأتأقلم مع حياتي الجديدة، ولكنني مستمتع بها للغاية. فلسفتي وأنا مدرب لم تتغير عن فلسفتي وأنا لاعب، فأنا أحب اللعب الإيجابي. عندما كنت لاعباً، كنت أحب الاحتفاظ بالكرة وفرض الاستحواذ والهجوم وخلق أكبر عدد ممكن من الفرص للتسجيل.

 

بحكم المدة التي أمضيتها هنا، أرى تطوراً إيجابياً واضحاً في كرة القدم القطرية. فتنظيم كأس العالم لم يجعل تركيز قطر منصباً على تجهيز المرافق والاستادات العالمية فحسب، بل على تأهيل المنتخب الوطني للمنافسة في أكبر حدث كروي ضد أفضل منتخبات العالم. 

Image
تشافي
Opinion article
Off
Caption
تشافي هيرنانديز (Getty)