فاز المنتخب الجزائري على نظيره المنتخب الغاني، أمس الأربعاء 5 يناير، بثلاثية نظيفة على استاد المدينة التعليمية في الدوحة، في أول وآخر مباراة تحضيرية له قبل المشاركة في كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، خلال الفترة الممتدة من 9 كانون الثاني/ يناير إلى 6 شبّاط/ فبراير، للدفاع عن اللقب الذي توج به النسخة الماضية في مصر صيف عام 2019.
وبعيدا عن الإيجابيات المتعلقة بالأرقام القياسية التي لازال المنتخب الجزائري يسجلها منذ أزيد من ثلاث سنوات، وعلى وجه سلسلة اللا هزيمة التي وصلت إلى المباراة رقم 34 على التوالي، مقتربا من الرقم القياسي العالمي المتواجد بحوزة منتخب إيطاليا بـ37 مباراة دون خسارة، فإن ودية غانا كشفت عنى العديد من النقاط الفنية الإيجابية، وعلى رأسها الخيارات المتاحة في وسط الميدان لجمال بلماضي، بعد أن جرّب بعض الحلول لتدارك غياب الثنائي إسماعيل بن ناصر وسفيان فيغولي.
رامز زروقي وآدم زرقان ثنائي مستقبل من ذهب
وكانت بداية مباراة غانا شهدت غياب الثنائي الأساسي المعتاد في الوسط، بن ناصر وفيغولي، على اعتبار أنه سيغيب عن افتتاحية الجزائر في كأس إفريقيا أمام سيراليون بداعي العقوبة والإصابة على التوالي، وأشرك بلماضي لاعبه المفضل رامز زروقي أساسيا كالعادة، رفقة آدم زرقان وياسين براهيمي، وكشف اللاعبان المذكوران عن إمكانات كبيرة جدّا، خاصة بالنسبة للاعب الشاب زرقان (22 سنة)، الذي منح لبلماضي والجزائريين ضمانات كبيرة بخصوص مستقبل وسط الميدان وقدرته على تعويض بن ناصر وفيغولي في نفس الوقت، رغم اختلاف صفات اللعب بين نجمي ميلان وغلطة سراي.
محاربينا الثلاثة..
زرقان أبان عن تفاهم كبير مع رامز زروقي رغم صغر سن اللاعبين الواعدين بالنسبة لمنصب حساس لدى كل فريق، فزرقان احتفل لتوّه بعيد ميلاده الـ22، في حين أن زروقي يبلغ من العمر 23 سنة فقط، وقد نجح بعد مباريات معدودة فقط في تعويض الدبابة عدلان قديورة بامتياز في حسابات جمال بلماضي، الذي ارتاح كثيرا بخصوص خيارات وسط الميدان المسترجع، لكن مع وضعه في مأزق مستقبلا لاختيار الثلاثي الذي سيعتمد عليه في وسط الميدان.
ياسين براهيمي وفريد بولاية أشعلا المنافسة
بلماضي كان قال في تصريحات سابقة له إنه يفضل أن تكون الخيارات عديدة ومتنوعة بالنسبة له ودعا اللاعبين إلى تعقيد مهمته في الاختيار لأنه يفضل أن يصاب بصداع بسبب هذا الأمر، بدل أن يتعرض له بسبب قلة الخيارات، ودخل المدير الفني لـ"محاربي الصحراء" بالفعل في هذه الوضعية بفضل تألق آدم زرقان وياسين براهيمي وفريد بولاية، خاصة الثنائي الأخير فيما تعلق بالشق الهجومي في وسط الميدان.
براهيمي الذي استعاد مكانته مع المنتخب الأول بفضل تألقه مع المنتخب الرديف في كأس العرب، قدم لمحات كروية جيدة أمام غانا وأثبت بأنه لم ينته مع المنتخب الجزائري، خاصة أنه يقدم حلولا مهارية أكبر من تلك التي يقدمها سفيان فيغولي في هذا المنصب، ونفس الشيء ينطبق على نجم نادي ميتز الفرنسي، فريد بولاية، الذي أثبت مرة أخرى قدرته على تغيير مسار أي مباراة رغم مشاركاته لدقائق فقط، بدليل أن كان وراء تسجيل هدفين صناعة، ويعد بولاية من اللاعبين القلائل في "الخضر" القادرين على المشاركة في منصب صانع الألعاب التقليدي (رقم 10)، لأنه يجيد هذا الدور بامتياز، هذا دون الحديث عن إمكانية إشراك نجم وست هام الانجليزي، سعيد بن رحمة، في هذا الدور أيضا.
يجدر الذكر أن تألق هذه المجموعة من اللاعبين أزال مخاوف بعض الجزائريين من غياب كل من إسماعيل بن ناصر وسفيان فيغولي عن المواجهة الافتتاحية في "الكان" أمام سيراليون، وحتى استمرار غياب نجم غلطة سراي التركي عن مباراتي الدور الأول أمام غينيا الاستوائية وكوت ديفوار.