يتجدد الصدام بين الأرجنتين وهولندا، وهذه المرة في ربع نهائي بطولة كأس العالم قطر 2022، في لقاء مُقررة إقامته يوم الجمعة المقبل 9 ديسمبر/ كانون الأول، في مباراة "كلاسيكية" قوية.
وتجاوز منتخب الأرجنتين عقبة أستراليا في دور الـ16، عقب فوزه على "الكانغرو" بنتيجة 2-1، فيما بلغ المنتخب الهولندي الدور ربع النهائي، بفوزه على منتخب الولايات المتحدة بنتيجة 3-1.
تاريخيًّا، التقى المنتخبان الأرجنتيني والهولندي في 9 مواجهات بجميع المسابقات، وفي هذه المواجهات التسعة، حقق منتخب الطواحين الفوز في 4 مباريات، فيما فازت الأرجنتين في 3 مباريات، وانتهت مواجهتان بالتعادل، وترجع أول مباراة جمعت المنتخبين إلى عام 1974 في إطار ودي، أمّا آخر مواجهة بينهما، فكانت عام 2014 في نصف نهائي كأس العالم بالبرازيل.
وبالعودة إلى آخر مواجهة بين المنتخبين، والتي حسمها المنتخب الأرجنتين لصالحه بركلات الترجيح (4-2) بعدما انتهت المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، نلاحظ أن العديد من العوامل التي شهدتها تلك المباراة في مونديال البرازيل تتشابه وتتقاطع مع عوامل أخرى نعيشها حاليًا قبل مواجهة الفريقين في مونديال قطر.
وفي هذا التقرير من "winwin"، سنسلط الضوء على أبرز المشاهد المشتركة بين مباراة 2014 والمواجهة المرتقبة يوم الجمعة، بين منتخبي الأرجنتين والطواحين الهولندية.
ليونيل ميسي
يعتبر النجم ليونيل ميسي من أبرز العوامل المشتركة في المواجهتين.. ميسي، الذي يراهن على التتويج بلقب كأس العالم في آخر مشاركة له مع منتخب بلاده في هذه المسابقة، يمر بفترة زاهية في مشواره، مُذِّكرًا الجميع بـ"ميسي برشلونة".
ميسي، وبعد قيادته منتخب الأرجنتين إلى نهائي كأس العالم 2014 قبل أن ينهزم أمام منتخب ألمانيا بنتيجة 0-1، نال لقب أفضل لاعب في مونديال البرازيل بسبب أدائه الرائع في مباريات البطولة، كما هو عليه الحال حاليًا؛ إذ نال ميسي جائزة أفضل لاعب في المباراة لأكثر من مرة في مونديال قطر.
وتمكن ميسي خلال مباراته رقم 1000 في مسيرته الكروية، أمس السبت، أمام أستراليا، من معادلة رقم الأسطورة الراحل دييغو أرماندو مارادونا في حمل شارة قيادة منتخب الأرجنتين في 16 مواجهة مونديالية، كما تمكن ليو من تسجيل هدفه رقم 9 مع منتخب بلاده في تاريخ مشاركاته بكأس العالم.
لويس فان غال
يمثل مدرب المنتخب الهولندي لويس فان غال معادلةً هامةً لمنتخب بلاده في مواجهة الأرجنتين. فان غال، ومنذ عودته لقيادة الجهاز الفني لمنتخب الطواحين في سبتمبر/ أيلول عام 2021، لم ينهزم في أي مواجهة حتى الآن، حيث قاد هولندا في 19 مباراة في جميع المسابقات خلال هذه الفترة، مُسجلًا 14 فوزًا و5 تعادلات.
الغريب أن لويس فان غال، الذي كان مدربًا للمنتخب الهولندي في كأس العالم 2014، غادر منصبه بعد الهزيمة أمام الأرجنتين بنصف نهائي مونديال البرازيل، وحاليًا، سيكون فان غال "مُجددًا" خارج المنتخب الهولندي بعد المونديال، ما يعني أن مواجهة الأرجنتين قد تكون الأخيرة له مع هولندا في حال الخسارة، في سيناريو مشابه لما حدث قبل 8 سنوات من الآن.
الجيل الصاعد
واجهت هولندا منتخب الأرجنتين في 2014 بتشكيلة كان أغلبها من لاعبين يفتقدون الخبرة في مثل هذه المواعيد، فما عدا 4 أو 5 لاعبين تقريبًا، يتقدمهم روبن فان بيرسي وآريين روبن وويسلي شنايدر، أما البقية، فكانوا لاعبين شبابًا، مثلوا جيلًا صاعدًا لهولندا آنذاك.
نفس الشيء يحدث حاليًا في مونديال قطر؛ فتشكيلة المنتخب الهولندي الحالية قوامها من لاعبين أغلبهم يشاركون لأول مرة في نهائيات كأس العالم، خاصةً بعد غياب منتخب الطواحين عن مونديال روسيا 2018.
ويتقدم هؤلاء اللاعبين المهاجم والهداف كودي غاكبو، الذي خطف الأضواء من جميع اللاعبين الهولنديين في المونديال العربي، فضلًا عن صخرة الدفاع فيرجيل فان دايك وآخرين، فهل سيتكرر السيناريو ويتمكن منتخب الأرجنتين من الفوز، ليظفر بتأشيرة التأهل إلى نصف النهائي، أم ستثأر هولندا، وتُبكي ميسي في آخر مونديال له؟