بنزيما وتتويج الإصرار والعزيمة

بواسطة yacoob.alhousani , 24 أكتوبر 2022

  كان تتويج مهاجم ريال مدريد الإسباني ومنتخب فرنسا، كريم بنزيما، بالكرة الذهبية يوم الإثنين 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، انتصارًا للعزيمة والإصرار والمثابرة.

ولد بنزيما قبل 34 عامًا و11 شهرًا في إحدى ضواحي مدينة ليون الفرنسية، لوالدين من أصول جزائرية ينحدران تحديدًا من مدينة وهران.

من الضاحية الشعبية "الصعبة"، التي شُيدت لاستقبال العمال المهاجرين الوافدين من بلدان المغرب العربي، بدأت مسيرة كريم الكروية.

كان خجولًا جدًا، غير مشاكس، شغوفًا بكرة القدم، يمضي أيامه في مداعبتها، غرام تغذى بروح العمل والجهد، فانتقل الفتى من فريق ضاحيته إلى نادي أولمبيك ليون العريق، وكان رابع أربعة أطلق عليهم اسم "جيل 87"، انتظر منهم المنتخب الفرنسي الكثير، وهم حاتم بن عرفة وسمير نصري وجيريمي مينيز وكريم بنزيما.

وفيما خبا نجم المهاجمين الثلاثة، ثابرَ كريم وكدَّ وواجه الصعاب ليظل بين المهاجمين الكبار، فعندما انضم إلى ريال مدريد عام 2009، وجد نفسه مع كل من كاكا ورونالدو وراؤول وغيرهم، وكان عليه أن يعمل بقوة ليثبت أنه جدير بالبقاء في صفوف النادي الملكي.

كانت الطريق طويلة وشاقة أمام كريم ليصل إلى يوم التتويج بالكرة الذهبية، ورغم أنه اعتبر أن الفوز بهذه الجائزة لا يمثل "ثأرًا "، بل هو "درس" من دروس الحياة، فإن مثل هذا التصريح لا يخلو من التلميح بأن بنزيما ثأر لنفسه، خاصة عندما أعلن صراحة أنها كرة "الشعب" الذهبية، تلك التي ظفر بها.

صحيح أن تتويج بنزيما بالكرة الذهبية في نسختها السادسة والستين جاء نتيجة لما قدمه خلال موسم رائع جدًا سواء مع منتخب بلاده أو مع ريال مدريد.

بنزيما  الذي عاش في جلباب كريستيانو رونالدو حتى رحيله إلى يوفنتوس الإيطالي عام 2018- قد حقق خلال موسم 2021-2022 أرقامًا ممتازة، فقد سجل 44 هدفًا مع ناديه الملكي في 46 مباراة، من بينها 15 هدفًا في دوري أبطال أوروبا، كما قام بـ15 تمريرة حاسمة (أسيست)، إضافة إلى ذلك، فاز كريم مع ناديه في الموسم الماضي بدوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي والدوري الإسباني والسوبر الإسباني؛ وفاز مع منتخب بلاده بلقب دوري الأمم الأوروبية. أما على الصعيد الشخصي، فقد تحصل على لقب أفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا، وعلى لقب لاعب السنة في أوروبا، وهدّاف الدوري الإسباني وأفضل لاعب في الليغا، وهدّاف رابطة الأبطال.

ويذكر لبنزيما دوره الحاسم وقيادته بحزم وحماسة وذكاء فريقه إلى إقصاء أكبر الفرق الأوروبية في مشوار دوري الأبطال، وهي على التوالي باريس سان جيرمان وتشيلسي ومانشستر سيتي، ثم الفوز على ليفربول في  النهائي على ملعب "دو فرانس" بالضاحية الباريسية.

ويمكن القول إن "المنبوذ" صار بطلًا؛ ففي عام 2010 استبعد ريمون دومينيك، مدرب منتخب فرنسا حينذاك، كريم بنزيما -وكذلك بن عرفة ونصري- من صفوف الفريق، وحرمه من المشاركة في نهائيات كأس العالم.

وفي عام 2015، أُبعد كريم مجددًا من منتخب فرنسا بسبب قضية "ابتزاز" كان ضحيتها زميله في المنتخب ماتيو فالبوينا، وحُكم فيها على بنزيما بالسجن سنة واحدة مع تأجيل التنفيذ؛ بل وساءت العلاقة بين كريم ومدرب المنتخب الفرنسي، ديدييه ديشامب، إلى حد كبير.

ففي حوار له مع صحيفة "ماركا" الإسبانية، اتهم بنزيما مدرب فرنسا ديشامب بأنه "رضخ لضغط جزء من فرنسا العنصرية"، عندما قرر إبعاده عن كأس الأمم الأوروبية التي أُقيمت في فرنسا عام 2016. تصريحات أثارت غضبًا ورفضًا واسعين في أوساط مختلفة، بما فيها الطبقة السياسية الفرنسية أيضًا.

ولكن تألق بنزيما مع نادي العاصمة الإسبانية، والنجاحات التي حققها على الصعيدين الإسباني والأوروبي، واعتبر الجميع في فرنسا أنه أحسن مهاجم فرنسي حاليًا، ونظرًا إلى حاجة منتخب البلاد الملحة إلى مهاجم قائد وقناص، أُرغم مدرب منتخب فرنسا، ديدييه ديشامب، على استدعاء بنزيما للانضمام إلى صفوف المنتخب وتعزيزه.

ويأمل ديشامب في الحفاظ على الكأس، بينما يأمل بنزيما في حصد لقب طالما تمناه، بل ويعتبر أنه حُرم من نيله قبل أربعة أعوام، لقب بطل العالم، الذي يسعى إلى الفوز به في مونديال قطر 2022.

Image
الفرنسي كريم بنزيما لاعب ريال مدريد الإسباني يتوج بالكرة الذهبية 2022 (Getty)
Author Name
Opinion article
On
Source
Show in tags
Off
Caption
الفرنسي كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد الإسباني توج بجائزة الكرة الذهبية 2022 (Getty)
Show Video
Off