أكد نجم كرة القدم الجزائرية التاريخي، لخضر بلومي، أنه واثق من قدرة قطر على تقديم نسخة استثنائية في مونديال 2022، بفضل الإمكانات الموضوعة لإنجاحه والهياكل والملاعب غير المسبوقة التصميم التي شيّدت من أجله، واختصر صاحب الكرة الذهبية الإفريقية لسنة 1981 توقعاته بخصوص هذا الحدث بالقول إن "مونديال قطر سيكون خارقا للعادة".
وحرص اللاعب الأسطوري على الإشادة بالمستويات التي كشف عنها نجله في أول مباراة له مع منتخب الجزائر للشباب ببطولة شمال إفريقيا الجارية بتونس، لكنه قال إنها مجرد بداية، داعيا وسائل الإعلام إلى "حماية" ابنه من الضغط المبكر حتى يقدم أفضل ما لديه.
قطر تفتتح الجمعة ملعب الريان رابع ملاعب مونديال 2022، كيف ترى استعداداتها لهذا الموعد التاريخي؟
بكل صراحة، الاستعدادات استثنائية.. إنه شيء عظيم من الناحيتين الهندسية والتنظيمية. خلال مشواري الكروي لعبت في ملاعب عالمية وتاريخية، سواء في المكسيك أو البرازيل أو الولايات المتحدة الأمريكية على ملعب كوسموس، وشاهدت ملاعب أخرى في العالم، لكن ما تقدمه قطر من هذه الناحية مختلف تماما وغير مسبوق.. الملاعب الخاصة بمونديال 2022 رائعة جدا وتوفر للجماهير وسائل راحة وشروط متابعة للمباريات استثنائية.
استنادا إلى هذه المعطيات، كيف ترى نسخة كأس العالم 2022؟
أنا متأكد من أن قطر ستنظم كأس عالم خارقة للعادة وستشرّف كل العرب وتتفوق على بلدان سبقتها لتنظيم هذا الحدث العالمي الكبير، وأتوقع أن يجري المونديال وسط أجواء رائعة سواء من ناحية التنظيم أو الجماهير، وعلى وجه التحديد من هذه الناحية لأن الجماهير ستجد كل ظروف للراحة.. هناك عمل كبير واجتهاد واضح في قطر من هذا الجانب، فعندما ترى البنية التحتية والهياكل الرياضية المنجزة بمواصفات عالمية وسابقة لعصرها، تقول إن مونديال 2022 لن يكون عاديا أبدا.
بحديثك عن الجماهير سيمنح لهم المونديال المقبل فرصة متابعة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، ما تعليقك؟
هذه فرصة من ذهب للجماهير لا يمكن أن تتكرر بهذه الصورة إطلاقا، متابعة أكثر من مباراة في المونديال المقبل بالنسبة للجماهير من مختلف دول العالم، سيزيد من الحماس في المدرجات ويضفي أجواء رائعة خارج الملاعب أيضا، وهذه الجزئيات مهمة في نجاح المنافسات الرياضية.. قطر متعودة على تنظيم الأحداث العالمية الكبيرة وتحولت إلى مركز استقطاب عالمي في المجال الرياضي، والمونديال المقبل سيكون بمثابة بلوغ القمة.
قبل يومين تألق ابنك مع منتخب الجزائر للشباب، كيف رأيت مردوده؟
ابني يؤدي واجبه مع منتخب بلاده، فقبل كل شيء عليه تشريف الجزائر، وبالنسبة لي فهذا يشرفني أيضا لأن ابني يحمل اسمي مع المنتخب. لقد تلقيت الكثير من الاتصالات بعد نهاية المباراة (الجزائر وتونس "1ـ1" في بطولة شمال إفريقيا..هدف الجزائر سجله نجل بلومي)، سواء من الوطن العربي أو من دول أوروبية والجميع هنأوني على مردود ابني، لكنها مجرد بداية فقط والطريق ما زال طويلا أمام ابني صاحب 18 سنة فقط، كل ما أتمناه هو أن يحصل على الفرصة التي لم أنلها.
ماذا تقصد؟
أتمنى له الاحتراف في أوروبا.. هذه الفرصة لم أحصل عليها وأتمنى أن تكون من نصيب ابني حتى يطور مستواه ويصنع اسما خاصا به.
الكثير من الجزائريين والمتابعين يشبهون طريقة لعب ابنك بطريقة محرز، ويرون أن طريقة لعبك مختلفة عنه كثيرا، ما رأيك؟
نعم.. طريقة لعب ابني تشبه كثيرا طريقة محرز.. إنه لاعب شاب، والنجم الأول وقدوة اللاعبين الجزائريين الأولى حاليا هو رياض محرز، وهذا يشرفني أيضا أن يكون هذا النجم العالمي مثالا لابني، لأن ما صنعه محرز وما يقدمه مع ناديه والمنتخب الجزائري رائع جدا، الآن هو بعيد عن هذه المقارنة وعليه العمل وفقط. بالنسبة لي هذا الأمر لا يقلقني تماما فتشبيه ابني بمحرز أو بوالده من ناحية طريقة اللعب لا يهم، الأهم هو أن ينجح في تطوير مستواه ويواصل تألقه.
هل تحدثت مع ابنك بعد لقاء تونس؟
بالطبع.. لقد اتصلت به وتحدثت معه مطولا، خاصة أنه تصدر وسائل الإعلام الجزائرية والعربية والعالمية، الكل يتحدث عنه لأنه ابن بلومي.. طلبت منه التركيز فقط على المباريات وتقديم مستويات جيدة لأن الجميع ينتظره الآن والضغط سيكون أكبر عليه.
ألا تخشى عليه من الضغط ومن المقارنة معك وبتاريخك الكروي الكبير؟
من هذا المنبر أستغل هذه الفرصة لتوجيه نداء إلى وسائل الإعلام، خاصة الجزائرية، من أجل حماية ابني، لأنه ما زال صغيرا والحديث عنه بهذه الهالة الإعلامية قد يؤثر عليه، فهذا سلاح ذو حدين، فقد ينجح بطريقة كبيرة أو يفشل كما حدث في تجارب سابقة.
أنت تتحدث عن أبناء لاعبين معروفين سابقين، أليس كذلك؟
حمل اسم لاعب كبير ليس سهلا، والتجارب أثبتت ذلك، فالجميع يعرف ما حدث لابن يوهان كرويف وأبناء زيدان وغيرهم، الآن هناك عمل كبير ينتظر ابني، ففي البداية عليه ضمان مكانة أساسية مع فريقه مولودية وهران والتأكيد مع منتخب الشباب، حتى يتطلع لأهداف أخرى يجب أن تكون بطريقة مرحلية ومدروسة.