بعد عام من رفع الإيقاف عنها.. ماذا حققت الرياضة الكويتية؟

بواسطة messaoud.allel , 15 أبريل 2020

الكاتب: مسعود علّال

شهدت الرياضة الكويتية عهدا جديدا منذ رفع الإيقاف عنها من طرف اللجنة الأولمبية الدولية بعد أربع سنوات من تجميد النشاطات الرياضية ما أضرّ بجميع عناصر الرياضة الكويتية على خلفية التدخل السياسي في عمل الهيئات الرياضية بالبلاد، إذ تسبب ذلك في حرمان الرياضة الكويتية من المشاركة في الكثير من الاستحقاقات الرياضية المهمة، والتنافس على نيل الألقاب والبطولات، فماذا تحقق بعد سنة كاملة من رفع الإيقاف؟ وما هو واقع الرياضة وطموحاتها المستقبلية في الكويت؟

بدأت الرياضة الكويتية مرحلة جديدة، بعد أن استعادت نشاطها بعودة جميع المنتخبات والأندية واللاعبين، إلى المحافل الرياضية الدولية والقارية والإقليمية كافة، إثر وفاء الكويت بجميع الالتزامات، وأهمها جعل القوانين الرياضية متوافقة مع المعايير الدولية، من خلال خريطة الطريق التي تم الاتفاق عليها بين جميع الأطراف، والتي كللت بانتخاب مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الكويتية بقيادة الشيخ فهد الناصر الصباح، ومن قبلها مجالس إدارات الأندية والاتحادات.

وعلى غرار باقي الرياضات، تم إيقاف اتحاد كرة القدم في العام 2015 من طرف الاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، وذلك بسبب تعارض قوانينه المحلية مع القوانين الدولية، وتسبب ذلك في ضربة موجعة للعبة في البلاد، قبل أن يتم رفع التجميد عن الاتحاد في نهاية العام 2017 من طرف الرئيس جياني أنفانتينو خلال زيارته لدولة الكويت بعد تغيير القوانين المحلية لتتناسب مع اللوائح والمواثيق الدولية.

أضرار بليغة

سبّب إيقاف الرياضة الكويتية لفترة 4 سنوات أضرارا بليغة لها، بعد تراجع المشاركة في مختلف المسابقات والبطولات، ما جعل القائمين على قطاع الرياضة في الكويت يرسمون خططا وبرامج عاجلة لأجل العودة سريعا إلى واجهة الأحداث، بعد رفع الإيقاف قصد تدارك التأخر، على غرار العمل على جلب خبرات رياضية من مختلف دول العالم وتوقيع بروتوكولات تعاون مع الأكاديميات الرياضية الناجحة لتطوير المنظومة الرياضية.

وعملت الهيئات الرياضية الكويتية على تحسين البنى التحتية من خلال ترميم بعض المنشآت القديمة، وافتتاح مجمع الشيخ سعد العبدالله للصالات المغطاة تزامنا مع استضافة البطولة الآسيوية لكرة اليد بتكلفة قاربت 53 مليون دولار، كما تم افتتاح قاعة لرياضة هوكي الجليد وبعدها الكثير من المنشآت الأخرى.

وبالعودة إلى ما حققته الرياضة الكويتية بعد رفع الإيقاف عنها، فقد كانت المحصّلة إيجابية إلى حد ما عطفا على الضرر الذي لحق بها خلال 4 سنوات كاملة من الإيقاف، وكانت البداية في يناير من العام 2019 مع إجراء أول انتخابات لمجالس إدارات الأندية منذ 2012، وتم ذلك في أجواء ديمقراطية، وبعدها نجح منتخب كرة السلة في حصد الميدالية الفضية لبطولة الخليج التي استضافتها الكويت، كما تأهل منتخب كرة الصالات إلى نهائيات كأس آسيا في تركمانستان 2020.

وعرف العام الماضي أيضا تحقيق الكثير من الألقاب والإنجازات على غرار إحراز منتخب الكويت للكاراتيه الميدالية الذهبية في بطولة باريس المفتوحة والميدالية الفضية في بطولة (البريمير ليغ - كاراتيه 1) في دبي، كما حققت رياضة ألعب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة 13 ميدالية متنوعة في بطولة الشارقة الدولية، وميداليات في ألعاب القوى والجوجيتسو والسباحة والفروسية والرماية ورفع الأثقال والمبارزة، إضافة إلى العديد من الميداليات في مسابقات متنوعة على الصعيدين الخليجي والأسيوي وكذلك العربي.

 التحدّي الأكبر

وعلى المستوى القريب، تواجه الكويت تحديا كبيرا من خلال المشاركة في البطولات الدّولية والعالمية الكبرى على غرار الأولمبياد، إذ تسعى لرفع غلتها من الميداليات والتي لم تتعدّ الميداليتين فقط منذ أول ظهور لها في الألعاب الأولمبية عام 1968، إذ انتظمت بالمشاركة فيها حتى الآن، وحققت الكويت ميداليتين برونزيتين في الرماية عبر فهيد الديحاني خلال دورتي سيدني 2000 ولندن 2012.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.
فهيد الديحاني(Getty)

 وفي آخر دورة في ريو ديجانيرو 2016، لم تُشارك الكويت بصفتها الرسمية، حيث شارك رياضيّو الكويت في المبارزة والرماية والسباحة فقط تحت راية العلم الأولمبي، واستطاع فهيد الديحاني حصد الميدالية الذهبية والعبد الله الرشيدي الميدالية البرونزية في الرماية.

وحجزت الرياضة الكويتية 4 بطاقات للمشاركة في أولمبياد طوكيو الذي تم تأجيله إلى صيف العام القادم بسبب انتشار وباء "كورونا" المستجدّ، وحصلت الكويت على الميداليات في رياضة الرماية عبر كل من سعود حبيب ومنصور الرشيدي وطلال الرشيدي وعبد الرحمن الفيحان.

وحجز الرامي عاطف الدوسري بطاقة تأهله لدورة الألعاب البارالمبية بعد تألقه في بطولة كأس العالم للرماية في الإمارات، كما كان للرياضة النسائية في الكويت نصيب إذ تم تشكيل فريق لرفع الأثقال تمهيدا للمشاركة في الاستحقاقات الإقليمية والقارية المقبلة، وبالإضافة إلى ذلك نال الفارس علي الخرافي جائزة اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) بصفته أفضل رياضي في آسيا لعام 2019، كما زكّى الاتحاد الآسيوي للرماية الشيخ سلمان الحمود السالم الصباح رئيسا للاتحاد لولاية جديدة.

البحث عن مجد ضائع

وبعكس الفرحة التي عاشتها الرياضة في الكويت بمختلف أنواعها بعد عودتها للحياة من جديد، اصطدمت بتراجع لافت للنتائج في كرة القدم حيث شهد عام 2019 إقصاء المنتخبات الكروية لكل المراحل السنية خلال التصفيات المؤهلة لكأس آسيا، كما ودع المنتخب الأول منافسات خليجي 24 التي جرت في قطر نهاية العام الماضي من الدور الأول بعد فوزه على السعودية وخسارته من عمان والبحرين التي توجت باللقب لاحقا.

وتوج منتخب الكويت بكأس الخليج في 10 مناسبات كان آخرها في العام 2010، وحل وصيفا مرة واحدة عام 1979، كما يملك لقبا وحيدا في كأس أمم آسيا حققه في العام 1980، بينما حل وصيفا عام 1976، وثالثا عام 1984 ورابعا سنة 1996. ونجح المنتخب الكويتي أيضا في الفوز ببطولة كأس العالم العسكرية مرتين في (قطر 1981، والكويت 1983).

وأما على المستوى العالمي فقد كان منتخب الكويت أول منتخب عربي آسيوي يشارك في نهائيات كأس العالم وكان ذلك في مونديال إسبانيا 1982. وعلى مستوى الأندية نالت الكويت ألقاباً عديدة بالمسابقات الخليجية والعربية بواسطة أندية العربي والقادسية وكاظمة والكويت، أما على الصعيد الأسيوي فقد نالت الكرة الكويتية لقبين في كأس الاتحاد أحرزهما نادي الكويت عامي 2009 و2012.

كما أنجبت الكرة الكويتية أجيالا من اللاعبين المميزين على غرار جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وفتحي كميل وعبد العزيز العنبري وفاروق إبراهيم، كما أشرف على تدريب المنتخب الكويتي العديد من أبرز المدربين في العالم مثل البرازيليين ماريو زاغالو وكارلوس البرتو بيريرا، وفاليري لوبانوفسكي وبيرتي فوغتس، ويواجه المنتخب الكويتي أبرز تحدّ في الفترة الحالية وهو التنافس على التأهل إلى مونديال قطر 2022، إذ أوقعته قرعة التصفيات في مجموعة متوازنة نوعا ما بجانب أستراليا والأردن والنيبال وتايبيه.

 

Image
kuwait sports.jpg
Caption
فهيد الديحاني والعبد الله الرشيدي بعد تتويجهما في أولمبياد ريو 2016(Getty)