ترك البروفيسور الجزائري، بقاط بركاني، عضو اللجنة العلمية الجزائرية لرصد تفشي وباء كورونا، الانطباع بإمكانية تأجيل انطلاق دوري المحترفين الجزائري إلى موعد لاحق، بسبب الارتفاع الجنوني لحالات الإصابة بـ"كوفيد 19" بالجزائر في الأيام الأخيرة.
وعرفت الوضعية الوبائية بالجزائر منحنى تصاعديا مخيفا منذ بداية تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، وسجلت السلطات الصحية 642 إصابة جديدة و12 حالة وفاة يوم 5 نوفمبر، ما رفع حالة التأهب إلى أعلى درجاتها.
وقد رخصت وزارة الرياضة الجزائرية للأندية الجزائرية المحترفة (20 ناديا) بالعودة إلى التدريبات بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر الماضي، وحددت تاريخ 20 نوفمبر المقبل للعودة إلى المنافسة، قبل أن تعلن رابطة دوري المحترفين الجزائري عن تاريخ 28 من الشهر نفسه لانطلاق أول أسبوع من الدوري.
البروفيسور بقاط بركاني أحد أبرز مسيري ملف "كوفيد 19" في الجزائر، قال في تصريحات للإذاعة الجزائرية، اليوم الجمعة، إن إمكانية تعليق انطلاق دوري المحترفين الجزائري وارد، بسبب التطورات الخطيرة للحالة الوبائية بالجزائر.
وقال بركاني: "يجب أن أكون صريحا..، الوضعية الوبائية خطيرة جدا..، نحن على أعتاب الموجة الثانية الأخطر، والأرقام المسجلة في الأيام الأخيرة مقلقة جدا، كما أن بعض المستشفيات بلغت درجة التشبع بسبب ارتفاع عدد المصابين بالفيروس..". وتابع: "الأندية بدورها سجلت إصابات خلال فترة تحضيراتها..، في ظل تواصل هذا المنحنى التصاعدي لعدد الإصابات لا يجب أن نغامر بصحة اللاعبين".
ورسم عضو اللجنة العلمية الجزائرية لرصد تفشي وباء كورونا صورة قاتمة للوضع الحالي، وأوضح قائلا: "الأندية ستكون مضطرة للتنقل إلى عدة ولايات، وبعضها تحول إلى بؤر للوباء، وهذا سيشكل خطرا على صحة اللاعبين وكل المرافقين".
وأردف البروفيسور قوله: "أرجو أن تعطي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة النتائج المرجوة، وبعدها سنعود للعب كرة القدم، لكن حاليا صراحة نحن متشائمون"، وشدد بركاني: "ندرك جيدا أهمية كرة القدم لمعنويات الجزائريين بعد فترة التوقف الطويلة، لكن الصحة قبل أي شيء".
وعلى الرغم من عدم انطلاق دوري المحترفين الجزائري فإن فيروس كورونا ضرب بقوة الأندية الجزائرية خلال فترة التحضيرات، وكان بطل الجزائر للموسم الماضي، شباب بلوزداد، أكبر ضحاياه بتسجيل 31 حالة إيجابية وسط لاعبيه وأطقمه الفنية والطبية والإدارية.
كما سجلت إصابات لدى أندية مولودية الجزائر ونصر حسين داي وأولمبي الشلف ومولودية وهران، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول التزام الأندية بتدابير البروتوكول الصحي المرافق للتدريبات، بسبب تكلفته المالية الباهظة.