يتطلع برشلونة لمداواة جراحه من خلال التتويج بلقب كأس ملك إسبانيا عندما يواجه أتلتيك بيلباو على ملعب "لا كارتوخا" في إشبيلية، ويعتبر الناديان الأكثر تتويجاً باللقب، حيث تمتلئ خزائن النادي الكاتالوني بـ30 كأساً مقابل 23 للنادي الباسكي، ووصلا معاً إلى النهائي 81 مرة.
ويشكل التتويج بالنسبة لبرشلونة فرصة مثالية من أجل الحصول ولو على لقب وحيد، بعد أن خسر كأس السوبر أمام بيلباو بالذات، وخرج من دوري أبطال أوروبا، فيما زال ينافس على لقب الليغا.
وخسر البارسا مواجهة "الكلاسيكو" الأسبوع الماضي أمام ريال مدريد وتراجع للمركز الثالث في الليغا، ومن الصعب عليه تحقيق اللقب في حال لم يتعثر الريال أو لم يحقق ميسي وزملاؤه الانتصار تلو الآخر من أجل استعادة اللقب من الغريم التقليدي.
ولن تتحمل الجماهير الكتالونية خسارة لقب جديد، وربما الخروج من الموسم صفر اليدين على غرار الموسم الماضي، وترى في لقب الكأس الفرصة المثالية لاستعادة الثقة، في بوادر ثورة التجديد التي يقودها الرئيس المنتخب خوان لابورتا في عهدة ثانية له.
وربما يكون لقب الكأس بمثابة "طوق النجاة" للمدرب الهولندي رونالد كومان الذي لا يمكنه الاحتفاظ بمقعده لو خسر النهائي الثاني له هذا الموسم، خصوصا في ظل الكثير من الأخبار التي تتحدث أنه لن يبقى على رأس الإدارة الفنية، في حال غير لابورتا رأيه وتعاقد مع تشافي من أجل إعادة حكاية غوارديولا مع الفريق.
وكان برشلونة خسر أمام فالنسيا في نهائي عام 2019، في سقوط شكل حينها الخسارة الأولى بعد هيمنة على الكأس المحلية استمرت أربعة أعوام بين عامي 2015 و2018، وكانت تلك المباراة إحدى العوامل التي دفعت إدارة بارتوميو لإقالة المدرب فالفيردي لاحقا خلال الموسم التالي.
ويبدو أن الفوز بكأس الملك للمرة السابعة في مسيرة "البرغوث الصغير" سيكون عاملاً مهماً في تقرير المصير، ولكن بالتأكيد ليس الحاسم لأن سعادته تكمن في عودة فريقه إلى سكة الانتصارات على الصعيد القاري. ولا يحمل ميسي ذكرى جميلة في مواجهته الأخيرة أمام بلباو في نهائي كأس السوبر في كانون الثاني/يناير 2021 بعدما طرده الحكم في الدقيقة 120.
في المقابل، سيدخل بلباو التاريخ برقم سلبي، في حال خسر اللقب، وذلك بعد 15 يوماً فقط من خسارة لقب النسخة الماضية أمام جاره سوسيداد المؤجل من الموسم الماضي، والذي أقيم في الـ3 من أبريل/نيسان الجاري في نفس الملعب.
ويريد بيلباو أن يكرر فوزه على برشلونة في كأس السوبر، حيث احتفل الفريق على أنغام البوق الذي عزف عليه المشجع أسيير فياليبري، واحتضن المدرب مارسيلينو غارسيا تورل (55 عاماً) الكأس في ثالث مباراة له مع الفريق، علما أنه كان المدرب الذي وقف خلف فوز فالنسيا على برشونة 2-1 في نهائي الكأس يوم 25 أيار/مايو 2019.
ولم يتمكن بلباو من البناء على الفوز "بالسوبر" للتألق في "الليغا" هذا الموسم، فهبط إيقاعه في الفترة الأخيرة بسقوطه في فخ التعادل أربع مرات توالياً ما جعله يتراجع إلى المركز الحادي عشر ويبتعد عن المراكز المؤهلة لمسابقة الدوري الأوروبي.
وبعدما كان بلباو يمني النفس بإحراز لقبه الـ24 والأوّل منذ عام 1984 أمام سوسييداد، فسيكون بمواجهة برشلونة، أمام فرصة لتعويض ما فاته واستعادة اللقب الذي خسره هذا الشهر.