بولبابة الهرابي
شهدت بطولة أمم أوروبا عام 1976 في يوغسلافيا ابتكار طريقة جديدة لتنفيذ ركلات الترجيح أبهرت العالم حينها، وباتت منذ ذلك الوقت طريقة محبذة لدى نجوم اللعبة. في النهائي بين منتخب تشيكوسلوفاكيا (قبل أن تنقسم إلى جمهورية التشيك وجمهورية سلوفاكيا) ومنتخب ألمانيا الغربية شهدت ركلات الترجيح التي ابتسم فيها الحظ لتشيكوسلوفاكيا حاملة اللقب، ولادة فن جديد وابتكار فريد في تنفيذ ركلة الترجيح.
ابتكار فريد!
كان يوم 20 يونيو 1976 موعداً لنهائي يورو في بلغراد، وقد أذهل يومها أنتونين بانينكا عشاق كرة القدم، بابتكاره طريقة عبقرية لتنفيذ ركلات الترجيح ظلت إلى يومنا هذا علامة مميزة لصاحبها وفارقة في عالم كرة القدم. وعلى الرغم من قيمة المباراة ورهانها، تقدم بانينكا (27 عاماً) بشكل ثابت نحو الكرة، ونظر إلى المرمى وسدد الكرة بشكل خفيف جعلها ترتفع فوق الحارس الألماني سيب ماير الذي اتجه يساراً، لكن الكرة دخلت المرمى من وسطه، في مشهد لم يحصل من قبل في ملاعب كرة القدم.
وفي تصريح لبنانيكا (71 عاما) نقلته صحيفة "إندبندنت" الإنكليزية: "رداً على سؤال الكثيرين: ماذا سيحدث لو لم أوفَّق في تسجيل ركلة الجزاء بتلك الطريقة؟ الجواب: ربما كنت سأصبح عاملاً في مصنع!". ولم يخف مخترع "البانينكا" أنه واظب طيلة سنتين على تنفيذ ركلات الترجيح بتلك طريقة سواء مع فريقه أو مع منتخب بلاده، لا سيما بعد ملاحظته أن حراس المرمى يتحركون يمنة ويسرة خلال تسديد اللاعب لركلة الجزاء.
ووصف بيليه أسطورة كرة القدم البرازيلية طريقة "البانينكا" بأنها ثمرة تفكير لاعب عبقري أو رجل مجنون. ومنذ ذلك العهد، يطلق على كل لاعب يسدد الكرة بتلك الطريقة الجميلة اسم "البانينكا" نسبة إلى مخترعها، وبات يقلده فيها العديد من النجوم داخل ملاعب كرة القدم، ومنهم من يصيب ومنهم من يخطئ في تحويلها إلى هدف.
وفي مقابلات صحفية عدة، يؤكد صاحب فكرة تنفيذ ركلة الجزاء العبقرية أن أفضل من يقلده بشكل مميز في "البانينكا"؛ هما: سيرجيو راموس مدافع ريال مدريد وليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني.