قبل 22 يوماً على انطلاق مونديال قطر 2022، أطلت رأس السياسة لتقتحم الملاعب الرياضية.. وبدون أي مبررات ولا مقدمات، ظهرت وزيرة الخارجية الألمانية، في مؤتمر صحفي، لتنتقد وتهاجم قطر في ملف حقوق الإنسان، وبدون أي بحث، يتضح جلياً أن التصريح والهجوم ما هو إلا لملفات سياسية واضحة وضوح الشمس..!!
دخول الشتاء القارص على أوروبا، وتناقص الطاقة التي تحتاجها بعض الدول، يجعلهم يبحثون عن حلول جديدة قبل فوات الأوان، لكننا تعلمنا على امتداد عملنا الصحفي الرياضي أن "الرياضة تُصلح ما أفسدته السياسة"، ومن غير المنطقي أن نزج السياسة وملفاتها المعقدة في المونديال، الذي ينتظر لمتابعته ومشاهدته أكثر من "6 مليارات شخص" على الكرة الأرضية.
لم يعد هناك ملفات لم تُفتح على مونديال قطر 2022.. منذ الوهلة الأولى لفوز قطر بحق استضافة كأس العالم، وجميع تلك الملفات لم تنجح، ورُميت في البحر، وأكلتها الأيام، بالعمل الجاد الذي قدّمته قطر لمونديال القرن، الذي أصبح يبهر العيون والعقول قبل بدايته.
12 عامًا، وهناك من حاول أن يطرق الحديد وهو ساخن، لكن عزيمة قطر ازدادت يومًا بعد يوم، حتى بات الحديد قويًا وصلبًا لم ينصهر طوال سنوات الطرق.. واليوم مهما كانت المحاولات البائسة تحاول النيل من مونديال قطر، فلن تنجح أبدًا؛ لأن الوقت أثبت أن مونديال 2022 أقوى من أي زلزال، ويتحمل أعلى درجات ريختر.
تبقى أيام بسيطة وساعات قليلة لينطلق أكبر عرس كروي في العالم، وهذه المرة في دولة خليجية وعربية وشرق أوسطية ذات عزيمة، قدّمت كل شي من أجل نجاح العرب في أول استضافة مونديالية لهم، وستقدم نسخة مونديال استثنائية بلا شك.
يوم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، يرونه بعيداً ونراه قريباً، وكما كانت المفاجآت القطرية مدوية بملاعب الدولة وتجهيزاتها، ومواقعها الخيالية لجماهير العالم، وشبكة الطرق التي هي على أعلى مستوى فوق الأرض وتحت الأرض، وعلى البحر أفلاك، وفي السحاب طائرات تحوم، فلن يزعزع هذه الإرادة الفولاذية تصريحات من هنا وهناك، أو تغريدات لا تتعدى ولا تبارح مكانها.
فالمونديال مكانه في قطر، وكأس العالم منذ انطلاقته في 1930 سيشهد مالا عين رأت ولا أذن سمعت في البطولة على مدار تاريخها. مونديال قطر سيغير خارطة كؤوس العالم إلى الأبد، وسيُتعب القطريون مَن بعدهم، وإنَّا لمنتظرون.