نجحت قطر بامتياز في تنظيم مونديال استثنائي جمع كل شهادات التخرج بتفوق ونجاح ليخرج مونديالاً نموذجياً بعيداً عن المشكلات والشغب، وخالياً من الكحول والتعصب الجماهيري وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ هذه البطولة التي انطلقت في عام 1930 بالأوروغواي.
تفوقت قطر فأبهرت العيون التي فيها حور، وقدمت عملاً تنظيمياً استثنائياً بمعنى الكلمة داخل الملاعب وخارجها، داخل الميترو وخارجه، داخل مواقع الترفيه وخارجها، داخل الأراضي القطرية وخارجها..!
حققت قطر أرقاماً قياسية في كل الجوانب التنظيمية، وفي العائدات المالية التي تفوقت على نظيراتها ممن نظم المونديال سابقاً، وتفوقت قطر على نفسها بحق عندما كانت تتفاعل مع كل الظروف، فبعد دور المجموعات سقطت بطاقة هيّا من حسابات الجمهور الخليجي الذي غزا قطر خلال الأيام الماضية وفتحت البوابات والمطارات والمواني.
سجلت ملاعب المونديال في قطر أرقاماً جديدة تزيد عن المونديالات السابقة حيث سجل الحضور الجماهيري داخل الاستادات أكثر من (302 مليون مشجع) حتى الآن وبقيت مباراتان لتحديد المركزين الثالث والرابع والبطولة، وما زالت هناك طلبات للشراء حيث بلغ سعر "الاسكاي بوكس" مليون دولار..!!
شهد مونديال قطر حضوراً لافتاً للكرة العربية لم يسبق له مثيل في تاريخ مشاركات المنتخبات العربية بداية من فوز منتخب السعودية على منتخب الأرجنتين الفريق الذي بلغ النهائي، ومروراً بفوز منتخب تونس على منتخب فرنسا حامل اللقب والطرف الثاني في النهائي، وصولاً إلى سلسلة الانتصارات التي حققها منتخب المغرب "فخر العرب" الذي تصدر مجموعته برصيد "7 نقاط" قبل أن يقصي بلجيكا ثم هولندا ويضرب موعداً مع التاريخ لملاقاة كرواتيا على منصة التتويج بالمركز الثالث.
واجه مونديال قطر كل التحديات والضربات والهجمات الشرسة ومحاولة إفشال المونديال بصدر رحب، وتعامل مع كل الملفات باحترافية عالية وبشفافية كاملة؛ لذلك سقط صريعاً كل من حاول أن يبارزه في هذا المونديال الذي أسمع من به صمم..!!
سيبقى مونديال قطر عالقاً في الأذهان وستكتب الأقلام بحجم مقدمة ابن خلدون ولن توفيه حقه، وستوثق القنوات الرياضية أحداثه لتبقى خالده في ذاكرة تاريخ المونديال الذي قارب على نهايته لبداية حقبة جديدة لكؤوس العالم بعد أن أحرج مونديال قطر وأتعب من بعده.