سطرت قطر تاريخًا جديدًا يكتب في صفحات تاريخ كؤوس العالم بالختام المبهر والخرافي الذي شهده نهائي الحلم ولقاء السحاب الذي سجل قمة كروية من قمم كرة القدم التي لا تنسى ويمكن أن نقول لا عطر بعد مونديال قطر.
ختام في تفاصيله الدر كامن، فهل سألوا الذين عاشوا المونديال عن صدفاته؟.. ختام رسم بريشة فنان بداية من حفل النهائي المبهر إلى المباراة الدراماتيكية التي كانت تقول "هل من مزيد؟" وكأن المباراة الختامية لا تريد أن تنتهي ولا تريد أن تعيش لحظة الوداع لولا نظام الفيفا الذي قاد المباراة إلى ركلات الترجيح بعد ماراثون طويل وجميل.
ختامه كالمسك؛ فالأسطورة ميسي نجح أخيرًا في أن يحقق لقب كأس العالم بعدما حصد كل الألقاب في تاريخه، وظفر بإضافة النجمة الثالثة على قميص منتخب التانغو الذي انتظر طويلًا حتى وقف على منصة التتويج العالمية بعد آخر تتويج في زمن مارادونا الذي بقي أسطورة يخلدها التاريخ.
ختام المونديال كان ساحرًا في كل شي داخل الملعب وخارجه، حيث حضر في استاد لوسيل أكثر من (88 ألف متفرج)، أما في خارجه فشاهد النهائي المثير (6 مليار متابع) وهو رقم قياسي وخرافي بعدد المشاهدات التي جعلت الدوحة مركز عين العالم.
كنت أتوقع أن قبلة ميسي للكأس بعد اختياره أفضل لاعب في الكون هي اللقطة والصورة التي تنفع أن تكون غلافًا للصحف والكتب والنشرات الأخبارية على اعتبار أنها أغلى كأس حققها ميسي والتي كسرت حاجز الانتظار الزمني الطويل للأرجنتينيين.
حتى جاءت لقطة الشيخ تميم وهو يلبس ميسي "البشت" المذهب فكانت لقطة القرن التي لا يمكن أن تصف ذكاء فكرتها العظيمة والتي تحولت إلى حديث العالم، وهي اللقطة التي ستوثق لمونديال قطر 2022 مدى الدهر، وستبقى عالقة تلك الصورة وميسي يرفع كأس العالم على أرض قطرية عربية وبالبشت العربي الأصيل.
وسجلت قطر كأول دولة تحتفل ببطل كأس العالم في أرضها قبل الأرجنتين، احتفال التتويج على منصة التتويج الضخمة، والاحتفال في شوارع الدوحة على حافلة التتويج التي جابت المدن والمواقع التي شهدت هذا المونديال الاستثنائي.
مونديال قطر 2022 الذي أوفى بوعوده كان ختامه رائعًا وخلابًا فكل الشكر لدولة قطر على ماقدمته من عمل يكتب بمداد من الذهب الخالص، وكل الشكر للفرصة التاريخية التي أتاحتها قطر للإعلام الخليجي والعربي بأن يكون شريكًا في هذا الحدث التاريخي، إنها البطولة التاريخية التي شاركت في تغطية أحداثها منذ اللحظة الأولى.