بالحبر السري.. كل الطرق تؤدي إلى الدوحة!

بواسطة Trainee1.winwin , 13 أكتوبر 2022

يعرف العالم مقولة "كل الطرق تؤدي إلى روما". ومن روما أكتب مقالتي هذه المرة، خلال مشاركتي في الكونغرس الدولي للصحافة الرياضية بمشاركة أكثر من "100 دولة"، ففي حارات روما الجميلة والتي تعج بالبشر من إيطاليين وسياح.

طرحت على نفسي تساؤلا وهو: كيف لمنتخب إيطاليا الذي فاز أربع مرات بكأس العالم، ويقف وراء منتخب البرازيل مباشرة الذي فاز باللقب خمس مرات، ويتساوى مع منتخب ألمانيا في مرات الفوز بأهم لقب عالمي، أن يكون اليوم خارج مونديال قطر 2022 الذي لم يتبقَ عليه سوى "38 يومًا".

كيف لمنتخب إيطاليا المنافس الدائم على كأس العالم أن يكون خارج المونديال؟ وكيف يخسر مباراة الملحق في نصف النهائي أمام منتخب مقدونيا الشمالية؟ ويفقد الأزوري فرصة الوجود في كأس العالم.

تصاب الكرة الإيطالية بالهزيمة الصادمة، بعد مرور ثمانية أشهر فقط على احتفال فريق المدرب روبرتو مانشيني بأحد أعظم انتصاراته، فوزه على إنجلترا في ملعب ويمبلي وحصوله على بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020.

منتخب إيطاليا صاحب الأربع نجوم العالمية، والمصنف سادسًا على مستوى العالم يقف وراءه "60 مليون مشجع" هم سكان إيطاليا الذين يعشقون كرة القدم حتى النخاع. في كل الأماكن والأزقة الساحرة هناك يعيش شغف كبير لكرة القدم.

روما العاصمة الإيطالية المليئة بالتاريخ في كل ربوعها، بين العديد من الآثار القديمة والكنائس المثيرة للاهتمام من القرون الوسطى والنوافير الجميلة والمتاحف العظيمة وقصور عصر النهضة وساحة القديس بطرس ومدينة الفاتيكان، في كل زاوية منها تشعر بشغف الإيطاليين بكرة القدم فكيف يكونون خارج المونديال؟

تملك إيطاليا "394 ناديًا" أقدمها نادي يوفنتوس الذي تأسس عام 1897، وهو ما يدل على عراقة كرة القدم في هذا البلد. فيما يعد الدوري الإيطالي (أو كما يعرف رسميا باسم ليغا الكالشيو) من الدوريات النخبة على مستوى العالم.

ومن الناحية التاريخية، تعد الأندية الإيطالية الأكثر إحرازا للألقاب الأوروبية بواقع 36 بطولة أوروبية (11 لقبا لبطولة أبطال أوروبا و9 ألقاب لكأس الاتحاد الأوروبي و7 ألقاب لأبطال الكؤوس)، ولنادي ميلان حصة الأسد منها، هذا وإن دلّ على شيء فإنه يدلّ على عراقة الدوري وقوته بإبراز الأندية على الساحة الأوروبية.

ورغم هذا التاريخ الكروي للمنتخب الإيطالي والأندية الإيطالية، فإنه خرج من سباق كأس العالم على يد منتخب مقدونيا الشمالية، وكانت غلطة الشاطر بألف، عندما مُني بهدف في الدقيقة "92"، كأنه هدف الموت الذي قضى على آمال أحد أجمل وأمتع المنتخبات في العالم.

لم تعد كل الطرق تؤدي إلى روما وساحاتها في كأس العالم المقبل بعد أيام، وإنما كل الطرق أصبحت تؤدي إلى الدوحة التي تهيأت لأكبر حدث كروي في العالم، سيتجول المشجعون في كتارا، وفي أزقة سوق واقف أحد أشهر الأسواق الجميلة، وسيدهشون بمشيرب التي صمّمت بمعمارٍ أوروبي رائع، واللؤلؤة التي تأخذ قطعة من إيطاليا وألوان مبانيها، ودرب لوسيل الذي سيكون محطة رئيسية لتجمع الجماهير أمام أفخم ملاعب كأس العالم الذي يطل كأنه كوكب دُري.

وبعد أن تقطعت بمنتخب إيطاليا الدروب، وأصبح الغائب الحاضر في مونديال قطر، أصبحت كل الطرق تؤدي إلى الدوحة.

Image
أرشيفية - لاعبو منتخب إيطاليا في تصفيات مونديال قطر 2022 (Getty)
Author Name
Opinion article
On
Source
Show in tags
Off

Tags

Caption
أرشيفية- تشكيلة المنتخب الإيطالي في تصفيات مونديال قطر 2022 (Getty)
Show Video
Off