تستضيف الدوحة في مطلع العام المقبل كأس آسيا لكرة القدم، وهي البطولة التي حقق لقبها المنتخب القطري في نسختها الأخيرة التي جرت بأبوظبي، وأعلن عندها "العنابي" عن نفسه منافسًا على مستوى القارة، وجاهزيته للمنافسات، إلا أنه لم يظهر بشكل مقبول في كأس العالم التي استضافتها قطر في 2022، ولم يكن مستواه مقنعًا في مونديال أقيم على أرضه وبين جماهيره.
وكان المنتخب القطري لغزًا محيرًا في المونديال، رغم أنه كان لا يشق له غبار في كأس آسيا، وتفوق على أعتى المنتخبات الآسيوية (السعودية واليابان) وبفارق شاسع، مما كان يعطي انطباعًا على جاهزية المنتخب العنابي للمونديال القطري المرتقب، إلا أنه سجل علامات استفهام لم تفك كل خوارزمياتها حتى اللحظة!
في المقابل، يراهن المتابعون والمراقبون بأن يشاهدوا أحد أهم النسخ التنظيمية لكأس آسيا، وذلك بعد تفوق قطر على نفسها في تنظيم مونديال 2022، وشهادة العالم بأن مونديال قطر كان الأبرز في تاريخ هذه البطولة، مع وجود إرث كبير اكتسبته من استعدادها الطويل للمونديال، وتراكم الخبرات التنظيمية مع الإمكانات اللوجستية والمادية التي تضعها قطر لمثل هذه الأحداث، ما يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، قدرة تقدم قطر على تقديم نسخة استثنائية لكأس آسيا القادمة في يناير/ كانون الثاني لعام 2024.
السؤال الذي يبقى عالقا، هو كيف سيكون وضع المنتخب القطري في البطولة؟ وهل يستطيع أن يحافظ على لقبه الذي فاز به بجدارة في أبوظبي؟ وهل التغييرات والتعديلات التي أجريت على المنتخب العنابي ستؤهله بأن يكون منافسًا، خاصة بعد التغييرات التي شهدتها الساحة الآسيوية في مستوى المنتخبات، وارتفاع اسهم الفرق الآسيوية في المونديال الأخير، خاصة منتخبات (اليابان وأستراليا وكوريا والسعودية)، ونجاحها في فرض نفسها عالميًا.
في كل الأحوال، هذا السؤال سيجيب عنه المنتخب العنابي على أرض الواقع بعد ثلاثة أشهر، في بطولة ستكون الأشرس في المنافسة، في ظل وجود منتخبات متقاربة في المستوى، وتطلعات منتخبات طموحة تحسن تصنيفها، فهل تشهد كأس آسيا القادمة تغييرًا في خارطتها التنافسية؟