واصلت نسخة كأس العالم في قطر تحطيم الأرقام القياسية بعد انتهاء دور المجموعات؛ فقد حققت البطولة أعلى معدل حضور جماهيري فيما دخل منتخب المغرب التاريخ بتصدره لمجموعته، وتأهلت ثلاثة منتخبات تمثل قارة آسيا في ثمن النهائي للمرة الأولى.
شهد دور المجموعات العديد من الأحداث في مونديال قطر 2022؛ منها خروج المنتخبات الكبرى التي كانت على قائمة المرشحين للفوز بلقب كأس العالم منتخبات (ألمانيا والمكسيك وبلجيكا والدنمارك) بعد أن وقعت في كماشة الفرق المغمورة فكان منتخب اليابان أكثر منتخب يصطاد المنتخبات الكبيرة في هذه النسخة، إذ فاز على ألمانيا في الجولة الأولى وفاز على إسبانيا في الجولة الأخيرة.
منتخب اليابان الذي تأهل من مجموعة التصفيات الآسيوية كانت بدايته مهزوزة؛ فخسر من منتخب عمان ومن منتخب السعودية قبل أن يستدرك ويقف على أقدامه من جديد، ليُمسي أحد أكثر المنتخبات تحقيقًا لنتائج لافتة في مونديال قطر، ليرد على من كان يرى أنه منتخب يعيش مرحلة الشيخوخة، ويواصل السير لتحقيق الرؤية الكروية التي تهدف إلى الفوز باللقب بحلول عام 2050.
وسجل مونديال قطر العديد من العجائب في النتائج؛ ففي المجموعة الرابعة فرنسا هزمت أستراليا والأخيرة هزمت تونس فيما نجح نسور قرطاج بالانتصار على الديوك الفرنسية حاملة اللقب 2018.
كذلك المجموعة الأولى شهدت عجائب كروية؛ إذ تمكن المنتخب السعودي أن يهزم الأرجنتين فيما عاد التانغو ليهزم المكسيك قبل أن تحقق الأخيرة فوزها على السعودية.
ومن عجائب هذا المونديال أن اليابان هزمت المانشافت الألماني فيما تمكنت ألمانيا من الفوز على كوستاريكا التي فازت بدورها على اليابان، بينما نجحت البرتغال في الفوز على غانا، وفازت الأخيرة على كوريا التي انتصرت بدورها على البرتغال.
والسؤال الذي يطرح نفسه حاليًا، هل سيكون طريق المنتخبات الكبيرة والمرشحة سالكًا إلى دور الثمانية؟ وهل ستنتهي مغامرات منتخبات آسيا وأفريقيا في مونديال قطر 2022؟ أم سيشهد مونديال قطر استمرار سقوط الكبار بعدما سقطت منتخبات ألمانيا وبلجيكا والمكسيك والأورغواي والدنمارك؟
لم يشهد الدور الستة عشر حتى اللحظة أي مفاجآت؛ فقد تمكن منتخب هولندا من إنهاء مغامرات أولاد العم سام بفوزٍ سلسٍ وبنتيجةٍ مريحةٍ (3-1) في مباراة متواضعة كان واضحًا فيها فارق الخبرة الذي يميل لكفة منتخب الطواحين الذين كسبوا اللقاء بأقل مجهود، فيما أنهى منتخب الأرجنتين مغامرة منتخب الكنغرو الأسترالي الذي سجل مفاجأة بتأهله إلى الدور الثاني، وخرج كالحمل الوديع من أمام ميسي ورفاقه الذين تلاعبوا به.
يرى النقاد أن منتخبي الأرجنتين والبرازيل طريقهما لا عقبات فيه قبل المواجهة المرتقبة في الدور قبل النهائي، فيما ستكون مواجهات مبكرة بين منتخب فرنسا -حامل اللقب- مع منتخب إنجلترا ومواجهة مبكرة بين منتخب البرتغال ومنتخب إسبانيا، فهل تتحقق التوقعات أم لمونديال قطر كلمة أخرى؟