الدوحة تلك العاصمة الخليجية العربية الجميلة المطلة على بحر الخليج العربي، تستيقظ على كأس العالم كل يوم.. العاصمة التي تتجمل وتتزين وتكتحل بمرود العين وتتعطر بالمسك والعنبر وتفوح منها رائحة البخور الخليجي.. وترتدي ثوب الأناقة والعربي الأصيل.
الدوحة أرض الأحلام التي لا تنام.. وكيف لها أن تنام والعيون شوارد تراقب وتستمتع وتسجل وتوثق كل مشاهد المونديال فوق الأرض وتحت الأرض. في مشهد كرنفالي بديع تختلط فيه الألوان والثقافات والشعوب وتنصهر في صورة بانورامية أروع من لوحة الموناليزا!
جماهير المنتخبات في كل مكان في مواقع الاحتفالات وفي الأسواق (سوق واقف) الذي حطّم الرقم القياسي لسوق عكاظ وفي أزقة مشيرب قلب الدوحة الذي لا ينضب بالتلاقي والاستمتاع من طلوع الشمس حتى غروبها.. ومن غروب الشمس حتى شروقها.. والأمواج البشرية في درب لوسيل الذي يستقطب الملايين منذ انطلاق مونديال قطر.
لا يمكنك أنْ تُفوّت فرصة أجواء المونديال، فإذا كانت المنافسة على أشدها في استادات المونديال بين المنتخبات؛ فهناك منافسة عارمة بين جماهير المونديال بمختلف مشاربها لتقديم أفضل العروض الفنية وأهازيج التشجيع، باختصار شديد إنك تعيش لحظةً تاريخيةً رائعةً في أرض الأحلام.
ما يحدث تحت الأرض ليس بأقل ممّا يحدث فوق الأرض حيث "الريل" الذي يسجل تدفقًا عظيمًا من الأفواج البشرية تحمل مختلف الألوان في مسيرات نحو تشجيع المنتخبات العالمية التي بلغت المونديال.
كل موقع من مواقع المونديال يعيش مرحلةً جديدةً من الحياة خلال هذا المونديال الذي حقق نجاحاتٍ وأرقامًا قياسيةً لم تتحقق في مونديالات سابقة.. وما زال يسجل إحصائيات في الحضور والتنظيم والإبداع.
كأس العالم في قطر كأنها وُلِدت من جديد.. حيث قدّمها أصحاب العزيمة الفولاذية بطريقة مبتكرة بتفاصيل دقيقة جدًا، تنمّ عن عمل كبير وجبار نُفِّذ بنفس وصبر طويلين؛ ليكون مونديال قطر مونديال الأحلام.