على عكس ما قد يعتقده الكثيرون، فإن كرة القدم هي الرياضة الأولى في اليابان، رُغم شعبية رياضات أخرى مثل البيسبول أو السومو.
اندهش اليابانيون عام 1875 حينما رأوا لأور مرة مباراة كرة قدم، ونظّمها إرتشيبالد دوغلاس ضابط البحرية البريطانية بين جنوده على السواحل اليابانية وبعد ذلك بـ5 سنوات نظّمت اليابان أول مباراة كرة قدم محلية في تاريخها، بين ريغيتا كوب ويوكوهاما.
تأسس اتحاد كرة القدم الياباني عام 1921 وانضم إلى الاتحاد الدولي FIFA في 1929 ثم انضم إلى الاتحاد الآسيوي في 1954، وكانت أول مشاركة عالمية لليابان في كرة القدم هي أولمبياد برلين 1936، لتكون بذلك أول فريق آسيوي يتأهل إلى الأولمبياد.
وأصبحت اليابان ضيفًا دائمًا في كأس العالم منذ نسخة فرنسا 1998، بعد أن كان "الساموراي" منتخبًا مغمورًا حتى نهاية الثمانينيات، وتحديدًا حتى تُوج بلقب كأس آسيا 1992 على حساب السعودية.
مشاركات وإنجازات
فاز منتخب اليابان بكأس أمم آسيا لأول مرة في نسخة عام 1992 في مفاجئة كبيرة، وفي عام 1993 أطلق المسؤولون اليابانيون دوري المحترفين لكرة القدم لأول مرة في البلاد، وبعد ذلك التاريخ بخمس سنوات فقط، وصلت اليابان لأول مرة إلى منافسات كأس العالم.
أول مشاركات اليابان في كأس العالم، كانت في النسخة الـ16 التي أُقيمت في فرنسا عام 1998، ومنذ ذلك الحين نجح اليابانيون في حجز مكان ثابت لهم في النهائيات، وصولًا إلى مونديال قطر 2022، الذي سيحمل المشاركة السادسة للكرة اليابانية.
وفي الوقت الحاضر، تطورت كرة القدم اليابانية، إذ يتألق اللاعبون اليابانيون في عدة فرق في أوروبا، وأصبحت بطولة الدوري الياباني جذابة بشكل متزايد للتجار البرازيليين، من خلال وكلاء المراهنات.
ومن هؤلاء النجوم الذي تركوا بصمة في قارة أوروبا، كان كيسوكي هوندا، وهو أول لاعب ياباني يسجل في 3 نسخ من المونديال (2010، 2014، 2018). وفي مشاركات اليابان الـ6 الماضية، تجاوز الفريق الدور الأول 3 مرات، أعوام 2002، 2010، 2018، لكنه أُقصيَ من دور الـ16 على يد تركيا وباراغواي وبلجيكا تواليًا.
وفي كأس العالم روسيا 2018، أصبحت اليابان أول دولة آسيوية تهزم فريقًا من أمريكا الجنوبية عبر تاريخ المسابقة، بعد فوزها 2-1 على كولومبيا في مرحلة المجموعات، ووصل الساموراي إلى دور ثُمن النهائي لكنه خسر أمام بلجيكا بنتيجة 2-3.
وعلى مستوى بطولة كأس آسيا، غاب منتخب اليابان عن النسخ الثمانية الأولى من البطولة القارية، وانتظر حتى النسخة التاسعة، التي أُقيمت في قطر عام 1988، من أجل تسجيل حضوره الأول، حيث ودّع "الساموراي" تلك النسخة من الدور الأول.
ونجح اليابانيون في التتويج بلقب كأس آسيا 4 مرات في مشاركاتهم الـ9، وكان ذلك أعوام 1992 و2000 و2004 و2011، وخسروا النهائي الوحيد أمام قطر في بطولة 2019، كما شارك المنتخب الياباني في كأس القارات 5 مرات، وكان أفضل إنجازاته الوصول إلى المباراة النهائية لنسخة 2001، التي استضافتها اليابان مع كوريا الجنوبية، وفيها خسر "الساموراي" أمام فرنسا 0-1.
ويسعى المنتخب الياباني إلى كسر نحس التوقف عند دور الـ16؛ حيث لم يتجاوز هذا الدور، وسيسعى لإحداث مفاجئة كبرى خصوصًا لأنه يلعب في المجموعة الخامسة إلى جانب منتخبات كوستاريكا، ألمانيا وإسبانيا.
ويتولّى تدريب منتخب اليابان، المدرب الوطني هاجيمي موريياسو، مُنذ يوليو/ تموز 2018؛ وحظي مورياسو بالتفضيل على العديد من المدربين الأجانب، من بينهم الألماني يورغن كلينسمان، والفرنسي أرسين فينغر، حيث وقع الاختيار عليه خلفًا لمواطنه أكيرا نيشينو، الذي انتهت مهمته فور خروج اليابان من دور الـ16 لمونديال روسيا 2018.
وقاد موريياسو منتخب اليابان في 57 مباراة -ثاني أكثر مدرب خوضًا للمباريات مع الساموراي بعد زيكو- حيث فاز في 39 مباراة وتعادل في 8 وخسر في 10 مباريات، وهجوم الساموراي الأزرق سجّل تحت قيادته 126 هدفًا وتلقت شباكه 38 هدفًا فقط.
الطريق إلى قطر 2022
خاضت اليابان مشوارًا صعبًا من أجل الوصول إلى مونديال قطر، حيث في الجولة الثانية التمهيدية حضرت في المجموعة السادسة وتصدرت المجموعة بعدما فازت في 8 مباريات من أصل 8، وحصدت 24 نقطة وسجّل هجومها 46 هدفًا وتلقت شباكها هدفين فقط.
حلّت اليابان في المجموعة الثانية بجانب السعودية وأستراليا وعمان والصين وفيتنام، إذ فازت في 7 لقاءات وتعادلت في مباراة وخسرت اثنتين، لتنهي التصفيات في الوصافة خلف السعودية بـ 22 نقطة، وسجّل هجومها الأزرق 12 هدفًا في حين أن شباكها تلقت 4 أهداف.
القيمة السوقية
وفقًا لآخر تصنيف شهري أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA"، يحتل منتخب اليابان المركز الـ24 على مستوى العالم بواقع 1554.69 نقطة، وتبلغ قيمته السوقية في الوقت 131 مليون يورو؛ استنادًا لبيانات شبكة "ترانسفير ماركت" العالمية.
ويُعد صانع ألعاب فريق آينتراخت فرانكفورت الألماني، دايتشي كامادا، صاحب أعلى قيمة سوقية في قائمة المنتخب الياباني المشارِك في المونديال بواقع 22 مليون يورو، ويتساوى معه الظهير الأيمن لأرسنال، تاكيهيرو تومياسو، بنفس القيمة السوقية.
ويأتي ثالثًا من حيث القيمة التسويقية لمنتخب اليابان، لاعب ليفربول الإنجليزي السابق وموناكو الفرنسي حاليًا، تاكومي مينامينو بـ10 ملايين يورو؛ فيما يحتل جناح ريال مدريد السابق وريال سوسييداد الحالي، تاكيفوسا كوبو، المرتبة الرابعة بـ9 ملايين يورو.