النحس الكروي.. أمثال تؤكد هذه الخرافة

بواسطة mohammad.hussien , 6 يوليو 2020

WinWin

 

تحفل كرة القدم بأوقات ساحرة تلامس الخيال، وغالباً ما ترفع النجوم لمصاف الأساطير، وبعض الملاعب تصبح بمثابة المعابد لجماهيرها، لكن النتائج غالبا ما تقترن بالقدر، وخصوصا الهزائم منها. وقد يأتي النحس ليكون أحد العوامل المؤثرة في عالم المستديرة، فمثلا نجح أتلتيكو مدريد في فك النحس عندما توج بالدوري الإسباني بعد غياب دام 18 عاما، وانتظر آرسنال تسع سنوات كاملة ليعود لملامسة لقب كأس الاتحاد الإنجليزي العريق.

 

لكن بعض الأندية والمنتخبات لم تتمكن من وضع حد للنحس الذي يأتي بعد إنجاز كبير، ولا أدل على ذلك من خروج كل من فرنسا وإسبانيا وألمانيا من الدور الأول لبطولة كأس العالم 2002 و2014 و2018 مباشرة بعد نيلها اللقب في النسخة السابقة، بل ويمكن القول إن آخر منتخب تمكن من الاحتفاظ بلقبه بطلا للعالم كان قبل ستة عقود تقريبا حين نالت البرازيل لقبي 58 و62.

 

عاش بنفيكا البرتغالي نحسا من نوع آخر، حيث يعرف الجمهور هذا الأمر بـ "نحس جوتمان" وهو المدرب السابق في عقد الستينات حيث قاد الفريق البرتغالي للقب أوروبا ولكن بعد أن اختلف على البنود المالية مع إدارة النادي أطلق عبارته الشهيرة "أترككم وأتمنى لكم النحس. لن تفوزوا بأي لقب أوروبي على مدى السنوات المئة التالية". وحاولت إدارة النادي أن تفك هذا النحس بوضع تمثال كبير لبيل جوتمان مع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين يتأبطهما بين ذراعيه على مدخل الملعب لمكافحة النحس لكن دون طائل.

 

لعنة الغجر

 

وربما يتعيّن على أنصار بنفيكا أن يتابعوا نظراءهم في نادي أمريكا كالي الكولومبي. وبحسب الرواية فإنه عام 1948 ولدى اعتماد النظام الاحترافي في كولومبيا، لم ترق الفكرة لأحد أنصار الفريق ويدعى بنجامين أوريا وقال: "الاحتراف إلى الجحيم!" وأضاف: "افعلوا ما تشاءون بأمريكا كالي، لكني أقسم أمام الله أنه لن يتوّج من الآن وصاعداً بطلاً." لم يأخذ أحد أوريا على محمل الجد، لكن الفريق صام عن الألقاب لفترة طويلة امتدت زهاء 30 عاماً.

وفي إنجلترا قرر رئيس نادي بيرمينجهام الإنجليزي هاري موريس عام 1906 أن يترك شارع مونتيس ويستقر في ملعب سان أندروز ستاديوم ولأجل ذلك أزاح بعض مجموعات الغجر، ليضرب النحس النادي على مدى 100 عام، فتقلب الفريق بين الدرجات الدنيا وعرف الكثير من الفشل دون أن ينجح أحد في فك نحسه الطويل مع استثناء وحيد حين نال لقب كأس الرابطة عام 1963.

 

ويبدو أن النحس ذاته أصاب ديربي كاونتي أيضاً في نهاية القرن التاسع عشر. كان الأمر يتعلق بتغيير الملعب، فعندما طلب من مجموعة من الغجر ترك ملعب بيزبول جراوند حيث عاد ديربي ولعب لاحقا، يبدو أن الغجر لعنوا النادي وتمنوا له عدم الفوز بأي لقب. وبالفعل، فقد خسر ديربي كاونتي ثلاث مباريات نهائية في ستة مواسم، وعندما بلغ المباراة النهائية عام 1946، بعث بقائده جام نيكولسون آنذاك لحل القضية مع الغجر فكانت النتيجة فوز ديبري كاونتي على تشارلتون 4-1.

 

مشعوذون وقطط سوداء

 

في المقابل، استعان منتخب أستراليا بمشعوذ لفك نحس لازمه طويلاً وذلك من أجل مساعدته على بلوغ نهائيات كأس العالم المكسيك 1970. ويبدو أن المشعوذ قام بنحس جميع المنافسين لمنتخب السوكيروز على طريق التأهل. كان المنافس الأول لأستراليا نظيره منتخب روديسيا (زيمبابوي سابقاً)، ونجح المنتخب الأسترالي في حسم المباراة لمصلحته، وطالب المشعوذ بمقابل مادي من الاتحاد الأسترالي لكن يبدو أنه لم يحصل على مستحقاته. ومن أجل الانتقام، قام بنحس الفريق، لينتظر 32 عاماً لكي يتأهل مجدداً إلى النهائيات العالمية وبعد أن قام بعض الأستراليين بزيارة مشعوذ إفريقي لفك النحس.

 

وفي الأرجنتين كان أنصار إنديبندينتي يأملون أن يصيب النحس منافسهم التقليدي عبر جلبهم القطط السوداء إلى ملعب راسينج كلوب، فاستغلوا رحلة راسينج لخوض مباراة الإنتركونتيننتال عام 1967 ضد سلتيك جلاسكو ليقوموا بفعلتهم التي تمت بنجاح، فعلى مدى 34 عاماً، لم يتمكن راسينج كلوب من الفوز بأي لقب في الأرجنتين أو خارجها.
 

📅 #OTD in 2005, Liverpool became European champions for the 5th time after THAT game in Istanbul 🏆🏆🏆🏆🏆

🤔 Have you seen a better #UCL game?#OnThisDay | #MondayMotivation | @LFC pic.twitter.com/iaWpFQc0Cz

— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) May 25, 2020


ويعرف الجميع أن ملامسة الكأس قبل المباراة النهائية قد يجلب الخسارة، ولكن خاطر ثلاثة لاعبين بلمس كأس دوري أبطال أوروبا وهو في الطريق لبدء اللقاء، الفرنسي لودوفيك جيولي (قبل نهائي فريقه موناكو أمام بورتو عام 2004)، وجينارو جاتوزو (قبل نهائي فريقه ميلان ضد ليفربول عام 2005)، وأناتولي تيموتشوك (قبل مباراة فريقه بايرن ميونيخ ضد تشيلسي عام 2012)، والجميع يعرف الآن ماذا انتهت إليه النتائج، لقد خسرت الفرق الثلاثة اللقب، بل أن ميلان تقدم بثلاثية نظيفة قبل أن تنقلب الأمور، فيما عانى بايرن من نحس لا مثيل له فأهدر الكثير من الفرص وحتى من علامة الجزاء فشل لاعبوه ليخطف الإنجليزي اللقب من قلب ملعب آليانز آرينا.

Image
النحس.jpg