يشار إلى المنتخب المغربي بالبنان أينما كان، إذ يتمتع بسمعة كروية ورياضية واسعة الشهرة، إلا أن لغة الأرقام لا تصب في صالحه حيث يملك عدد ألقاب وتتويجات قليلة إذا ما قورنت بسجلات منتخبات أدنى منه في المستوى والقيمة، وربما حتى في التصنيف الدولي للفيفا.
بمشاركات معدودة، أخرج العرين الأطلسي أسودًا احتفى بهم تاريخ كرة القدم عبر الزمن، بدايةً من أول لقب أفريقي في عام 1976 حين تألق رفقاء المايسترو عبد المجيد الظلمي على أرض الحبشة، مرورًا بملحمة العبور للدور ثُمن النهائي في كأس العالم 1986.
وصولًا إلى المؤامرة الأسوأ في تاريخ المونديال، التي نُسجت خيوطها لإخراج المغرب من مجموعات كأس العالم 1998. انتهاءً بالوصول إلى الدوحة لخوض غمار كأس العالم قطر 2022، ويستذكر معكم موقع winwin بعض ألمع اللاعبين المغاربة بهذه المناسبة.
عبد المجيد الظلمي
المايسترو عبد المجيد الظلمي -كما يُطلق عليه- لاعب نحيل دقيق البنية قليل الانفعالات، مواصفات بعيدة كل البعد عن لاعب كرة قدم، خاصةً قامته القصيرة نسبيًّا (168 سم)، إذ نجح في إثبات نفسه وصنع اسمه مع المنتخب المغربي وقاده لأول لقب قاري عام 1976 في إثيوبيا.
وفي مسيرة الظلمي 76 مباراة دولية وهدفان اثنان، لكن عطاءه داخل الملعب وتواضعه خارجه، بالإضافة إلى انضباطه التكتيكي وقدرته على افتكاك الكرة بسرعة من لاعبي الخصم، كلها مقومات جعلت منه أسطورة مغربية، جمعت بين التتويج الأفريقي الوحيد في سجلات المغرب، والأداء العظيم في كأس العالم بالمكسيك 1986.
وطيلة 22 عامًا هي مسيرة المايسترو لم يتلقَ أي بطاقة خلال مشواره حتى اعتزل نهائيًا عام 88، وبفضل لعبه النظيف ودماثة أخلاقه داخل الملعب وخارجه كرمته منظمة اليونسكو بجائزة اللعب النظيف عرفانًا وتقديرًا لأخلاقه الرياضية الرفيعة.
أحمد فراس
يعد المهاجم المغربي الأفضل، فلغة الأرقام أنصفته كما أنصف المغاربة ومنتخب بلاده بأدائه اللافت طوال مسيرته التي بدأت مع فريق شباب المحمدية في الدوري الوطني، رافضًا كافة عروض الاحتراف التي انهالت عليه، خاصة بعد خوضه أول كأس عالم له والأولى أيضًا لأسود أطلس عام 1970.
لم يكن عليه تقديم الكثير، لكن المهاجم أحمد فراس حرص مع أبناء جيله على تغيير دفة التاريخ الكروي نحو شواطئ الأطلس، حين حقق مع منتخب بلاده لقب كأس الأمم الأفريقية 1976، ونال لقب أفضل لاعب في البطولة، وجائزة أفضل لاعب في أفريقيا عام 1975، محرزًا طيلة عطائه مع منتخب بلاده 36 هدفًا، جعلته على رأس قائمة هدافي المغرب عبر التاريخ، بالإضافة إلى 94 مباراة دولية وضعته في المركز الثاني خلف نور الدين النيبت صاحب أكثر مشاركات دولية حتى الآن برصيد 115 مشاركة.
مصطفى حاجي
امتاز حاجي بجماليات فنية على أرض الميدان جعلته يتحكم في رفع سرعة الأداء وتزويد المهاجمين بالكرات التي تشكل تهديدًا مباشرًا على مرمى الخصوم، كما شارك في نسختين من كأس العالم 1994-1998 ضمن الجيل الذهبي، إلى جانب أسلوب لعبه الفردي، الذي يذكرنا بهدفه في مرمى الحارس نادر السيد أمام منتخب مصر في التصفيات أو هدفه في منتخب النرويج في كأس العالم 98.
واعتمد المدربون على حاجي بديلًا ليقلب موازين المباريات ويحسمها لصالح منتخب بلاده، وحصل المهاجم على لقب أفضل لاعب في أفريقيا عام 1998، وشارك خلال مسيرته مع الفريق الوطني في 63 لقاءً دوليًا، محرزًا 13 هدفًا.
نور الدين نيبت
افتتحت أبواب الشهرة أمام القائد نيبت مبكرًا مع تصفيات كأس العالم 1994، والتي شهدت تألقه والوصول بفريقه إلى كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخ المغرب لكن دون تحقيق أي انتصار، كما شهد على عصر الجيل الذهبي الذي كرر نفس الإنجاز وصعد على حساب كبار قارة أفريقيا إلى كأس العالم على التوالي في فرنسا 1998.
وشهدت تلك البطولة مؤامرة ضد أسود أطلس انتهت بهم خارج البطولة، بل وتسببت في تغيير قوانين والفيفا واللوائح لمنع تكرار ذلك مجددًا، بعدما انتهت أحلام جيل ذهبي بقيادة مصطفى حاجي والقائد نيبت.
على مستوى الأندية، كان نيبت سبّاقًا في حصد البطولات مع ناديه ديبورتيفو لاكورونيا، بلقب الدوري الإسباني عام 2000، ولقبين لكأس ملك إسبانيا، ومثليهما لكأس السوبر، ووصل بفريقه إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2004.
أما مع أسود أطلس فشارك في نسختين لكأس العالم (1994-1998) وكان قاب قوسين من تحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية، لكن ذهب اللقب إلى الجارة تونس في عام 2004، وحل المغرب وصيفًا، وفي مسيرته أكثر عدد من المشاركات الدولية برصيد 115 مباراة. بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه من الجيل الحالي.
بادو الزاكي
الحارس العربي الأفضل في القرن العشرين، لقب لم يأتِ من فراغ، فالزاكي حارس موهوب في هذا المركز باقتدار، وهو ما انعكس على أدائه مع منتخب بلاده طول مسيرته أو مع فريقه الإسباني ريال مايوركا وقاده إلى نهائي كأس ملك إسبانيا للمرة الأولى في تاريخه.
كما كان الزاكي حاضرًا مع الجيل الذهبي صاحب الأداء العالي في كأس العالم 1986 إذ دافع عن مرماه ولم يتلقَ خلال 4 مباريات سوى هدفين فقط. أما على المستوى الفردي فهو من الحراس القلائل الذين حصدوا جائزة أفضل لاعب في أفريقيا وذلك عام في نفس العالم 86، بخلاف تألقه وتحقيقه لقب أفضل حارس في الليغا ثلاث مرات مع العديد من الألقاب المحلية بصحبة فريقه الوداد.