بولبابة الهرابي
يحتاج الطريق إلى المجد الرياضي إلى الجهد والمثابرة وأيضاً إلى سند وظهر يرتقي عليه الرياضي نحو منصات التميز، وإن تفوق بعض النجوم في مختلف الرياضات لطالما كان وراءه صانعٌ، تتجلّى مهمته في التأشير إلى دروب النجاح والتحفيز لتجاوز مطبات الإحباط والفشل.
بعض مشاهير الرياضة اليوم ممن بلغوا أعلى درجات التفوق والثراء، لطالما كان وراء نجاحاتهم أشخاص يشكلون لهم دوماً مصدر طاقة للتغلب على العراقيل ومحفزاً فعالاً لتحقيق المبتغى المنشود؛ مثل: زوجة الإيرلندي كونور ماكغريغور بطل الفنون القتالية المختلطة، ووالدة كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي، وزوجة المصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنكليزي، وأيضاً زوجة السويسري روجيه فيدرر نجم الكرة الصفراء، وغيرهم كثيرون.
ماكغريغور.. زوجته السند الوحيد
منذ 8 سنوات خلت، كان حلم كونور ماكغريغور الإيرلندي الفقير أن يصبح بطلاً في الفنون القتالية المختلطة، كان يقضي يومياً فترات طويلة في التدريبات داخل القاعة الرياضية في بلدته، لتحقيق النجاح في هذه الرياضة التي كانت سبيله الوحيد نحو حياة أفضل، ولم يكن أحد يؤمن بطريقه هذا سوى زوجته ديي ديلفين.
في ظل الظروف المعيشية الصعبة لكونور وعدم حصوله على عمل لمدة طويلة، تكفلت ديلفين بمهمة العمل وتحملت جميع الظروف القاسية بهدف تأمين المصاريف اليومية لزوجها كونور حتى يحقق مبتغاه. كانت ديلفين تعمل بكد طول اليوم مقابل توفير المال لشراء الطعام والمكملات الغذائية، إيماناً منها أن كونور سينال مراده يوماً ما.
ولم تذهب تضحيات ديلفين سدى؛ لأن ماكغريغور نجح في بلوغ مراده وتحقيق بطولة العالم في الفنون القتالية، ولم ينكر كونور عقب اعتلائه منصة التميز فضل زوجته عليه، فقد اعترف بجميلها علناً أمام الجميع، وبأنها "سنده الوحيد" وصانعة مجده أيضاً. ويحرص ماكغريغور -أثرى الرياضيين في العالم حالياً- على توفير الراحة والرفاهية لزوجته المكافحة، وفي آخر نزال له مع الأميركي دونالد سيروني والذي أنهاه في 40 ثانية فقط، حصل المقاتل الإيرلندي (31 عاماً) على 80 مليون دولار؛ أي بزيادة 30 مليون عن أرباح المواجهة التي خسرها ضد خبيب نورماغوميدوف.
ماجي كلمة السر لنجاح صلاح
رأى بعضهم أن ماجي محمد صادق زوجة محمد صلاح نجم ليفربول الإنكليزي هي سر من أسرار نجاحه، والداعم الأول والقوي لمواصلة مسيرته الاحترافية وتحقيق الإنجازات. وإنّ بعد ماجي عن الأضواء وظهورها الشحيح مع زوجها في حفلات تسليم الجوائز لا يعني أنها لا تهتم بما يدور حول زوجها، فهي الطوق الحامي له من مغريات الشهرة والنجومية.
وتشير بعض المواقع إلى أن زوجة صلاح تهتم كثيراً بزوجها وبابنتهما، وتستمر دائماً في نصحه لتثبيت قدميه على أرض الواقع في ظل موجة المغريات في عالم الأضواء. كما لا تتوانى عن مساندته لاسيما في فترات الشك المقترن بتراجع المستوى سواء مع فريقه أو مع منتخب مصر، ليستطيع الاستمرار في إبداعه داخل الملاعب.
أنتونيلا.. توازن ميسي النفسي
إلى جانب الموهبة التي قادته إلى القمة، تعد أنتونيلا روكوزو رفيقة درب النجم ليونيل ميسي من أبرز صناع تألق "البرغوث" ونجاحاته الفردية والجماعية. وأشارت وسائل إعلام عالمية إلى أن الحياة الكروية والاجتماعية السعيدة لميسي تسهم فيها أنتونيلا إسهاماً واضحاً، فهي السبب في سعادة صاحب الكرة الذهبية ونجاحه 6 مرات.
وقد أثمرت العلاقة العاطفية الممتدة منذ أيام الطفولة بين ميسي وأنتونيلا، استقراراً نفسياً للدولي الأرجنتيني لا سيما بوجود أبنائه الثلاثة تياغو وماتيو وتشيرو. وكثيراً ما يمدح ميسي زوجته ويصفها بأنها "إنسانة رائعة وشريكة مميزة خاصة في اللحظات الصعبة". ويعيش ميسي في أجواء عائلية جيدة مع زوجته وأطفاله، وهذا ما يمنحه التوازن النفسي فوق المستطيل الأخضر ليواصل إبداعاته ولوحاته الفنية.
مهندسة نجاح رونالدو
في قصة نجاح البرتغالي كريستيانو رونالدو، تظهر خطيبته جورجينا على أنها جزء من قصة نجاحه التي أبدعت والدته ماريا دولوريس في وضع أسسها الأولى الصحيحة، فهي المهندسة والمخططة لهذه المسيرة الكروية اللامعة وخطه الدفاعي الأول لصد الأزمات وكسر الصعوبات. عندما كان رونالدو في سن الرابعة عشرة أملتِ الحاسة السادسة على ماريا دولوريس قرار إيقاف نجلها عن الدراسة وتركيز كامل جهوده على موهبته الكروية الفذة، وهذا القرار كان رهاناً صعباً في البداية، لكنها كسبته لا سيما عند حصول ابنها على أول عقد احترافي مع سبورتينغ لشبونة موسم 2002-2003، ومن ثم تدرّج إلى أعلى درجات النجومية.
كانت دولوريس خير سند لابنها ليس بدفعه نحو القمة فحسب وإنما لبقائه فيها، ودافعت عنه بشراسة خلال مرور نجلها بأزمات صعبة كتلك التي ألمت به بعد خروجه من ريال مدريد وانتقاله إلى يوفنتوس الإيطالي (بتهمة الاغتصاب والتهرب الضريبي). عندما يتعلق الأمر بابنها لا تتوانى دولوريس عن انتقاد أي كان، ولعل تصريحها الأخير حول جائزة الكرة الذهبية أبرز دليل على ذلك عندما صرحت لصحيفة آس الإسبانية قائلة: "هناك "مافيا" تتحكم في كرة القدم، ولو لم تكن هذه "العصابة"، لفاز ابني بأكثر من 5 كرات ذهبية".
ميركا.. وقود طاقة فيدرر
في كل مرة كان يسدد فيها الكرة أو يكسب نقطة، كان روجيه فيدرر أسطورة التنس السويسري ينظر نحو المدرجات باحثاً عن نظرة محفزة وإشارة مشجعة من زوجته ميركا. وتعد ميركا خير رفيق لزوجها فيدرر في ترحاله بين بطولات العالم، وتحرص على مساندته وتهتف باسمه بوصفها مشجعة عاشقة لا زوجة لاعب تنس.
وقد أكد فيدرر في مرات عدة أن ميركا ليست زوجته فحسب، بل هي الأم والأب والابنة والأخت والمدربة ومديرة الأعمال، إنها كل شي في حياة المايسترو، فهي بنظره بمثابة الطاقة والروح التي يستمدها منها لهزم الخصوم. شهدت ميركا أمجاد فيدرر في عالم الكرة الصفراء، وتحقيقه البطولات تلو الأخرى، وأصبح الأكثر تحقيقًا لبطولات الغراند سلام برصيد 18 لقباً.
آنا.. الغذاء الروحي لليفاندوفسكي
كشف البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ الألماني عن أن زوجته آنا هي سر بقائه في قمة لياقته البدنية المساعدة على ممارسة موهبته التهديفية في الدوري الألماني. وتعتني آنا المتخصصة في عالم التغذية السليمة بنظام زوجها الغذائي بهدف مده بالطاقة والحيوية اللازمتين وتجنيبه الإصابات العضلية التي يتسبب فيها غالباً نقص العناصر الغذائية المهمة أو غيابها.
وكشفت آنا أنها تعد خلطة سحرية لزوجها وهي عبارة عن مزيج مكون من الأعشاب والتوابل الطازجة، وتساعد ليفاندوفسكي (31 عاماً) على تطوير أرقامه التهديفية مع النادي البافاري، 51 هدفاً في موسم واحد. ولا يقتصر مدلول الاهتمام الغذائي لآنا بزوجها ليفاندوفسكي على تحقيق التوازن اللياقي لمهاجم بايرن ميونيخ، بل يتعدى إلى الجانب النفسي؛ لأن هذه الرعاية تولد الثقة المطلوبة للبقاء في أعلى مستويات التركيز.