winwin
تعيش الكرة المغربية على غرار الدوريات العربية الأخرى على وقع الكثير من المشاكل التي تتعلق بجوانب عدة، خاصة الفنية منها والمادّية إضافة إلى النقائص المسجلة على مستوى التسيير والبنى التحتية وإغفال الاهتمام بالفئات العمرية وطريقة تكوين الأجهزة الفنّية، وكذلك التخبّط الذي يصاحب تجسيد نظام احتراف حقيقي على مستوى الأندية، وتضاف إلى ذلك أكبر مشكلة تعاني منها الكرة العربية في السنوات الأخيرة وهي تفاقم ظاهرة شغب الملاعب.
دفع هذا الوضع الهيئات الكروية في المغرب وعلى رأسها اتحاد الكرة لاستنفار كل القوى قصد إيجاد حلول لهذه المشاكل المتراكمة، على غرار إقامة الملتقيات والمحاضرات لأجل التحسيس بضرورة إصلاح الوضع قصد النهوض بالكرة المغربية. و من أبرز الحلول التي تم اللجوء إليها: الاستعانة بخبرات رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم "الليغا" من خلال توقيع مذكّرة شراكة وتفاهم.
ووقع هذه المذكرة رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس، ونظيره سعيد الناصيري رئيس رابطة الكرة المحترفة المغربية بالعاصمة الإسبانية مدريد، وتهدف أساسا لتبادل الخبرات بين الطرفين في عدة ميادين منها التسيير الإداري، وطريقة تكوين الشركات الرياضية التي تدير شؤون الأندية، إضافة إلى الجوانب التسويقية والتجارية والبث التلفزيوني وكذلك تطوير منافسات الدوري المغربي، من أجل تحسين صورته على المستويين القاري والدولي.
كما تستهدف هذه الخطوة أيضا محاولة ضمان الابتعاد عن أي شكل من أشكال الظواهر السلبية التي تحاصر المنظومة الكروية، من خلال توحيد الجهود للتصدي للتلاعب بنتائج المباريات ومكافحة كل مظاهر العنصرية والتمييز والإقصاء في عالم الرياضة، إضافة إلى ترسيخ آليات مجابهة عنف وشغب الملاعب الذي استفحل بشكل مخيف في الدوري المغربي خلال السنوات الأخيرة.
وكان رئيس الاتحاد فوزي لقجع قد شدّد في أكثر من مناسبة، وأبرزها خلال اليوم الدراسي الذي أقيم بقصر المؤتمرات بمدينة الصخيرات صيف العام الماضي، على مسؤولي أندية كرة القدم أن يتداركوا الأخطاء التي وقعوا فيها، وأن يهتموا بالبنى التحتية والتكوين العلمي على مستوى اللاعبين والمدربين.
ويتوسّم الفاعلون في الكرة المغربية خيرا من الخطوة التي انتهتجتها رابطة الدوري المغربي مع نظيرتها الإسبانية قصد الرقي بقطاع كرة القدم، امتدادا للعديد من الخطوات التي تم القيام بها في السابق من خلال عقد العديد من الملتقيات وإلقاء المحاضرات للتفكير في إيجاد مقترحات وحلول ناجعة لإصلاح وضع المنظومة الكروية، ومعالجة الأخطاء المرتكبة في السابق.
وتمثّل مذكّرة التفاهم الموقعة بين الرابطتين، خطوة قوية من الجانب المغربي بشكل خاص لتحقيق الطفرة المرجوة على مستوى الكرة المغربية، التي ستستفيد من دون شك وتستغل الخبرة الإسبانية كـ"طوق نجاة" لتطوير منظومتها الكروية، انطلاقا من المكانة المرموقة التي تحتلها "الليغا" وسط أكبر أمم كرة القدم على مستوى أوروبا والعالم.