محمد خيري الجامعي
يخطف نهائي دوري أبطال أوروبا أنظار العالم بأسره، ويُطلق العنان لأحلام واسعة بدخول الفريق المُتوَّج التاريخ من أوسع أبوابه والتربع كروياً على عرش أوروبا؛ لذلك يحبس النهائي أنفاس الجماهير واللاعبين والمدربين، فتصبح قلوب المولعين بسحر كرة القدم نابضة على إيقاع النهائي وكواليسه.
ظلت قصص مثيرة ولحظات خالدة محفورة في تاريخ نهائيات دوري الأبطال، فطريق التتويج ليس سهلاً ومطبات السقوط المدوي كثيرة، فالبقاء في السباق يكون دائماً للفريق الأقوى بدنياً وفنياً طيلة مشوار البطولة، لكن للدور النهائي طقوسه الخاصة ونواميسه الدقيقة، بعيداً عن الرهان الرياضي وصراع الجبابرة داخل الميدان.
ستكون لقطة واحدة ولمسة صغيرة كفيلة بالقضاء على حلم أي فريق في نيل دوري أبطال أوروبا؛ لذلك تعد لقطة لمس كأس دوري الأبطال قبل الدخول لأرضية الميدان من طرف أي لاعب "حركة ملعونة"، تؤدي إلى إجهاض آمال الفريق الذي لمس أحد لاعبيه الكأس في التتويج باللقب الأغلى للأندية في أوروبا.
وصار لمس كأس الأبطال قبل صافرة الحكم في نهائي الأبطال مثل حقل الألغام يُمنع الاقتراب منه، ويتجنب اللاعبون فخ الوقوع في لعنته تفادياً لسيناريوهات سابقة كانت شاهدة على تبخر أحلام العديد من الفرق.
ضحكة جيولي القاتلة
شهد ملعب فيلتينس أرينا لنادي شالكه الألماني سنة 2004 حادثة غريبة، فعندما كان فريقا موناكو الفرنسي وبورتو البرتغالي يتأهبان للدخول لخوض نهائي دوري الأبطال، وقع المحظور؛ إذ توجّه لاعب موناكو لودوفيك جيولي نحو الكأس ولمسها مع ابتسامة عريضة، فسقط موناكو بثلاثية نظيفة أمام بورتو تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزييه مورينيو حينها.
صدمة ملعب أتاتورك
يعد النهائي الأشهر بين ميلان وليفربول سنة 2005 واحداً من أشهر نهائيات دوري الأبطال، في ظل العودة التاريخية لليفربول أمام النادي الإيطالي وتمكنه من خطف اللقب بعد أن كان متأخراً بثلاثية في النتيجة، وإلى حد هذه اللحظة ما يزال بعض المتابعين يفككون طلاسم النهائي الدراماتيكي وألغازه، لكن حركة واحدة في أثناء الشوطين ألقت الضوء على سر خسارة ميلان للنهائي، وهو ما قام به المقاتل الشرس غينارو غاتوزو عندما لمس الكأس في أثناء عودته إلى حجرات الملابس بين الشوطين.
تهديدات كاراغر
"لو رأيت الكأس هناك إياك أن تلمسه... سأقتلك لو فعلت". بهذه الكلمات توجّه كاراغر إلى قائد ليفربول الفذ ستيفن جيرارد، محذراً إياه من لمس كأس رابطة الأبطال قبل الدخول إلى الملعب في المباراة النهائية الشهيرة ضد ميلان 2005.
لمس ستيفين جيرارد الكأس في أثناء عبوره من أمامها، ولديه رغبة جامحة في الاقتراب منها، لكن تهديدات كاراغر بالقتل ظلت تدندن في أذنيه، فقرر ترك الكأس والتوجه إلى الملعب منفذاً نصيحة زميله في ليفربول الذي كان يدرك تماماً لعنة لمس كأس رابطة الأبطال في النهائي.
لهفة تيموشوك
قضى أناتولي تيموشوك على أحلام بايرن ميونيخ في التتويج بدوري أبطال أوروبا، ليس لكونه سجّل هدفاً في مرماه، وأهدر ضربة جزاء في الوقت القاتل من المباراة النهائية ضد تشيلسي، لكن لأنه وقع في المحظور عندما دفعته اللهفة المفرطة في لمس كأس الأبطال قبل بداية المباراة، دون معرفته بالعواقب الوخيمة للحركة الملعونة التي عصفت بمصير العديد من الأندية في النهائيات قبل ذلك. وخسر النادي البافاري حينها المباراة النهائية ضد تشلسي في ملعب أليانز أرينا في ميونيخ بركلات الترجيح بعد أن انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.