WinWin
منذ لحظة التعاقد مع المدرب التونسي نبيل معلول بصفة مدير فني لـ منتخب سورية، والسؤال الاكثر إلحاحاً على اتحاد كرة القدم: من أين ستُدفع رواتب معلول؟ الإجابات المبدئية كانت أن الاتحاد الآسيوي للعبة سيتكفل بدفع المستحقات المالية للمدرب، كما جرى سابقاً مع الألماني بيرند شتانغه، ليأتي قانون "قيصر" ويجهض هذه الفرضية.
وتلقى الاتحاد السوري خطابا من الاتحاد الآسيوي أكد فيه عدم مقدرته التصرف بالأموال السورية المجمدة لديه، بعد تشديد العقوبات الأمريكية على سورية وإقرار الحكومة الماليزية تجريم التعامل المالي مع الجهات والأشخاص السوريين نتيجة للقانون، ماجعل الاتحاد الآسيوي يمتثل لهذا الأمر؛ لكونه يخضع للقوانين الماليزية؛ حيث يقع مقره الرئيسي في العاصمة كوالالمبور.
الفرضية الثانية هي أن تدفع الحكومة السورية الرواتب، وهو أمر يبدو مستحيلاً مع ترشيد الإنفاق الذي تتبعه الحكومة في الوقت الحالي، ويكفي العلم أن رواتب معلول والجهاز المساعد منذ التعاقد معه وحتى الآن تجاوزت 360 ألف يورو؛ أي مايقرب من 900 مليون ليرة سورية بحسب سعر الصرف الرائج، وهو ما يعني استحالة تكفل الحكومة بمثل هذه المبالغ، وهي أصلاً تعاني الكثير من تبعات الحرب.
الفرضية الثالثة التي تدور في الكواليس، هي أن طرفاً ثالثاً من اتحاد دولة تسعى للتقارب مع سورية ستتكفل برواتب معلول ومعاونيه، وهو أمر محفوف بالمخاطر بالنسبة إلى اتحاد الكرة إذا ما ذهب باتجاه هذا الخيار الذي قد يعجل برحيله عن المشهد الكروي، وله فيما حصل باتحاد صلاح رمضان عبرة عندما وقع عقداً لخدمة الكرة السورية، فكانت نتيجته الإطاحة باتحاده في العام 2017.
ليبقى السؤال المطروح: إلى متى سيصبر معلول والجهاز المساعد بدون رواتب؟ مع المعلومات التي تشير إلى حالة التململ التي أصابت المدرب، وعدم وجود حل لهذا الأمر، وما الخطوات التي سيتخذها اتحاد الكرة ليتخلص من المأزق الذي وضع نفسه فيه والذي لايبدو سهلاً على الإطلاق؟