مسعود علّال
أصدر القضاء الجزائري أمرا بالحبس المؤقت في حق مدير فريق ينشط في الدوري الجزائري لكرة القدم وكذلك وكيل أعمال لاعبين، بالإضافة إلى وضع شخصين آخرين تحت الرقابة القضائية، على خلفية فضيحة الفساد التي ضربت المنظومة الكروية في الأسابيع الأخيرة، إثر تسريب تسجيل صوتي يشير بوضوح إلى محاولات لترتيب نتائج مباريات بالدوري، إذ يعد أمر الحبس المؤقت في حق أشخاص متورطين بالفساد سابقة في تاريخ كرة القدم الجزائرية.
أمر قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي أمحمد بالعاصمة الجزائرية، ليلة الأحد بإيداع وكيل الأعمال نسيم سعداوي الحبس المؤقت، إذ وجهت له اتهامات تتعلق بالمساس بحرية الأشخاص والتشهير، كما يواجه أيضا تهمة تسجيل أشخاص من دون رخصة، بحسب ما كشف عنه الاتحاد الجزائري لكرة القدم في بيان.
وأضاف بيان الاتحاد الجزائري أن القاضي أمر أيضا بإيداع المدير العام لفريق وفاق سطيف فهد حلفاية الحبس المؤقت، موضحا أن حلفاية يواجه تهمة صريحة بترتيب نتائج المباريات، بالإضافة إلى وضع شخصين آخرين لهما علاقة بالقضية تحت الرقابة القضائية في انتظار استكمال التحقيقات حول هذه القضية، ما قد يؤدي لسقوط "رؤوس" أخرى.
وفتح القضاء الجزائري تحقيقا في هذه القضية على خلفية الشكوى التي أودعتها وزارة الشباب والرياضة في نهاية شهر مايو/أيار الماضي، إذ تأسست كطرف مدني، ووقتها عبر وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي عن استيائه وتنديدده بالتفاصيل التي حملها التسجيل الصوتي، متعهدا بالمضي قدما في محاربة كل أشكال الفساد الرياضي. وفي سياق ذي صلة كشفت جريدة "البلاد" المحلية عن أن كلا من سعداوي وحلفاية يواجهان شبح عقوبة 10 سنوات سجن بسبب هذه القضية.
وأصدرت وزارة الشباب والرياضة الإثنين بيانا على حسابها الرسمي في "فيسبوك"، كشفت فيه عن أنه جرى عقد اتفاقية بين الوزارة والهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته في الوسط الشبابي والرياضي، كما جددت الوزارة عزمها على التصدي لكل أشكال الفساد واجتثاثه من الجذور، وذلك ساعات فقط بعد صدور أمر قاضي التحقيق بحبس المتورطين في قضية الفساد.
وشهد منتصف شهر مايو/أيار الماضي تفجير أزمة جديدة ضربت سمعة الدوري الجزائري ونزاهته في الصميم، بعد أن تم تسريب تسجيل صوتي يشير إلى ترتيب نتائج مباريات وتحديد "مسبق" لهوية الأندية التي ستسقط إلى الدرجة الثانية مثل نجم مقرة ونصر حسين داي وشباب أهلي البرج، وكذلك الأندية التي ستنافس على اللقب مثل وفاق سطيف وشباب بلوزداد مولودية الجزائر وشبيبة القبائل.
وتسببت هذه القضية في حالة طوارئ بمختلف الهيئات الكروية على غرار الاتحاد الجزائري للعبة ورابطة دوري المحترفين، خاصة بعد أن تدخلت وزارة الشباب والرياضة في الموضوع ببيان نددت فيه بهذه الممارسات، ورفعت دعوى ضد مجهول على مستوى العدالة، للتأكد من صحة التسجيل ومن ثم متابعة المتورطين قضائيا، وبالفعل أصدرالاتحاد والرابطة أيضا عدة بيانات تشجب هذه الممارسات، متعهدين بمحاسبة المذنبين في حال إثبات وجود تلاعب وتجاوزات.