أقصى الوحدات غريمه التقليدي الفيصلي من الدور ربع النهائي لبطولة كأس الأردن لكرة القدم بعدما تغلّب عليه بركلات الترجيح (6-5)، إثر تعادل الفريقين بهدف لمثله، في المباراة التي شهدها استاد الملك عبد الله بالعاصمة عمّان مساء الجمعة وغابت عنها الجماهير بقرار رسمي من اتحاد اللعبة إثر توصية أمنية بذلك جراء حالة الاحتقان التي سبقت المباراة، وخطاب الكراهية الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من جمهوري الناديين.
وبعد انتهاء المباراة، تفاجأت الجماهير بحادثة جاء وقعها مؤلما على الأوساط الرياضية؛ إذ قُتِل طفل لم يتجاوز الـ12 ربيعًا من العمر يُدعى حسن هيثم أبو رمضان، بعد خروجه للاحتفال بفوز فريق الوحدات في حي ماركا الكائن شمال العاصمة عمان، لكنه فُوجئ بحجرٍ قذفه عليه حَدَثٌ آخر أدّى إلى وفاته، في سابقة غريبة لم يعهدها المجتمع الأردني من قبل.
خبر وفاة هذا الطفل الذي انتشرت صورته كالنار في الهشيم بشتى وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي طرح تساؤلات جادة من النخب الرياضية والثقافية وحتى السياسية حول مدعاة لعبة كرة القدم إذا كان التعصب الأعمى سيتسبب في إزهاق أرواح بريئة.
وكان الاتحاد الأردني قرر أن تقام مباراة الوحدات والفيصلي دون حضور جماهيري إثر حالة الاحتقان التي شهدتها وسائل التواصل الاجتماعي وتخللها خروج عن الأعراف من جانب بعض المشجعين الذين تجاوزت نظرتهم إلى المباراة الإطار التنافسي الرياضي المتعارف عليه، ما جعل الجهات الأمنية توصي بإبعاد الجماهير عنها خوفًا من حدوث ما لا تُحمَد عقباه.
لكن المحظور وقع عندما سقط الطفل حسن صريعًا، والذي شاركت إدارة الوحدات في مراسم عزائه، وأصدرت بيانًا أكّدتْ فيه أن هذه الحادثة لا تمُتّ بصلة لأخلاق المجتمع الأردني، داعيةً جماهير النادي إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية.
ويقف الاتحاد الأردني لكرة القدم هذه الأيام أمام تحدٍّ آخر يتمثل في طريقة إخراج مباراة أخرى ينتظر أن تجمع الوحدات والفيصلي في مرحلة إياب دوري المحترفين والمقررة مسبقًا على استاد الملك عبدالله يوم الجمعة 28 الشهر الجاري وهي القمة المتوقع أن تكون حاسمة على لقب الدوري للموسم الحالي.
وأظهرت إدارتا الناديين حالةً من الحرص على أن يتم إخراج هذه الموقعة بصورة حضارية؛ لكن الاحتياطات الأمنية قد تدفع باتحاد الكرة إلى اتخاذ تدابير خاصة لمنع حدوث شغب أو مظاهر سلبية تشوه هذه القمة المرتقبة.
الجدير ذكره أن مباراة الوحدات والفيصلي بكأس الأردن جرت لحساب الدور ربع النهائي واقتصر الحضور فيها على رئيسي الناديين وجمع قليل من الإداريين، فيما غابت الإثارة عن مجرياتها بسبب غياب الجماهير للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.