الطالبي في مهمة صعبة مع تونس لإيقاف نجوم فرنسا

بواسطة Trainee1.winwin , 29 نوفمبر 2022

يقف التونسي منتصر الطالبي على أرض صلبة بفضل قدراته الدفاعية التي تؤهله للمشاركة أمام فرنسا، غداً الأربعاء، ولعب دور "صمام الأمان" ضد هجوم الديوك الذين يدخلون مواجهة "نسور قرطاج" وهم بالفعل في دور الستة عشر من كأس العالم قطر 2022.

انتقل الطالبي من الترجي التونسي إلى لوريان الفرنسي مروراً بروبن كازان الروسي، وفي حين يستعد التونسي لمواجهة فرنسا حيث ولد وترعرع، ويعلق منتخب "نسور قرطاج" آماله على المدافع الدولي للحدّ من خطورة مهاجمي "الديوك" في مسعاه للفوز وضمان تأهل تاريخي للدور ثمن النهائي.

لم تساور الشكوك الطالبي بشأن استدعائه من قبل المدرب الوطني، جلال القادري، لخوض العرس الكروي العالمي في قطر، فكان عند ثقته بعد أداء مشرّف في التعادل السلبي أمام الدنمارك والخسارة أمام أستراليا 0-1 لينال أعلى معدل من النقاط بين أقرانه في تقييم صحيفة "ليكيب" الفرنسية.

شدّد الطالبي بعد التعادل أمام الدنمارك على أن منتخب "نسور قرطاج" لم يعرف "كيف نستغل الفرص"، مضيفاً: "قدّمنا مباراة كبيرة لكن كانت تنقصنا اللمسة الأخيرة، درست تونس نقاط ضعف المنافس وقوته بشكل جيد ولعبنا لتحقيق نتيجة جيدة، مجموعتنا صعبة لكن هدفنا كتابة التاريخ والحصول على تذكرتنا للدور الثاني"، في سادس مشاركة للبلاد في النهائيات.

ولد في فرنسا وتألق في تونس 

ولد الطالبي في باريس وقرر ارتداء القميص التونسي ليدافع عن ألوانه في 25 مباراة دولية (سجل هدفاً)، ليؤكد أن مواجهة بلد ولادته ونشأته ستكون مباراة خاصة، حيث قال ابن الـ 24 عاماً الفارع الطول (1.90 م): "اذا لم أقل إنها مباراة خاصة، فحينها سأكون كاذباً. أملك الجنسيتين؛ إذ ولدت وترعرت في فرنسا، وهناك العديد من اللاعبين بحالة مماثلة".

وأضاف "بالطبع ستكون مباراة خاصة، ولكن قبل كل شيء جميلة أمام أحد أفضل المنتخبات، إن لم يكن الأفضل في العالم. ستقام أمام مدرجات ممتلئة، لأننا نعلم أن لدينا جالية تونسية كبيرة في قطر".

وتتذيّل تونس المجموعة الرابعة بنقطة بفارق الأهداف عن الدنمارك الثالثة، في حين تحتل فرنسا الصدارة بالعلامة الكاملة (6 نقاط) أمام أستراليا الثانية مع 3 نقاط وقد ضمنت تأهلها إلى ثمن النهائي.

وتحتاج تونس إلى معجزة من أجل الوصول إلى دور الستة عشر من كأس العالم حيث سيتوجب عليها الفوز على فرنسا ثم انتظار ما ستسفر عنه مواجهة الدنمارك وأستراليا.

وتأمل تونس في تعادل الدنمارك وأستراليا أو فوز المنتخب الإسكندنافي بعدد قليل من الأهداف فيما سيحاول "نسور قرطاج" التقدم بأكثر من هدف أمام فرنسا على أمل اصطياد بطاقة التأهل.

موهبة برزت باكراً

عادت عائلة الطالبي إلى تونس حيث برزت موهبته باكراً، فخطا خطواته الأولى مع الترجي في سن الـ 17 عاماً وحتّى قبل حصوله على شهادة البكالوريا، فيتذكر المدافع الشاب هذه الفترة قائلاً: "جلست على مقاعد البدلاء وشاركت في التمارين. تمكنت من اختبار عالم المحترفين. لقد أرادوا أن يدمجونني مع الفريق الأوّل في هذا العمر لكن بسبب دراستي كان الأمر صعباً".

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

وعد رئيس النادي مدافعه الشاب بإشراكه مع الفريق الأول في حال حصوله على الشهادة، ليفي بوعده بعد أسبوع من مغادرة الطالبي لمقاعد الدراسة، فقال: "احتجت لبعض الأشهر للتأقلم وعندما حانت الفرصة خضت "الكلاسيكو" مرتين في أسبوع واحد أمام ناديي الصفاقسي والنجم الساحلي. كما لعب الديربي. في 10 أيام لعبت أبرز 3 مباريات في تونس، في الخارج والأدوار الإقصائية".

حينها، وفي سن الـ 18 عاماً، لم يكن أمام الطالبي أي هامش لارتكاب الأخطاء ليرد الجميل لمن وضع ثقته به باكراً، إضافة إلى اكتساب ثقة محبة جماهير الترجي المتطلبة والمتعطشة للانتصارات. لم تمنعه الضغوطات الكبيرة من إبراز نضجه الكروي برغم صغر سنه ليصف ما عاشه بـ "الاختبار الصعب"، وفي هذا الصدد قال: "كان فخراً جداً كمشجع للنادي، وتوجب عليّ تعلم متطلبات اللعب على أعلى المستويات".

 أصبح طريق الاحتراف خارج تونس مفروشاً بالورود، فتعاقد عام 2018 مع تشايكور ريزه سبور التركي حيث بقي لمدة ثلاثة أعوام، قبل انتقاله إلى بينيفينتو الإيطالي من دون أن يحصل على فرصة لخوض أي مباراة، ليغادر إلى روبن كازان.

لم تدم مغامرته طويلاً، اذ ألقى غزو روسيا لأوكرانيا بظلاله على مستقبله فقرر الرحيل إلى لوريان بعدما كانت الحرب فرصة للاعبين الأجانب لمغادرة البلاد. رغم طبول الحرب ظل وفياً لنادٍ منحه الثقة؛ لكنه فقد معظم كوادره الأساسية الذين شكلوا 90 في المئة من تشكيلته.

لم أرغب مغادرة القارب وهو يغرق

تطرّق الطالبي إلى الفترة الصعبة التي عاشها في روسيا، قائلاً: "لم أرغب في مغادرة القارب وهو يغرق، لأن النادي وفى بوعوده وآمن بي. لم أرغب في خيانتهم ولم أشعر بالخطر".

وأردف: "بالطبع أنا ضد كل أشكال الحرب والعنف، لكني شعرت أن النادي والمديرين لا علاقة لهم بكل ما يحصل وكانوا يعانون أيضاً، مع رحيل اللاعبين الأجانب".

انعكس ذلك سلباً على نتائج كازان الذي بدأ يغرق في بحر الهزائم، فاضطر لخوض مبارياته بتشكيلة جلها من فريق الشباب لم تكن تملك الخبرة، لينتقل النادي من مراكز الصدارة إلى صراع البقاء في الدرجة الأولى.

قال: "أكدت إدارة النادي لي أني إذا شعرت بأي خطر، فستعيدني بأمان إلى المنزل. شعرت بصدقهم، أرادوا مساعدتي في خياري المستقبلي في الصيف التالي لمواصلة مسيرتي لأنني كنت أحد الأجانب القلائل الذين قرّروا البقاء. لم أشعر بالرغبة في الرحيل".

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

الطالبي كشف عن تلقيه عروضاً عدة من أندية في روسيا وتركيا، موضحاً سبب تجاهلها بقوله: "لم أرَ نفسي هناك رغم العروض المغرية. كان هدفي الاستمرار في التقدم وتحقيق أهدافي"، ثم تسارعت الأمور بالنسبة للمدافع التونسي، فدخل لوريان على خط المفاوضات ونجح في الظفر بجهوده.

Image
التونسي منتصر الطالبي يواجه مهمة ليست سهلة أمام فرنسا في كأس العالم (Getty/غيتي) ون ون winwin
Opinion article
Off
Source
Show in tags
Off
Caption
التونسي منتصر الطالبي يواجه مهمة ليست سهلة أمام فرنسا في كأس العالم (Getty)
Show Video
Off