ليس سهلاً على النفس أن ترى صورة دموع لاعب موهوب مثل البرازيلي نيمار وهي تتصدر أغلفة أغلب صحف العالم في اليوم التالي لخسارة فريقه بركلات الجزاء الترجيحية أمام كرواتيا وخروجه المبكر من ربع نهائي كأس العالم قطر 2022.. رغم أن البرازيل كانت المرشحة الأولى والكبرى للتتويج باللقب.
الشظايا OS CACOS
عنوان هو الأقوى على الإطلاق في التعبير عن موقف وحال المنتخب البرازيلي بعد هزيمته من كرواتيا وخروجه من كأس العالم، صحيفة أكسترا البرازيلية الرياضية اليومية نشرت صورة تعكس أحزان لاعبي البرازيل بعد الهزيمة ونيمار وهو جالس على الأرض يخفي وجهه بيديه وبجواره زملائه لا يصدقون الأمر.
ثم حرصت الصحيفة على تمزيق الصورة عمدًا إلى قطع صغيرة ومعها العنوان الجبار (الشظايا).
انتهت الرقصة ACABOU O BAILE!
أحزان صحف البرازيل كانت جارفة، وخصصت صحيفة ديا اليومية السياسية كل غلافها لصورة نيمار باكيًا بحرقة شديدة وأحد زملائه يحاول تهدئته، والعنوان (انتهت الرقصة)، وأكدت الصحيفة أن وقت المدير الفني البرازيلي تيتي مع الفريق قد انتهى عمليًا.
وعن صعود الأرجنتين إلى الدور نصف النهائي ومع صورة صغيرة لفرحة لاعبي الأرجنتين بعد تأهلهم الصعب كتبت ديا أن المنتخب الفائز عانى كثيرًا قبل التأهل واستقبل هدفًا مباغتًا في نهاية اللقاء قبل أن يتفوق بركلات الجزاء الترجيحية.
بالدموع AUX LARMES
كلمة واحدة اختارتها صحيفة ليكيب الفرنسية الرياضية اليومية للتعبير عن خسارة وخروج البرازيل، ومعها صورة كبيرة جدًا شغلت مساحة عريضة من صفحتين متقابلتين للصحيفة وفيها نيمار يبكي بالدموع بطريقة تثير مشاعر عشاقه، وكتبت أن البرازيليين عاشوا واحدة من أكبر لحظات عدم التصديق في تاريخهم الكروي بالخروج من الدور بسبب كرواتيا رغم التفوق الميداني خلال المباراة لأكثر من 117 دقيقة.
ومع عنوان آخر بعبارة (ضاعت أحلام نيمار) كتبت الصحيفة أن نيمار فعل كل شيء ليتوج بطلًا للمونديال، وأحرز ببراعة هدف التقدم للبرازيل في الشوط الثالث معادلًا الرقم القياسي للأسطورة بيليه في عدد الأهداف الدولية مع منتخب البرازيل بـ(77 هدفًا لكل منهما)، ثم حدثت الفاجعة التي دمرت أحلامه بخسارة فريقه وخروجه من البطولة، وقال نيمار للصحفيين بعدها: "ما يزال رأسي ساخنًا جدًا ومشتعلًا ولا يمكنني التفكير الآن بشكل جيد، ولذلك لن أقرر الآن مستقبلي مع منتخب البرازيل بالرحيل الدولي أو الاستمرار".
ونقلًا عن ريتشارليسون أشارت ليكيب إلى أن هداف البرازيل في المونديال قال إنه الوقت المناسب للعودة إلى المنازل والبكاء في داخلها.
داليتش: لاعبو كرواتيا ليسوا طبيعيين HRVATSKA, DALIC: MOJI IGRACI NISU NORMALNI
أما صحيفة المساء السياسية فألقت قضاياها السياسية والاجتماعية جانبًا وتخلت عن رصانتها مؤقتًا، وتفرغت للرياضة وكأس العالم ومشاركة المواطنين أفراحهم في عددها الصادر اليوم السبت.
ومع صورة ضخمة بالصفحة الأولى كاملة للمدير الفني الكرواتي داليتش وهو سعيد وفاتح ذراعيه وهو يبادل الجماهير التحية عقب الفوز على البرازيل وخلفه يظهر لاعبوه في احتفالاتهم، والعنوان الرئيسي للصحيفة كرواتيا.. داليتش يقول: لاعبو بلدي ليسوا طبيعيين.
علم صناعة المعجزة, ليفا سريع للغاية LA SCIENCE DU MIRACLE, LIVA TROP VIT
أما صحيفة ليكيب الفرنسية فقد احتفلت مع الكرواتيين بفوزهم وكأنها صاحبة الفرح وخصصت أربع صفحات كاملة للاحتفال، مع عناوين مثيرة جدًا (علم صناعة المعجزة، ليفا سريع للغاية)، وأشارت إلى أن الأداء الكرواتي المنضبط والمنظم جدًا كمجموعة أو كوحدة مترابطة بصورة غير مسبوقة كان هو مفتاح الفوز والتأهل للمرة الثانية على التوالي إلى نصف نهائي المونديال.
وعلى لسان المدير الفني داليتش قال إنه سأل كابتن الفريق لوكا مودريتش بعد نهاية الوقت الأصلي إذا كان يريد الاستبدال للراحة في الشوطين الإضافيين فأجاب مودريتش دون أي تردد وبشجاعة ومسؤولية أنه يريد الاستمرار وأنه لا يشعر أبدًا بالتعب.
وعن حارس المرمى دومينيك ليفاكوفيتش، الفائز بجائزة أحسن لاعب في مباراة البرازيل، كتبت ليكيب أنه في الطريق ليكون أسطورة في تاريخ نهائيات كأس العالم على مر العصور.
ولكن الأداء المبهر والفوز الثمين لم يغيرا عقل ولا اتّزان ليكوفيتش وفي أول تصريح له للصحافة عقب نهاية اللقاء قال: "لا يمكنني وصف ما حدث في المباراة.. ولكن يمكنني التأكيد أنه على الصعيد المهاري والفردي فلا منافس للبرازيليين وهم أفضل وأقوى فريق في البطولة".
انظر من يرقص MIRA QUIEN BAILA
أما صحيفة ماركا الإسبانية الرياضية فقد احتفلت أيضًا بالفوز الكرواتي وكأنه من نصيبها مع صورة تملأ الغلاف لاحتفالات لوكا مودريتش وزملائه مع جمهورهم.. والعنوان من ثلاث كلمات فقط (انظر من يرقص).
وأكدت ماركا أن الكرواتيين هم من رقصوا الكاريوكا تلك الرقصة البرازيلية الشهيرة وأخرجوها بركلات الترجيح.