كشف الجزائري أيمن دحماني، وكيل أعمال اللاعبين لدى وكالة "روغون" الألمانية، عن المشاكل الحقيقية التي تحول دون تمكن اللاعبين الجزائريين الناشطين في الدوري الجزائرية، إلى الانتقال للاحتراف في أوروبا من بوابة الدوريات والأندية الكبرى.
وأشار دحماني في حوار مع موقع "ترانسفير ماركت" العالمي في نسخته الألمانية، إلى أن "هناك العديد من المشاكل التي تجعل من انتقال اللاعبين الجزائريين إلى الدوريات الأوروبية الكبرى أمرًا صعبًا، اعتبارًا من عامل السن، حيث يجب على اللاعب بلوغ 18 عامًا للسماح له بمغادرة البلاد، على عكس ما هو معمول به في ألمانيا مثلًا ومختلف الدول الأوروبية".
وأوضح: "معظم اللاعبين الجزائريين يأتون للاحتراف بسن 23 أو 24 عامًا، فضلًا عن أن الأندية الجزائرية تقدم طلبات نقل "مثالية" للاعبيها وبالتالي تخوف الأندية الأوروبية ونفورها من التعاقد مع اللاعبين الجزائريين، لذا نجد بلدانًا مجاورةً مثل المغرب أو مصر أو دول الخليج مهتمة بهؤلاء اللاعبين.. هذه الفرق على استعداد للدفع من أجل اللاعبين الجزائريين مقارنةً بفرق أوروبية".
وأضاف دحماني: "هناك أيضًا أندية جزائرية تفرض وجهة معينة على لاعبيها من أجل الاستفادة ماديًا من انتقالهم على حساب المشروع الرياضي، وبذلك تتلاشى فكرة اللاعب في بناء مسار احترافي في ذهنه".
وتابع قوله: "هناك رؤساء أندية يضعون اللاعبين تحت الضغط ويمنعونهم من التحدث إلى المستشارين الأجانب.. يطبقون هذه التدابير لحماية أنفسهم، وتتدخل الأندية بنشاط حتى لا يحصل اللاعب على الدراية الأوروبية، وخاصةً أبرز المواهب لا ينبغي أن يتفاوضوا على صفقات محتملة إلى أوروبا بشكل مستقل".
وواصل: "بشكل عام -وعلى سبيل المثال- يواجه اللاعبون القادمون من الجزائر عمومًا القليل من الحماس عندما يتم عرضهم على الأندية الألمانية، يبقى المنطق كما هو.. اللاعبون لا يتكيفون بشكل جيد أو مزاجيون للغاية".
الوكيل أيمن دحماني يتحدث عن المشاكل التي تحاصر اللاعبين الجزائريين للاحتراف بأوروبا
وزاد: "يمكن أن يؤدي اختيار اللاعب لمستشاره الخاص في الجزائر إلى ردود فعلٍ تُفشِل صفقات الانتقال أيضًا.. عندما يقرر اللاعبون إشراك الأقرباء أو الأصدقاء كمستشارين لهم، حيث عادةً لا يكون لدى هؤلاء الخبرة اللازمة، وأحيانًا لا يملكون حتى المعرفة اللغوية، ليس من النادر أن تنتهي هذه الفوضى ببقاء اللاعب في الدوري الجزائري".
أكاديمية خميس مليانة بعيدة كل البعد عن الاحتراف
وتطرق دحماني إلى الحديث عن فشل مشروع التكوين في الجزائري، في ظل امتلاك البلاد للعديد من المواهب محليًّا، وذلك بالمقارنة مثلًا باللاعبين الجزائريين المُكوَّنين في الخارج وبالأكاديميات الفرنسية على سبيل المثال.
ويعتمد منتخب الجزائر الأول في الأعوام الأخيرة على اللاعبين مزدوجي الجنسية، مستغلًا قانون الباهاماس للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لاستقطاب العديد من اللاعبين المكونين في أندية أوروبية، على غرار متوسط ميدان ليون الفرنسي حسام عوار ومدافع وولفرهامبتون الإنجليزي ريان آيت نوري كأحدث الأمثلة.
حصيلة المدرب مجيد بوقرة مع منتخب الجزائر المحلي
وقال دحماني بخصوص هذا الجانب: "قد يعتقد المرء أن بلدًا مثل الجزائر، التي غالبا ما ترتبط بلاعبين أقوياء فنيًّا، يجب أن تكون قادرة على إنتاج مواهبها الخاصة غير المُدرَّبة في فرنسا.. لا يبدو هذا ممكنًا حقًا؛ لأن الظروف عادة ما تكون غير معقولة".
وتابع: "مع مشروع أكاديميات الاتحاد الجزائري لكرة القدم "الفاف" قبل بضع سنوات، بُذِلتْ جهود لتحقيق المعايير الأوروبية وتهيئة أفضل الظروف للمواهب المحلية، ومع ذلك، خلال زيارتي للأكاديمية في مدينة خميس مليانة الصيف الماضي، فوجئت بمدى بعدها عن الاحتراف".
وختم: حسب رأيي، البناء والبناء مرارًا وتكرارًا لا يساعد وهو مجرد إهدار للموارد المالية فقط، إن لم تكن هناك رؤية واضحة، يجب التركيز على الجانب الرياضي".