عاش السنغالي بولاي ديا، صاحب هدف منتخب بلاده الأول في مرمى قطر (3-1)، رحلةً من الصعاب؛ إذ لعب في دوري الدرجة الرابعة الفرنسي، وعمل في مجال الصيانة الكهربائية قبل النجاح في الوصول إلى استاد الثمامة، والمشاركة في منافسات مونديال قطر 2022.
يقول مهاجم ساليرنيتانا الإيطالي الذي يخوض مع بلاده مباراة حاسمة ضد الإكوادور الثلاثاء ضمن المجموعة الأولى: "قبل ثلاث أو أربع سنوات، كنت هاويًا والآن أحرز هدفًا في كأس العالم".
خلف ذلك الهدف التحرّري، سجل شريك ديا الهجومي فامارا دييديو، هدفًا بارتماءة رأسية في الدقيقة 48، قبل أن يضيف بامبا ديينغ، الذي دخل في نهاية المباراة بدلًا من إسماعيلا سار، الهدف الثالث في الدقيقة 84، لينهي به المواجهة بنتيجة 3-1 أمام العنابي الذي كان يكافح من أجل العودة.
كهربائي في 2018
أمام هولندا، لم يكن ديا، رأس الحربة الوحيد، فعالًا في مناسباته النادرة أمام المرمى، وخسر "أسود التيرانغا" بهدفين، غير أن خطة ثنائية خط الهجوم، خدمته بشكل أفضل.
يقول سابالي: "في بعض الأحيان يتعيّن عليك تغيير النظام لتعريض الفريق المنافس للخطر. خطة 4-4-2 كانت ناجحة بالنسبة لنا في مواجهة قطر"، أما الجناح الأيسر الآخر إسماعيل جاكوبس، فيقول: "الأمر يعتمد على الخصم، اخترنا 4-4-2 لإرسال المزيد من الكرات العرضية إلى مهاجمينا الذين هم جيدون للغاية، وبما أننا فزنا، فأعتقد أن مدربنا اتخذ القرار الذكي".
بدت السنغال قليلة الحيلة هجوميًا، فارتمى المهاجم البالغ من العمر 26 عامًا على الكرة ليسجل الهدف الأول للسنغال في النهاية، ليعلق ديا قائلًا: "بالنظر إلى مسيرتي، لا يمكنني إلا أن أشعر بالرضا، فهي تجسد الكثير من التعب".
فقبل خمس سنوات، عمل ديا في الصيانة الكهربائية بعدما حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية، ولعب في الدرجة الرابعة الفرنسية مع نادي جورا-سود ومقره مولانج في شرق البلاد، حيث كان يلعب حينها بموجب عقد فدرالي (هاوٍ)، في الثانية والعشرين من عمره، وسجل الكثير من الأهداف.
لكن فريق رين رصد هذا الهدّاف في مسيرته حين لم يكن في الصف الأول، ولم يكن مفاجئًا بالنسبة لصبي ولد في أويونا، معقل لعبة الرغبي.
ومنذ عام 2018 بدأ الصعود. ووصل إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسي من دون كل الأمتعة التكتيكية، وصقل نفسه في الموسم الأول، بعد هدفه الأول ضد غانغان في نوفمبر/ تشرين الثاني من ذلك العام.
بدأ ديا يعرّف عن نفسه في بداية موسم 2019-2020 بلقطتين تمثلتا بهدف وتمريرة حاسمة للفوز على مارسيليا (2-0) في المرحلة الأولى، ثم كرة أكروباتية للتغلب على باريس سان جيرمان (2-0) على ملعب بارك دي برانس في المرحلة السابعة، لكنه في النهاية نجح بتسجيل هدفه الأول في أرقى الساحات العالمية، وهي كأس العالم، وتحديدًا من بوابة قطر 2022.